بقلم - جهاد الخازن
بعد فرز ٩٥ في المئة من الأصوات في انتخابات الكنيست في إسرائيل، تبين أن كلاً من ليكود بقيادة الارهابي بنيامين نتانياهو وحزب الأزرق والأبيض بقيادة رئيس الأركان السابق بيني غانتز فازا بـ35 مقعداً.
«حزب العمل» نال ستة مقاعد، و«ميريتز» أربعة مقاعد، و«هدش» نال ستة مقاعد، و«بلد» أربعة مقاعد، و«إسرائيل بيتنا» خمسة مقاعد، و«الاتحاد اليميني» خمسة مقاعد، وحزب «كولانو» أربعة مقاعد، و«شاس» ثمانية مقاعد، وحزب «التوراة المتحد» ثمانية مقاعد.
نتانياهو قال إنه سيكون رئيساً للوزراء للمرة الخامسة، أي يتفوق على كل رئيس وزراء سبقه، بمن في ذلك ديفيد بن غوريون، وهذا تصويت على الثقة به، وهو سيكون رئيس الوزراء لكل سكان إسرائيل من اليمين واليسار واليهود وغير اليهود، لكل سكان إسرائيل.
كان غانتز قال خلال حملة الانتخابات إنه يقبل أي رئيس وزراء ما عدا نتانياهو، إلا أن نتانياهو يتفق مع أحزاب اليمين وهي ستعطيه غالبية في الكنيست لتنفيذ برنامجه وبرنامجها، وهذا يشمل له ضم المستوطنات في الضفة الغربية لإسرائيل، مع إعلان أحزاب يمينية تؤيده أنها تريد ضم الضفة كلها إلى إسرائيل.
الضفة جزء من فلسطين التاريخية وكذلك قطاع غزة وكل ما يسمى إسرائيل الآن، فهذا كله أرض فلسطينية محتلة. طبعاً الرئيس الأميركي دونالد ترامب يؤيد نتانياهو ويعتبره حليفه الأول في الشرق الأوسط، وقد أيد ضم مرتفعات الجولان إلى إسرائيل، وإذا قرر الارهابي الإسرائيلي ضم الضفة الغربية فترامب سيؤيده أيضاً.
كان هناك مَن دعا إلى تحالف كبير بين حزبي نتانياهو وغانتز، فحلف من هذا النوع يستطيع أن يقدم مبادرات إسرائيلية عن القضية الفلسطينية، إلا أن نتانياهو يواجه تهم فساد وتلقي هدايا من أثرياء يهود، والأرجح أن الاتهام سيوجه إليه بعد الانتخابات، كما سمعنا قبلها، وهو لن ينجو من أفعاله أو «عمايله» كما نقول بلغتنا الدارجة.
تأسيس حزب الأزرق والأبيض وتهم الفساد لم تؤثر في وضع نتانياهو الانتخابي، فهو سجل نسبة عالية بين الناخبين. غانتز أصبح مرشحاً مشهوراً، أو معروفاً، في ثلاثة أشهر وكان يمكن أن يصبح رئيساً للوزراء إلا أن الأحزاب الصغيرة يمينية جداً وكلها ستؤيد وزارة يرأسها نتانياهو مقابل مقاعد لها فيها.
حزب الأزرق والأبيض مع أنصاره داخل الكنيست وخارجه قد يحصلون على ٥٨ مقعداً من أصل ١٢٠ مقعداً، وهذا رقم يعني أنهم لن يدعو إلى تشكيل حكومة. أحزاب اليمين، مثل ليكود، سيكون لها غالبية في الكنيست وستستعملها لأغراضها.
نتانياهو عزز قوة ليكود مع تراجع عدد الناخبين العلمانيين، وهو هاجم النخب السابقة والمحاكم، وانتقد الذين يريدون صلحاً مع العرب، خصوصاً الفلسطينيين، وزاد المستوطنات، وسمح لليهود بالبناء خارجها في الضفة الغربية وسيطر على القدس الشرقية، أو القدس العربية عاصمة فلسطين قديماً واليوم.
لا أستبعد قيام انتفاضة ثالثة أو رابعة أو خامسة للرد على إجراءات نتانياهو، وأعتقد أن الغليان الفلسطيني في قطاع غزة سينتقل إلى الضفة الغربية رداً على إجراءات حكومة نتانياهو الرابعة والخامسة المقبلة. مرة أخرى أقول: «الأرض لنا».
نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع