توقيت القاهرة المحلي 07:52:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (يدينون أنفسهم بكذبهم)

  مصر اليوم -

عيون وآذان يدينون أنفسهم بكذبهم

جهاد الخازن

النازية هُزِمَت وارتاح العالم منها، إلا أن جذورها بقيت على شكل تفرقة عنصرية (ابارتهيد) أيام حكم البيض في جنوب افريقيا الذي كانت اسرائيل حليفته، وعادت بقوة مع حكومات اسرائيلية يمينية متطرفة آخرها حكومة بنيامين نتانياهو، وهي حكومة نازية جديدة، أو الحكومة الوحيدة من نوعها في العالم.
أكتب غاضباً بعد أن قرأت حملة في موقع ليكودي على البروفسور ادوارد سعيد تقول إن تاريخ فلسطين مزور، وتاريخ ادوارد سعيد في فلسطين كذبة أو اختراع.
اليهود الخزر ليسوا يهوداً وإنما ادعوا اليهودية ليغزوا فلسطين، وإدوارد سعيد صديق عزيز عرفته على امتداد عقود، وهو كان يكتب مقالاً كل أسبوعين لـ «الحياة» حتى وفاته، وقبل ذلك كانت أخته جويس صديقة وزميلة عملت معي في «الديلي ستار» وأنا أرأس تحريرها في بيروت. كان بيتي في شارع المقدسي يبعد حوالى مئتي متر عن بيت أسرة سعيد، وزرتهم غير مرة، وحدثت الأم، وأذكر جيداً أن طاولات صغيرة في الصالون كانت تحمل صوراً من ذكريات العائلة في القدس.
هذا التاريخ صحيح، وعليه شهود أحياء، يقابله دين يهودي مزور، كتِبَ بعد مئات السنين من أحداثه المزعومة، وشعب مُختَرَع.
ادوارد سعيد مَثل شخصي أقدمه للقراء، ثم هناك باراك اوباما الذي يتعرض لحملات يومية لا تقول لنا شيئاً عنه بقدر ما تكشف تطرف خصومه وخيانتهم «بلدهم» وهم يقدمون مصلحة اسرائيل على كل مصلحة اميركية.
أقرأ:
- الجحيم الذي هو البيت الأبيض (أيام) اوباما.
- اوباما لا حق له في معاقبة اسرائيل.
- ادارة اوباما تعلن الحرب على اسرائيل.
- يجب أن تتجاهل اسرائيل «عصبية» اوباما.
- كبرياء اوباما سيودي به.
- ما هي رسالة اوباما الى اسرائيل؟
القاسم المشترك بين العناوين السابقة كلها الهجوم على اوباما والدفاع عن اسرائيل. الكتّاب جميعاً يهود اميركيون ليكوديون من دعاة الحرب والقتل والتدمير، ليس في فلسطين وحدها، وإنما في العراق وأفغانستان وكل بلد.
أسوأ من كل ما سبق أن يهاجم أنصار الإرهاب الإسلام. المسلمون يستطيعون أن يدافعوا عن أنفسهم، فلا أفعل، ولكن سأظل دائماً أدافع عن الإسلام في وجه أعداء الإنسانية.
اوباما هوجم لأنه قال إن الدولة الإسلامية «لا تتحدث باسم أي دين»، وأنصار اسرائيل يتوكأون على نصف آية أو يعودون الى الشريعة. وأقرأ «لماذا الدولة الإسلامية تتصرف بهذا الشكل؟» والمقال يأتي بنصف آية أو ربعها لدعم تطرفه. أو أقرأ «سمك القرش والإسلاميون يساء فهمهم» والعنوان يُغني عن شرح.
عندي بضعة عشر مقالاً من هذا النوع لن أسجل شيئاً منها، وإنما أقول إنني لم أحلم في حياتي بأن أنتقد الدين اليهودي، ولم أفعل إلا بعد حملات أنصار اسرائيل على الإسلام.
هناك إرهابيون يزعمون أنهم مسلمون وهم يخالفون نص الإسلام وروحه كل يوم، وأدينهم من دون تحفظ إطلاقاً، فلا أزيد سوى أنهم لا يمثلون الإسلام أو المسلمين، والمرجع مفتي مصر أو مفتي السعودية، وكل منهما دان إرهابيي الدولة الإسلامية بوضوح وحزم، وقال إن هؤلاء الإرهابيين هم العدو الأول للإسلام والمسلمين.
اسرائيل دولة منبوذة حول العالم، والكونغرس الأميركي شريك في جرائمها عندما يدافع عنها. ولا أتهم أي يهودي أو اسرائيلي، وإنما أتهم حكومة اسرائيل، فجرائمها أدّت الى عودة لاسامية كامنة حول العالم، وأنصارها في الولايات المتحدة يؤكدون ذلك عندما ينكرونه في مقالات من نوع «اسرائيل لم تسبب اللاسامية».
هذا الإنكار لا يفعل شيئاً سوى إثبات التهمة ففي اسرائيل حكومة نازية جديدة قتلت حوالى 500 طفل في ستة أسابيع، وكل مَنْ يدافع عنها إرهابي مثلها، فأترحَّم على الصديق ادوارد سعيد الذي مات قبل أن يرى مجزرة الأطفال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان يدينون أنفسهم بكذبهم عيون وآذان يدينون أنفسهم بكذبهم



GMT 07:52 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

يا طويل العُمر

GMT 07:51 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

النقيب يكرم النقيب!

GMT 07:49 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. تتبقى خطوة

GMT 07:48 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

البوفيه المفتوح والبوفيه الموارِب

GMT 07:42 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

مصطفى أمين.. محنة السجن وظلم السياسة

GMT 21:16 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon