توقيت القاهرة المحلي 05:36:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرأة: إنجاز هائل واضطهاد مستمر

  مصر اليوم -

المرأة إنجاز هائل واضطهاد مستمر

جهاد الخازن

المرأة العربية في الدول القادرة تقدمت سنوات ضوئية في جيل أو جيلين، وعادت بأعلى الشهادات الجامعية من أهم الجامعات، واحتلت مناصب عليا في بلادها. ومَثلي المفضل هو «اللبنيان» الأخت لبنى خالد القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي في الإمارات، والأخت لبنى سليمان العليان، رئيسة إحدى أكبر الشركات العربية وأنجحها. هما نجحتا في السياسة و «البزنس».

المرأة العربية لم تصل بعد إلى درجة المساواة مع الرجل، إلا أنها على الطريق، وقد اخترت أن أبدأ بها وبما أنجزت، وأنا أقرأ عن مصائب المرأة في بلدان أخرى.

الطالبة الأفغانية فرخندة ماتت بعد ساعتين من عذاب فظيع لا يمكن وصفه، فغوغاء من حوالى 500 رجل في كابول صدقت أنها أحرقت صفحات من القرآن الكريم بعد خلافها مع بائع، والرجال داسوها بالأقدام، وضربوها بالعصي، ورموها بالحجارة، وسيارة مرَّت على جسدها ثم أحرِقت... كل هذا ورجال شرطة مسلحون يراقبون الجريمة من دون أن يتدخلوا.

الشرطة نفسها والمحققون والحكومة أعلنوا أن فرخندة لم تحرق صفحات من القرآن، أو أي شيء آخر، وهي قتِلت بأبشع طريقة بعد خلاف بسيط مع بائع انتقم منها بتوجيه تهمة كاذبة إليها، ولم يشفع لها أنها محجبة ككل بنت أفغانية محافظة، أو أنها تحفظ القرآن الكريم كما قال أهلها المفجوعون وصديقاتها.

كان رئيس أفغانستان أشرف غني في طريقه إلى الولايات المتحدة عندما ارتكبت جريمة وصفها هو عشية السفر بأنها فظيعة، ووعد بمعاقبة الفعَلة. إلا أن ردود الفعل المحلية على الجريمة طغت على الزيارة كلها، واجتاحت تظاهرات البلاد، وهتف ألوف من الرجال والنساء أمام المحكمة العليا مطالبين بمعاقبة القتلة وأيضاً طرد مدير الشرطة التي لم تحاول إنقاذ الضحية.

إذا أسفر موت هذه الشابة البريئة عن تحسين وضع المرأة في أفغانستان، تكون قد أدَّت لبنات بلدها خدمة كبيرة لم تستطع إنجازها وهي حيّة. ولكن هل كان من الضروري أن تموت شابة بريئة لتتحرك الحكومة ويثور المواطنون طلباً لحماية المرأة في أفغانستان؟

المرأة مضطهدة في المناطق التي نكبت بالإرهاب في بلدان عدة، ويكفي ما حلَّ بالنساء في مناطق الإرهابيين من «داعش» في شمال العراق وسورية. كل قارئ يعرف كيف أخِذت بنات صغيرات سبايا، وقتِل المسلمون مع غير المسلمين في إرهاب فالتٍ من كل عقال.

كان الإرهابيون من «بوكو حرام» ارتكبوا جرائم مماثلة في شرق أفريقيا، وعلى رغم جهود دول المنطقة لا تزال مئات البنات أسيرات عندهم، وأقرأ عما يتعرضن له فأفضّل عدم نشر التفاصيل. كل يوم قصص عن زواج بالإكراه أو موت في معسكرات اعتقال محاطة بأسلاك شائكة، بعد خطف حوالى 500 بنت من مدرسة صغيرة في بلدة شيبوك السنة الماضية، وخطف عدد مماثل من بلدة داماسك قبل أيام.

الأمم المتحدة، لا أنا أو القارئ، أصدرت قراراً عبر لجنة أوضاع المرأة تدين إسرائيل لاستمرار الاحتلال غير الشرعي و «الوضع المتردي للمرأة الفلسطينية». اللجنة تضم 45 عضواً، وقد أيَّد 27 عضواً القرار، وامتنعت 13 دولة عن التصويت، أكثرها أوروبي، وعارضته دولتان. مَنْ هما؟ هل أحتاج أن أقول لقارئ هذه السطور إنهما كانتا إسرائيل والولايات المتحدة؟ القرار يستحق الترجمة والنشر كاملاً، وهو يدين بلداناً مثل إيران والسودان لانتهاك حقوق المرأة فيهما. أنا أدين انتهاك هذه الحقوق في غالبية بلاد العرب والمسلمين. اللجنة حددت 2030 موعداً أخيراً لإنهاء عدم المساواة بين الجنسين. أرى الأمل يتقدم الواقع في هذا الكلام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة إنجاز هائل واضطهاد مستمر المرأة إنجاز هائل واضطهاد مستمر



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon