توقيت القاهرة المحلي 09:45:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(مستوطنو اسرائيل يهاجمون الفلسطينيين)

  مصر اليوم -

مستوطنو اسرائيل يهاجمون الفلسطينيين

جهاد الخازن

أقدم حلف عربي وأنجح حلف هو ذلك القائم بين رجال الدين المسلمين والمسيحيين في فلسطين، فهم يصدرون بيانات مشتركة ضد الاحتلال وجرائمه، وقد حاولت حكومات إسرائيل الإرهابية مرة بعد مرة الإيقاع بين رجال الدين الفلسطينيين وفشلت.

لا أردّ هذا الحلف إلى عهد رسول الله لنصارى نجران، أو إلى الفاروق عمر والعهدة العمرية لنصارى القدس التي نصَّت على طرد اليهود من المدينة المقدسة وتسليمها للمسيحيين، وإنما أقول أنه كان قائماً قبل احتلال اليهود الأشكناز بلداً بكامله بحجج توراتية أقرب إلى الخرافة منها إلى أي واقع. عندي مثل واضح، ففي فلسطين قبل الاحتلال سنة 1948 والنزوح التالي كانت رام الله والبيرة بلدتين متجاورتين، ويسكن في الأولى مسيحيون فلسطينيون، وفي الثانية مسلمون فلسطينيون (كل المسلمين في فلسطين تقريباً من السنّة)، وكانت هناك أحلاف بين عائلات البلدتين، فكل عائلة في رام الله أو البيرة لها عائلة حليفة في البلدة الأخرى، فإذا وقعت مشكلة لا تتطور إلى نزاع ديني لأن الأسرتين المتحالفتين تنتصر كل منهما للأخرى «على عَمَاها» من دون النظر في التفاصيل.

ما سبق خلفيّة، فقد قرأت أن جماعة دينية يهودية متطرفة اسمها «ليهافا» تريد منع الاحتفال بعيد الميلاد في فلسطين المحتلة وتصف المسيحيين الفلسطينيين بأنهم «مصاصو دماء». وقد تظاهر أعضاء من الجماعة التي يرأسها مستوطن اسمه بنتزي غوبستين أمام احتفال بعيد الميلاد في جمعية الشبيبة المسيحية، وهتفوا ضد المسيحيين من فلسطين إلى أوروبا، واتهموهم باضطهاد اليهود. غوبستين كتب في موقع إلكتروني ليكودي متطرف اسمه «كوكر» أن قيام إسرائيل في منتصف القرن الماضي كان «صفعة مدوّية للكنيسة»، وقال أن المسيحية «دين لعين أو ملعون».

أريد قبل أن أكمل أن أسجل أن جماعات يهودية معتدلة في فلسطين المحتلة وخارجها طالبت الحكومة الإسرائيلية بالتحقيق مع أنصار ليهافا ووقف التطرف الديني.

طبعاً، حكومة إسرائيل متطرفة أيضاً. هي آخر حكومة نازية جديدة في العالم وآخر حكومة تفرقة عنصرية (أبارتهيد)، وهي تحكم بغالبية صوت واحد في الكنيست ومن طريق تخويف المستوطنين من قدوم حكومة يسارية أو وسطية قد لا تعارض طردهم من الضفة الغربية.

فلسطين من البحر إلى النهر، وكلها أرض محتلة، وإذا كنت أقبل دولة فلسطينية في 22 في المئة فقط من أرض فلسطين التاريخية، فذلك لأنني أريد حجب دماء الناس من عرب ويهود، وليس لأني أصدق أي كذبة توراتية لا آثار تؤيدها على الأرض.

نجاسة المتطرفين الإسرائيليين ليست وقفاً على مستوطن مجرم، إنما هي في حكومة إسرائيل وجيش الاحتلال والميديا الليكودية التي اشترى بعضها أميركيون من أنصار الإرهاب. السفير الإسرائيلي في واشنطن رون ديرمبر أرسل هدايا من إنتاج المستوطنات متحدياً العالم كله. لن أبدي رأياً شخصياً وإنما أقول أن الاتحاد الأوروبي يقاطع هذه المنتجات وهو يضم 28 دولة أوروبية ديموقراطية يسكنها 508 ملايين نسمة. في مقابلهم سفير دولة احتلال وقتل وإرهاب وستة ملايين مستوطن لقيط. لن أسأل القارئ من يصدِّق من الجانبين فالجواب محسوم.

الحلف المسيحي - الإسلامي في فلسطين قديم ومستمر وهو مَثل يُحتذى في كل بلد عربي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستوطنو اسرائيل يهاجمون الفلسطينيين مستوطنو اسرائيل يهاجمون الفلسطينيين



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon