توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان "سفيرتنا الى القلوب -1"

  مصر اليوم -

عيون وآذان سفيرتنا الى القلوب 1

القاهرة - مصر اليوم

أكتب عن فيروز التي أسعدت بغنائها أجيالاً، فقد أحببت صوتها العمر كله منذ سمعتها ترتّل في كنيسة قرب بيروت وأنا مراهق صغير، ثم سمعتها تغني في بعلبك ولندن وواشنطن ودبي وغيرها. لا أعرف أفضل غناء من أم كلثوم وفيروز من القرن الماضي وحتى اليوم. أم كلثوم تركتنا سنة 1975، فأدعو لفيروز بطول السلامة.

عندي ثلاثة كتب، أو دواوين، لأغانيها ونعرف كلنا أنها غنت للأخوين رحباني، زوجها عاصي وشقيقه منصور. فيروز غنت يوماً: آخر أيام الصيفية/ والصبية شوية شوية/ وصلت عساحة ميس الريم/ وانقطعت فيها العربية. أقول إن ميس الريم اختراع من الرحبانيين، فهناك في لبنان ميس الجبل وقاع الريم، وهما طلعا ببلدة ثالثة من اسم هاتين البلدتين.

هي أيضاً غنت للأخطل والفرزدق وجرير وأبي نواس ولسان الدين الخطيب وجبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي وسعيد عقل ورشدي المعلوف ونزار قباني وسيد درويش وبدوي الجبل.

ما سبق لشعراء. فيروز غنت للمغرب والأردن والسعودية والعراق، وكان أكثر شعرها الوطني عن لبنان وفلسطين، ولها أغان في مدن مثل القدس وبيروت ودمشق وعمّان والإسكندرية وبعلبك. هل ينسى أحد قصيدة سعيد عقل في القدس ومطلعها: سيف فليشهد في الدنيا ولتصدع أبواق تصدع/ الآن الآن وليس غداً/ أجراس العودة فلتقرع.

هي غنت لجبران: أعطني الناي وغنِّ/ فالغنى سر الوجود/ وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود. وغنت لرشدي المعلوف: ربي سألتك باسمهن/ أن تفرش الدنيا لهن/ بالورد إن سمحت يداك/ وبالبنفسج بعدهن/ حب الحياة بمنّتين/ وحبهن بغير منّة. أما الصديق الراحل نزار قباني فغنت له عن دمشق:

ها قد كتبنا وأرسلنا المراسيلا/ وقد بكينا وبللنا المناديلا

قل للذين بأرض الشام قد نزلوا/ قتيلهم بالهوى ما زال مقتولا

دمشق يا شامة الدنيا ووردتها/ يا مَن بحبك أوجعت الأزاميلا

لبنان كان في قلبها ولا يزال. هي غنت: بحبك يا لبنان يا وطني بحبك/ بشمالك بجنوبك بسهلك بحبك/ بتسأل شو بني/ وشو اللي ما بني/ بحبك يا لبنان يا وطني. وغنت لبعلبك: بعلبك أنا شمعة على دراجك/ وردة على سياجك/ أنا نقطة زيت بسراجك/ بعلبك يا قصة عزّ علياني/ وبالبال حلياني/ يا معمّرة بقلوب وغناني.

غنت لجرير: يا حبَّذا جبل الريان من جبل/ وحبذا ساكن الريان من كانا/ وحبذا نفحات من يمانية/ تأتيك من قبل الريان أحيانا... ان العيون التي في طرفها حور/ قتلننا ثم لم يحيين قتلانا.

أما أبو نواس فغنت له: حامل الهوى تعب/ يستخفه الطَرَب/ إن بكى يحق له/ ليس ما به لعب/ تضحكين لاهية/ والمحب ينتحب.

واختارت بيتين مشهورين لعنترة غنتهما وهما:

لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم/ ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا

لكنه راغب في مَن يعذبه/ وليس يقبل لا لوما ولا عذلا

وحفظت لها صغيراً كبيراً من الشعر الوطني: بيي راح مع العسكر/ حمل سلاح راح وبكّر/ بيي علّا بيي عمّر/ حارب وانتصر في عنجر.

ولعلها توقعت مجيء دونالد ترامب عندما قالت: لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي/ لأجلك يا بهية المساكن/ يا زهرة المدائن/ يا قدس يا مدينة الصلاة أصلي/ عيوننا إليك ترحل كل يوم/ تدور في أروقة المعابد/ تعانق الكنائس القديمة/ وتمسح الحزن عن المساجد/ يا ليلة الإسراء/ يا درب من مروا إلى السماء...

وأختم اليوم مرة أخرى بسعيد عقل في قصيدة عن مكة غنتها فيروز وأجادت هي: غنيت مكة أهلها الصيدا/ والعيد يملأ أضلعي عيدا/ يا قارئ القرآن صَلِّ لهم/ أهلي هناك وطيّب البيدا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان سفيرتنا الى القلوب 1 عيون وآذان سفيرتنا الى القلوب 1



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon