توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معنى زيارة السيسى

  مصر اليوم -

معنى زيارة السيسى

عماد الدين أديب

زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لضحية محاولة الاغتصاب وما قاله أمامها وأمام عدسات التليفزيون تحول جذرى فى مفهوم الحاكم فى مصر.
كان الحاكم منذ عهد الفرعون الأول، هو الحاكم/ الإله الذى يهاب ويعبد ويقدس.
كان الحاكم هو السلطة المطلقة التى تعلو فوق الجميع، ويعلو ولا يعلى عليه.
الآن أصبح الحاكم «خادم» الشعب وليس سيداً عليه.
نحن الآن نشهد حالة الحاكم الذى يعتذر للشعب لأن جريمة تحرش حدثت فى بداية عهده، ويعد مواطنة مصرية بسيطة بألا يتكرر ذلك أبداً.
هذا التحول الجذرى فى فلسفة الحكم، وطبيعة الحاكم، هو أحد أهم مكتسبات ثورة 30 يونيو 2013.
وهذا السلوك أيضاً ليس محاولة لتحقيق شعبية أو زيارة علاقات عامة أو تسويق إعلامى للرئيس الجديد، بل هو فى حقيقة الأمر يعكس طبيعة شخصية رئيس مصر الحالى.
عبدالفتاح السيسى الإنسان، فى حقيقة تكوينه رجل شديد التواضع، أبعد ما يكون عن التعالى، ابن بلد حقيقى يدرك بصدق طبيعة نبض الإنسان المصرى ويفهم جيداً قانون الفعل ورد الفعل الذى يحركه.
إنه سلوك ابن الجمالية «الشهم» الذى يستشعر حرج الاعتداء على «ابنة الحى» دون أن يهب أحد من أجل نجدتها وإنقاذها من هذا العمل المشين.
إنه أيضاً سلوك «القائد» الذى يشعر بالمسئولية الأدبية والأخلاقية تجاه كل من يقع فى دائرة قيادته.
من قال إن السياسة لا تعرف الأخلاق؟!
إنها عبارة قذرة أصدرها -بالتأكيد- إنسان انتهازى لا يعرف المسئولية الأخلاقية التى تصبح ملزمة على الحاكم، وهو أيضاً إنسان لا يفهم فى الشرع الإسلامى الذى يجعل من ولى «الأمر» مسئولاً ليس فقط عن رعيته ولكن أيضاً عن كل نبتة زرع، وكل حيوان وكائن من مخلوقات الله سبحانه وتعالى.
والذى يعرف المشير السيسى عن قرب يعرف عنه مسألة مخافة الله، وتعمقه فى كثير من أفكار التصوف التى تجعله يؤمن عن حق بالقضاء والقدر وعن ضرورة التوازن النفسى وعدم الاستعلاء عن خدمة الناس فيما هو حق لهم.
وإذا كان الحكم فى أى نظام متقدم وعصرى يقوم على ضمانات توازن السلطات وعلى سيادة القانون فإنه أيضاً يقوم على ضمانات شخصية أخلاقية وسلوكية يستشعرها الناس من سلوكيات ومواقف الحاكم.
نحمد الله أننا نعيش فى عهد يحكمنا فيه رجل يخاف الله، ويفهم أن دور الحاكم هو خدمة الناس ورعاية شئونهم.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معنى زيارة السيسى معنى زيارة السيسى



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon