عماد الدين أديب
المحادثة الهاتفية التى قام بها الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع نظيره المصرى، عبدالفتاح السيسى، هى بداية فصل مهم فى العلاقات بين واشنطن والنظام الجديد فى مصر.
قد تبدو المحادثة أنها بروتوكولية يقوم بها الرئيس الأمريكى مع أى رئيس جديد يتم انتخابه أو يتم إعادة انتخابه، لكنها فى حقيقة الأمر أبعد من ذلك.
لقد فاز الرئيس السورى بشار الأسد فى انتخابات الرئاسة السورية، ولم يهنئه أحد فى واشنطن، بل إن الخارجية الأمريكية وصفت فوزه بـ«المهزلة»، وأكدت تعاونها مع المعارضة السورية حتى النهاية.
المحادثة تعنى الاعتراف الأمريكى بشكل حاسم وواضح بنظام ثورة 30 يونيو 2013 وبإسقاط الرهان القديم فى واشنطن على نظام جماعة الإخوان.
ولا بد من التأكيد أنه منذ أحداث 30 يونيو حتى تاريخه لم تصدر الخارجية الأمريكية، ولا السيدة كلينتون، ولا السيناتور كيرى تصريحاً يصف ما حدث على أنه انقلاب.
مصالح الولايات المتحدة الأمريكية فى مصر منذ زيارة نيكسون لمصر حتى اليوم هى مصالح استراتيجية وتاريخية لها 4 محاور رئيسية:
الأولى: معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية التى تمت تحت رعاية وضمان الولايات المتحدة الأمريكية.
الثانية: علاقات التسليح التى تربط بين وزارتى الدفاع فى البلدين وتقف خلفها مصالح شركات السلاح وشركات النقل.
الثالثة: الدور الحيوى والمهم للجيش المصرى فى ضمان أمن المنطقة كما ظهر ذلك واضحاً فى المساهمة المصرية الفعالة فى مواجهة الغزو العراقى لدولة الكويت.
الرابعة: العلاقات الاقتصادية التى تبدأ بالمساعدات الأمريكية التى تعدت الـ75 مليار دولار والتطور بالعلاقات التجارية بين البلدين.
هذا فصل جديد فى العلاقات بين القاهرة وواشنطن يجب أن تفهمه جماعة الإخوان فى الداخل وتنظيمها الدولى فى الخارج.
وهذه رسالة أيضاً لكل من قطر وتركيا وإيران التى كانت تقيم وتدير سياساتها فى المنطقة من منطق العداء والمواجهة للنظام الجديد فى مصر.
هذا لا يعنى عودة شهر العسل بين مصر والولايات المتحدة، ولكن يعنى أن هناك الآن أرضية جديدة للتواصل تستحق أن نقوم باستثمارها وتنميتها بشكل فعال وذكى من أجل مصالح مصر العليا ومن أجل إخراج الوطن من تحدياته الاقتصادية الصعبة للغاية.