المواطن التركي يعاني؛ فالاقتصاد في تراجع، وحزب العدالة والتنمية الحاكم خسر كثيراً في الانتخابات البلدية، فهناك رئيس بلدية جديد في كل من أنقرة وإسطنبول وكل منهما يمثل المعارضة، كما أن حزب الرئيس خسر في معظم المدن الكبرى الأخرى.
الانتخابات البلدية كانت استفتاء على عمل أردوغان في الحكم، فله في الرئاسة أربع سنوات أخرى، والنتيجة كانت ضد الرئيس وسياساته الإقليمية والخارجية.
أردوغان كان رئيس بلدية اسطنبول من عام ١٩٩٤ إلى ١٩٩٨، ومنها انطلق إلى الرئاسة، والاقتصاد التركي تحسن كثيراً في البداية ثم بدأ يتراجع، ولعل سقوط الليرة التركية أوضح دليل على التراجع الاقتصادي.
الرئيس أردوغان شن حرباً على الأكراد من تركيا والمناطق حول ديار بكر إلى شمال سورية، وحتى العراق. أؤيد الأكراد وحقوقهم وأدين كل مَن لا يحترم هذه الحقوق.
العلاقات مع الولايات المتحدة متوتّرة، وإدارة ترامب أوقفت مشاركة تركيا في برنامج المقاتلة الأميركية إف-٣٥ إلى حين أن تلغي تركيا شراءها صواريخ للقوة الدفاعية التركية
وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو أعلن أن بلاده التزمت شراء صواريخ إس-٤٠٠ من روسيا على رغم التهديدات الأميركية لمشاركتها في برنامج طائرات إف-٣٥، وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أن بلاده نفذت كل الشروط المطلوبة منها في برنامج المقاتلة الأميركية.
مايكل غيرسون وهو من كتّاب الرأي في جريدة الواشنطن بوست قرأت له مقالةً عنوانها: «ترامب قد لا يكون عميلاً لروسيا إلا أنه لعبة في يدها».
ما نعرفه هو أن ١٤ من أنصار ترامب، بينهم ابنه الكبير، تعاملوا مع مواطنين روس للحصول على معلومات تؤذِي حملة هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة.
هناك عدد من العاملين مع ترامب كذبوا على مكتب التحقيق الفيديرالي والكونغرس في محاولة لإخفاء مدى تعامل رجال ترامب مع الروس.
ترامب، وهو مرشح للرئاسة، بقي يتابع مشروعه لبناء «برج ترامب» في موسكو. وهناك مَن يقول ان ترامب نفسه لم يكن صادقاً والمحقق الخاص روبرت مولر يتابع التحقيق في تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة سنة ٢٠١٦.
طبعاً ترامب والعاملون له يهاجمون الميديا كل يوم، وترامب يعتبرها «كاذبة» ولها موقف ضده. هو رفض أن يمثل أمام مولر للإجابة عن أسئلته، ولا يزال إلى يومنا هذا ينكر كل ما ينسب إليه من مخالفات انتخابية، أو اتصالات بين عملاء له ومواطنين روس من الواضح أنهم يعملون لمخابرات بلادهم.
هناك رجل علاقات عامة اسمه روب غولدستون ويعمل في نيويورك. هذا الرجل قرأت له مقالة في الواشنطن بوست عنوانها: «أنا رتبت الاجتماع في برج ترامب (في نيويورك). لم تكن عندي فكرة عما سيعني هذا المؤتمر». هناك ألف دليل ودليل على أن أعوان ترامب تآمروا مع الرئيس ضد المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، ومع أن هناك الآن مختصراً لتقرير المحقق الخاص أرسله المدعي العام وليام بار إلى الكونغرس، والملخص لا يدين ترامب كثيراً، إلا أن النص الكامل لتقرير المحقق الخاص لا بد أن يتضمن معلومات من نوع يسميه ترامب «كذب» لأنه يرفض أن يدان أمام المحاكم أو أمام الرأي العام.
في إسرائيل شبّه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دونالد ترامب بالملكة استر التي لها أحد كتب العهد القديم من التوراة. إذا كان ترامب مثل استر فأنا والقارئ مثل أبراهام لنكولن.
نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع