توقيت القاهرة المحلي 09:38:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

1967 وسقوط الحلم العربي

  مصر اليوم -

1967 وسقوط الحلم العربي

بقلم - جهاد الخازن

في مثل هذا اليوم قبل 50 سنة بدأت حرب حزيران (يونيو) 1967، التي تُسمّى أيضاً حرب الأيام الستة، ومُنيَ العرب بأفدح هزيمة في تاريخهم الحديث، هزيمة لا تزال نتائجها، أو آثارها، مستمرة حتى اليوم.

كنت طالباً في الجامعة الأميركية في بيروت، أدرس العلوم السياسية، وأيضاً رئيس نوبة في وكالة الأنباء العربية، ثم رويترز. كانت نوبات العمل ثلاثاً، الأولى في الصباح، والثانية بعد الظهر حتى أول المساء، والثالثة حتى منتصف الليل.

في 5/6/1967 كنت رئيس نوبة الصباح، وقرب الساعة الثامنة صباحاً أعطاني مساعدي المسؤول عن متابعة نشرة الأخبار بالانكليزية خبراً مستعجلاً من إسرائيل يقول إن القوات المصرية بدأت هجوماً على إسرائيل.

ترجمت الخبر بسرعة ووزعناه على المشتركين العرب إلا أنني لم أعد الى مكاني في المكتب حتى جاء خبر من مصر أن الطائرات الإسرائيلية أغارت على قواعد الطائرات المصرية وتصدت لها الدفاعات المصرية ودمرتها.

كلنا يعرف اليوم ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم. كانت نوبتي طولها سبع ساعات، فبقيت في المكتب خمسة أيام تخللتها ساعات في الخارج، ونمنا على أسرّة من نوع عسكري تغلق وتوضع جانباً.

أذكر أنني خرجت يوماً وقد تملكني الضيق من أخبار الكارثة فأوقفني حاجز للشرطة في بدء شارع الحمراء فقد كان منع تجول مفروضاً. قلت للشرطة إنني أبحث عن فرن خبز لأننا «جيّاع» في مكتب العمل، وأرشِدت الى فرن قريب. في مرة ثانية تذكرت عمي أبو السعيد أبو الريش، مدير مكتب تايم - لايف، واتصلت ببيت الأسرة هاتفياً فردت الخالة أم السعيد ودعتني لزيارتها فهي لم ترَ زوجها منذ أيام. زرتها يوم أعلن الرئيس جمال عبدالناصر استقالته وقامت تظاهرات في بيروت ترفض الاستقالة وتنتصر للرئيس. وقفت وأم السعيد على شرفة المنزل وأمامنا كورنيش البحر، ومرت بنا تظاهرة هتف المشاركون فيها باسم عبدالناصر ضد إسرائيل. أم السعيد لطمت خدّيها بيديها وقالت مَثلاً لم أكن سمعته من قبل هو: عدّي رجالك عدّي، الأقرع والمصدّي.

ذهبت في اليوم التالي الى الأغوار في الأردن، وكان الفلسطينيون في هجرتهم الثانية بدأوا يتوافدون من الضفة الغربية المحتلة ويقيمون في خيام أو في العراء. كانت الإذاعات كلها لا تزال تذيع خبر استقالة الرئيس المصري، والنازحون الفلسطينيون يبكون ويستنكرون. فجأة ظهر شاب أخذ يوبخ الباكين ويقول لهم إن عبدالناصر هو الذي شردهم هذه المرة وإنه مسؤول. بعض الشباب هجم على الشاب المعارض وهو تعرض لضرب وركل حتى خشيت أن يموت لولا أن بعض الشيوخ تدخل لإنقاذه، وأخرِج من المكان وهو لا يقوى على السير.

لن أدخل اليوم في أي تفاصيل عسكرية أو سياسية فهي معروفة، ولكن أروي ذكريات، فقد كان رئيس وزراء إسرائيل ليفي أشكول، وحكومته استغلت وجود قسم كبير من الجيش المصري في اليمن للهجوم على سيناء والجولان والضفة الغربية واحتلالها.

جمال عبدالناصر كان صاحب كاريزما هائلة، وهو توفي بعد ثلاث سنوات من الحرب، وأقول إنها عجلت بوفاته وعمره 52 سنة. الجيش المصري هزم جيش إسرائيل سنة 1973، ولولا تدخل الولايات المتحدة بجسر جوي من السلاح والعتاد لربما كانت دولة العدوان انتهت وارتحنا. الرئيس ليندون جونسون لبى استغاثة إسرائيل، ربما قبل أن تستغيث، وقبل أن تصل الى مسامعه الكلمات «أنقذوا أرواحنا». العدوان لا يزال مســـتمراً، والولايات المتحدة طرف فيه ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين، إلا أن الحق سينتصر، وإن شاء الله في يوم قريب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

1967 وسقوط الحلم العربي 1967 وسقوط الحلم العربي



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon