أعود الى القارئ أسبوعاً بعد أسبوع بأخبار مهمة أرى أنها تستحق الاهتمام، وعندي اليوم عدد منها.
هناك حقول من الغاز الطبيعي، بعضها في اسرائيل وبعض آخر في لبنان. حقل "كاريش" يبعد حوالى خمسة كيلومترات عن حدود لبنان وأربعة كيلومترات عن "بلوك" ٨ العائد الى لبنان وستة كيلومترات عن "بلوك" ٩ وهو للبنان أيضاً.
اسرائيل تريد الاستفادة من انتاج الحقل "كاريش" وتستعد للاعتداء على حقول لبنانية كلها، وهذا يحدث في ظل خلافات سياسية لبنانية تؤخر المضي بخطة للاستفادة من الغاز الطبيعي.
في غضون ذلك أعلنت شركة النفط "إكسون موبيل" اكتشاف حقل "غلافكوس" على بعد مئة ميل الى الجنوب الغربي من قبرص، ويقدر الموجود فيه بما يتراوح بين خمسة الى ثمانية ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي. الرقم الصحيح ربما عرف بعد بدء الحفر والحقل شراكة مع شركة النفط القطرية الرسمية.
هذا الاكتشاف ربما أدى الى تسريع العمل في حقل "كاليبسو" الى الشرق الذي اكتشفته شركة "ايني" الإيطالية و"توتال" الفرنسية قبل سنة ويقدر انه يضم ستة الى ثمانية ترليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
الاكتشافات حول قبرص تعني أن الجزيرة تملك حوالى ٢٠ ترليون قدم مكعب من الغاز، وهو رقم عالٍ إلا أنه يتضاءل أمام ١٢٣٠ ترليون لروسيا و١١٧٠ ترليون لإيران و٨٨٠ ترليون لقطر.
قبرص بحاجة الى إيجاد دول تريد الغاز المكتشف، وأفضل طريق خط أنابيب بحري الى معمل للغاز الطبيعي في مصر عنده طاقة إضافية لتلبية حاجة قبرص.
في الأخبار الأخرى أن الرئيس دونالد ترامب طلب منح زوج ابنته اليهودي جاريد كوشنر صلاحية أمنية عليا ما أدى الى إثارة قلق جون كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض في حينه، فسجل الطلب كتابة.
كوشنر وزوجته ايفانكا ترامب ضغطا على الرئيس لإعطاء زوج البنت صلاحية أمنية عليا، والرئيس طلب من كيلي أن يتدبر الأمر إلا أن كبار رجال المخابرات وقفوا ضد هذا الطلب.
في غضون هذا وذاك يفترض أن تترك بريطانيا الاتحاد الاوروبي في ٢٩ من هذا الشهر، إلا أن الانسحاب قد ينفذ في حينه أو قد يتأخر قليلاً بوجود مفاوضات لتبقى بريطانيا في بعض عمل الاتحاد.
هناك مَن يعتقد أن خروج بريطانيا من الاتحاد سيكون كارثة عليها، وهناك من أنصار الخروج مَن يرى أن بريطانيا ستكون في وضع أفضل خارج الاتحاد، إلا أن هناك فريقاً آخر يرى أن بالإمكان قيام شراكة ثنائية بين الاتحاد وبريطانيا لفائدة الطرفين فهناك أخطار تحالفات أخرى وبريطانيا والاتحاد سيكونان في موقع قوة اذا اتفقا.
كنت أفضل أن تبقى بريطانيا في الاتحاد إلا أنني ناخب واحد ورأيي لن يغير شيئاً ينفع بريطانيا أو يؤذيها ازاء بقية أوروبا.
في غضون ذلك أيضاً وأيضاً الاقتصاد التركي يعاني، وكان الرئيس رجب طيب اردوغان يخطب في مهرجان عندما قاطعه عمال يريدون عملاً، وهو رد عليهم بحدّة وشدة وقال لهم إنه ليس سياسياً عادياً، وأنصاره هتفوا وأسكتوا المعارضين.
الحقيقة التي لا خلاف عليها هي أن الاقتصاد التركي تراجع للمرة الأولى في ١٧ سنة من إدارة اردوغان البلاد، والشعب التركي يحسّ بالتراجع ويخشى أن يستمر. قرأت أن الاقتصاد التركي لن يتحسن غداً أو بعد غد مع أن هناك حلولاً يستطيع الرئيس اختيارها.
أقول إن الأتراك شعب طيب ويستحق عيشاً كريماً مع اردوغان أو من دونه.
نقلا عن الحياة
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع