توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عدو عدوي ليس صديقي

  مصر اليوم -

عدو عدوي ليس صديقي

عماد الدين أديب

عشنا طوال حياتنا نؤمن بالمقولة القائلة «عدو عدوى صديقى»، ولكن الأحداث الأخيرة المجنونة التى نعايشها فى المنطقة العربية أثبتت لنا أن عدو عدوى ليس بالضرورة صديقى، بل إنه أحياناً قد يكون -أيضاً- عدوى!
تعالوا نستعرض هذا المنطق الأعوج!
مثلاً فى حالة «حزب الله» اللبنانى، وعدائه لإسرائيل فإن المنطق يقول إن هذا العداء يجعل من الحزب صديقاً للعرب والمسلمين، إلا أن صداقة الحزب وولاءه ومرجعيته لإيران لن تشجع، وتبنِّى رؤية مذهبية وفارسية يجعل من الحزب ليس صديقاً ولكن يصنف فى حالة العداء.

تعالوا أيضاً نستعرض حالة حركة «حماس» فى غزة فهى للوهلة الأولى تبدو فى صراعها مع إسرائيل قوى صديقة إلا أن قيامها بدعم جماعة الإخوان وتشجيع الإرهاب فى سيناء يجعلها قوى معادية للمصالح المصرية العليا.
أما فى حالة حركة «داعش» فإن المصيبة تصبح أعظم!

حركة «داعش» حركة سنية تعادى حالة التطرف الشيعى التى يتبناها نورى المالكى، رئيس وزراء العراق الموالى للنظام الإيرانى المعادى للسنة والعرب، قد تبدو للوهلة الأولى نموذجاً لعبارة «عدو عدوى صديقى»، إلا أن جنون حركة «داعش» وعداءها للقوى السنية المعتدلة وتكفيرها لهم يجعلها ليست صديقة، بل معادية للسنة كما هى معادية للشيعة.
نفس الحال ينطبق على رجب طيب أردوغان الذى يهاجم إسرائيل ليل نهار، لكنه فى ذات الوقت يدعم جماعة الإخوان المسلمين بغير حدود.
إن ما يحدث حولنا يحطم كل المبادئ والدروس التاريخية التى تعلمناها على مر السنين ويخلق واقعاً جديداً قائماً على منطق أعوج دخيل على عقولنا ونفوسنا.
إننا نعيش فى زمن التناقض واللامنطق وبيع العقول والضمائر.

إننا نعيش فى زمن مغاير تماماً لكل ما فهمناه وتربينا عليه.
لذلك كله يتعين علينا الفم بوعى كامل لحقيقة ما يدور حولنا ولا نأخذ الأمور بظواهرها وبما تبدو عليه للوهلة الأولى.
هذا زمن يدعونا إلى التعمق فى حقائق وطبيعة نوايا كل من حولنا.
لذلك عدو عدوى ليس بالضرورة صديقى!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عدو عدوي ليس صديقي عدو عدوي ليس صديقي



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon