توقيت القاهرة المحلي 11:18:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلاح الفردي يقتل من أميركا إلى بلادنا

  مصر اليوم -

السلاح الفردي يقتل من أميركا إلى بلادنا

جهاد الخازن

 لا أدعي خبرات كثيرة، ولكن أزعم أنني أعرف الولايات المتحدة جيداً، بحكم الإقامة والدراسة والعمل، فأقول للقارىء العربي إن لوبي السلاح فيها ينافس لوبي اسرائيل على النفوذ، ولعلهما لوبي واحد اشترى أعضاء الكونغرس فأصبحوا موظفين عنده يحمون مصلحته.

طبعاً الدستور الأميركي ضمِن حق حمل السلاح، فالتعديل الثاني للدستور الأميركي الصادر في 15/12/1791 نصّ على حق كل مواطن في حمل السلاح. وقد تحدّى التعديل كثيرون، إلا أن المحكمة العليا في قضية عام 2008 عادت فأكدت هذا الحق.
كلنا رأى كيف قتِلت مذيعة التلفزيون الأميركية أليسون باركر ومصوّر مرافق بالرصاص في برنامج حي في ولاية فيرجينيا. والدها المفجوع شنّ حملة للحد من حمل السلاح وهي حملة مصيرها الفشل، فقد تابعت حملات كثيرة مثلها بعد جرائم جماعية قتل فيها عشرات من الطلاب داخل مدارسهم وآخرون برصاص مجرم أو متطرف أو مجنون.

الرئيس باراك أوباما قال بعد موت المذيعة إن الرصاص في أيدي المدنيين الأميركيين يقتل أكثر مما يقتل الإرهاب. هذا صحيح الى درجة أن الإشارة إليه غير ضرورية. ولم أسمع هذه السنة عن قتلى بالإرهاب في الولايات المتحدة، لكن قرأت أن ضحايا الرصاص في الأشهر الأولى فقط بلغوا 8.512 أميركياً.

يتوقع أن يزيد عدد القتلى الأميركيين بالسلاح هذه السنة على عدد قتلى حوادث السير. وآخر أرقام متوافرة تعود الى عام 2012، وهي تظهر أن 33.561 أميركياً قتلوا في حوادث السيارات مقابل 32.251 قتلوا بالرصاص. غير أن المنظمات الخبيرة في الموضوع، مثل مركز تقدم اميركا، تقول إن الأرقام تظهِر أن قتلى حوادث السيارات يقلون سنة بعد سنة فيما يزيد عدد القتلى بالرصاص، لذلك فهم يتوقعون أن تكون 2015 أول سنة يصبح فيها السلاح القاتل الأول في الولايات المتحدة.

هناك 320 مليون مواطن اميركي، أي أقل من خمسة في المئة من سكان العالم، غير أن الأميركيين يملكون 35 في المئة الى 50 في المئة من كل السلاح الذي يحمله مدنيون في العالم كله.

قرأت أن 88.8 في المئة من المدنيين الأميركيين يحملون السلاح، غير أن العرب «متقدمون» أيضاً ومنهم في المراكز العشرة الأولى. اليمن في المركز الثالث بنسبة 54.8 في المئة، والمملكة العربية السعودية سادسة بنسبة 35 في المئة وبعدها العراق سابعاً بنسبة 34.2 في المئة. أعتقد بأن النسبة الصحيحة في اليمن هي مئة في المئة للذكور، من المراهقة فما فوق، لأن النساء اليمنيات لا يحملن السلاح.

وجدت من العرب في المراكز الأخرى عُمان في المركز 17 وبعدها مباشرة البحرين ثم الكويت. أما الإمارات العربية المتحدة فمركزها 24، ولبنان 27، وقطر 29، وليبيا 38، وسورية 110، ومصر 113، وفلسطين 115.

إذا كان لي أن أستعين لشرح ما سبق بأرقام أخرى ففي الولايات المتحدة 270 مليون قطعة سلاح في أيدي المدنيين، وفي اليمن 11.5 مليون قطعة سلاح، وفي العراق 9.7 مليون قطعة سلاح، وفي السعودية ستة ملايين قطعة سلاح. واحتلال بلادنا مراكز متقدمة سببه نسبة السلاح الى عدد المواطنين في هذه البلدان.

الجماعات الإرهابية التي تكاد تدمر بعض بلاد العرب، مثل سورية والعراق وليبيا واليمن، خارج الأرقام السابقة فهذه تدرس عدد المدنيين من حملة السلاح في كل بلد. غير أن الإرهاب المجرم الفالت من كل عقال، خصوصاً بعد 2011، ليس من ضمن الدراسات السابقة التي توكأت عليها.

طبعاً سننافس الولايات المتحدة ونتفوق عليها في عدد القتلى بالسلاح في بلادنا لو جعلنا الإرهاب جزءاً من الدراسة، فمقابل 33 ألف اميركي قد يُقتلون بالسلاح هذه السنة، هناك مئة ألف ضحية من المدنيين العرب في بلاد مثل سورية والعراق وليبيا وغيرها. ليس عندي سوى: رحمتك يا رب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلاح الفردي يقتل من أميركا إلى بلادنا السلاح الفردي يقتل من أميركا إلى بلادنا



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon