توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لسانك حصانك، والصدق منجاة

  مصر اليوم -

لسانك حصانك، والصدق منجاة

بقلم جهاد الخازن

السطور التالية أوحى لي بها دونالد ترامب بكذبه ونزقه.

في القرآن الكريم:
وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم (إبراهيم 4).

لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين (النحل 103).
واجعل لي لسان صدق في الآخرين (الشعراء 84).

وهذا كتاب مصدق لساناً عربياً لينذر الذين ظلموا (الأحقاف 12).

فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد (الأحزاب 19).

يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم (الفتح 11).
ما سبق اختياري من عشرات الأمثلة في القرآن الكريم عن اللسان، ووجدت مشتقات «صَدَق» حوالى 120 مرة، وكان هناك أربع صفحات عن مشتقات «كَذَب» في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم.
حفظت صغيراً: «المرء بأصغريه، قلبه ولسانه». وأذكر مثلاً شعبياً سمعته صغيراً كبيراً هو: «لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك». وكان هناك مَنْ قال: «وإن خنته خانك».

غير أن الأمثلة عن اللسان والصدق والكذب تملأ صفحات في كتب الأمثال العربية وهي كثيرة. وثمة حديث نبوي عن أبي موسى رضي الله عنه قال: يا رسول الله، أي المسلمين أفضل. قال: «مَنْ سلِم المسلمون من لسانه ويده» (متفق عليه).

ذكر اللسان في شعر العرب كثير، ومنه:
- نزّه لسانك عن قول تعاب به / وارغب بسمعك عن قيل وعن قال.
- وأيضاً: احفظْ لسانك أيها الإنسان / لا يلدغنك إنه ثعبان.
- ومثله: كم في المقابر من قتيل لسانه / كانت تهاب لقاءه الشجعان.

- أيضاً: إن اللسان إذا حللتَ عقاله / ألقاك في شنعاء ليس تقال.

- وهناك: فما لي لا أقول ولي لسان / وقد نطق الزمان بلا لسان.

- ومثله: لسانك لا تذكر به عورة امرئ / فكلك عورات وللناس ألسن.

كانت تزورنا قريبة مسنّة وأنا أجمع المادة لهذه السطور، وسألتها هل تعرف مثلاً عن اللسان، فبدأت تقول: لسانك حصانك... وقاطعتها قائلاً إنني أعرفه، فذكرت لي مثلاً لم أكن سمعت به من قبل، هو: «لسانه مثل مقص الإسكافي، ما يفتح إلا على نجاسة». أفضل منه المثل: «اللسان الحلو يطلِّع الحيّة من وكرها».

وأعرف مثلاً أو اثنين أو أكثر عن الكذب، وهذا يحتاج إلى لسان ينطق به. نحن نقول: الكذب ملح الرجال (وليس النساء)، وهناك المثل: «كذاب اللي يقول الدهر دام لي». 

ومثل آخر هو: «الكذاب تنحرق داره». قرأت قصة عن هذا المثل تقول إن رجلاً كان يصرخ كل يوم في جيرانه طالباً مساعدته في أمر ويسرعون لمساعدته ولا يجدون شيئاً، ثم احترقت دار هذا الرجل وصرخ طالباً العون فلم يأته أحد لأن الجيران اعتقدوا أنه يكذب مرة أخرى. وأعرف أمثالاً أذكرها من كتاب «قالوا في الأمثال» للأخت جيهان أسعد حكيم، ومنها: «الكذب ما لو رجلين»، وأيضاً: «الكذب حبالو قصيرة». وهناك: «أعمى ويقول شفت بعيني». وأيضاً: «أسمع كلامك يعجبني، أشوف عمايلك أستعجب». وأذكر: «قالوا للحرامي إحلف قال قِرِب الفَرَج». وبالفصحى: «إذا كنت كذوباً فكن ذكوراً». وثمة بيت شعر ظريف عن الموضوع هو: «والصدق أن ألقاك تحت العطب / لا خير فيه فاعتصم بالكذب».

لعل هذا كان مبدأ دونالد ترامب وهو يكذب ويبالغ ثم يعتذر أو يصحح ما زعم في اليوم السابق.

أعتقد أن من مرادفات السياسة الكذب، مع أنني واثق من أن سياسيين كثيرين في بلاد الشرق والغرب لم يكذبوا، فلا أسجل أي أسماء اليوم، حتى لا يعاتبني سياسيون من النوع الآخر. ما أزعم لنفسي أن لساني لا يطاوعني على الكذب والسبب ليس أخلاقي الحميدة، بل أنني جبان وأخشى أن أضبط «متلبساً» لذلك لم أنفِ أو أسحب أي كلام كتبته في 40 سنة من العمل الصحافي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لسانك حصانك، والصدق منجاة لسانك حصانك، والصدق منجاة



GMT 15:18 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 21:47 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 15:51 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:37 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 23:55 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon