توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مخيم اليرموك: نكبة جديدة

  مصر اليوم -

مخيم اليرموك نكبة جديدة

جهاد الخازن

 ماذا يحدث في مخيم اليرموك؟ طلقت الأمة طلاقاً بائناً وأيدني القراء. وكل يوم تعطيني هذه الأمة سبباً جديداً للطلاق فأسأل نفسي لماذا تأخرت حتى اليوم.

معركة اليرموك سنة 15 هجرية أو 636 ميلادية إحدى أعظم معارك التاريخ، وهي أجلت البيزنطيين عن بلاد الشام، ومأساة مخيم اليرموك الآن إحدى أفظع مآسي التاريخ العربي الحديث، لا طعام أو ماء أو دواء، وأرى ذبح اثنين من الفلسطينيين على الإنترنت، فهناك مَنْ يفاخر بذبحهم.

النابغة الذبياني قال:

محلتهم بيت الإله ودينهم / قويم فما يرجون إلا العواقب

رقاق النعال طيّب حجزاتهم / يحيون بالريحان يوم السباسب

النابغة كان يمدح ملوك الغساسنة الذين حكموا المنطقة من الجولان، وهو يشير إلى بيت الإله، أي القدس، وإلى رائحة الملوك الطيبة، وإلى بنات يرشونهم بالريحان في يوم أحد الشعانين الذي يوافق هذه الأيام عند الأقباط.

هو في قصيدة ثانية رثى بها النعمان بن الحارث الغساني قال:

بكى حارث الجولان من فقد ربه / وحوران منه موحش متفائل

اليوم نبكي أمة اختارت الفناء طريقاً لها، وتركت الإرهاب يستشري من العراق وسورية إلى ليبيا واليمن وغيرها، ولم تفعل غير فرك الأيدي. والكلمتان الأخيرتان تذكراني بشيء قاله لي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع ثم ولي العهد السعودي، رحمه الله. هو قال: الحزم أبو العزم أبو الظفرات، والترك أبو الفرك أبو الحسرات. وكنت أعتقد أن هذا مَثل سعودي، ثم قرأت أنه من كلام الملك عبدالعزيز آل سعود.

توصَف معركة اليرموك بأنها أعظم معارك التاريخ، وأرى انتصار خالد بن الوليد في حروب الردّة أهم، لأنه لو خسر لما بقي هناك إسلام. والملك عبدالعزيز بنى دولة صمدت حتى وصلنا اليوم إلى «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين في اليمن.

ماذا عندنا في دمشق؟ هي أقدم مدينة في العالم ومخيم اليرموك بدأ ضاحية لها وأصبح جزءاً منها مع اتساع العمران، وزرته مرة بعد مرة لمقابلة قيادات من المنظمات الفلسطينية فيه، وهو اليوم دمِّر على رأس أهله.

كل مَنْ يستطيع النجاة من المخيم رحل عنه وبقي 18 ألف بائس، بينهم 3500 طفل، وإرهابيو داعش الذين يعملون في الناس قتلاً. أهلنا في سورية أصبحوا بين فكي رصاص داعش وبراميل النظام.

الإرهابيون يقومون بمهمة إسرائيل، وهم يقتلون الذين لم تجد حكومة إرهابية إسرائيلية عذراً أو ذريعة لقتلهم. داعش والنصرة والحوثيون إرهابيون أعداء الإسلام والمسلمين، فلم يبقَ عندي ما آمل أو أرجو سوى أن أراهم يُهزَمون ويُعاقَبون.

ليس الأمر مخيم اليرموك وحده، فملايين السوريين، حوالى نصف السكان، شرِّدوا داخل بلدهم أو حوله، وبعضهم قضى في البحر وهو يحاول الهرب إلى أوروبا. حتى هوزيه موجيكا، رئيس أوروغواي السابق، شكا من اللاجئين السوريين في بلاده، وقال إنهم لا يعرفون العمل في الزراعة. كيف وصلوا إلى أميركا اللاتينية؟ كيف لا يعمل سوري في الزراعة وبلاده سهل وماء؟ هل ما يحدث للسوريين والفلسطينيين من أشراط الساعة التي حدثونا عنها؟

كان الغساسنة يحكمون القدس من الجولان، والآن الإسرائيليون في القدس والجولان، والسوري يبحث عن وطن بديل بعد أن كان في جنة الله على أرضه، والفلسطيني ينتظر الموت إما برصاص إسرائيلي في قطاع غزة، أو برصاص الإرهابيين في مخيم اليرموك.

مضى يوم وأنا حَدث جاهل رفعت فيه الرأس لأنني عربي. اليوم أخفضه وأعتذر من أبنائي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخيم اليرموك نكبة جديدة مخيم اليرموك نكبة جديدة



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon