توقيت القاهرة المحلي 19:35:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العالم في وداع بيريز الفاشل

  مصر اليوم -

العالم في وداع بيريز الفاشل

بقلم جهاد الخازن

زعماء العالم، أو حوالى 70 منهم، ودّعوا شمعون بيريز إلى مثواه الأخير، وبعضهم تكلم مشيداً به بجوار نعشه الذي لفّ بالعلم الإسرائيلي وفي وسطه نجمة سداسية.

اليهود في الجنازة اعتمروا القبعة السوداء، وكان الاستثناء الكاتب أموس أوز الذي كانت قبعته بيضاء. باراك أوباما وجون كيري اعتمرا قبعة يهودية، ولاحظت سمّاعة في أذن أوباما حتى لا يفوته شيء. وأوباما تحدث عن مدى مساهمة بيريز في بناء إسرائيل.
الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون اعتمر قبعة اليهود، وتحدث عن صداقة عقود مع بيريز، وزعم أن السلام الذي توقعه الراحل يحدث الآن في إسرائيل.

رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير اعتمر قبعة اليهود، وكان إلى جانبه رئيس الوزراء السابق ديفيد كامرون الذي لم أرَ قبعة على رأسه (بعضهم اعتمر القبعة في الجزء الخلفي من رأسه ما حجبها عن الكاميرا). وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون اعتمر القبعة.

بنيامين نتانياهو كان يعتمر القبعة إياها وفي تأبين بيريز كذب كعادته وهو يمتدح خصمه السياسي. جلست إلى جانب نتانياهو زوجته سارة، وبدت سمينة، فلعل الأكل يعوض عن مثولها أمام المحاكم.

الأمير تشارلز مثّل الملكة إليزابيث في الجنازة، وكان يعتمر قبعة تغطي رأسه إلا أنها لم تكن القبعة اليهودية الصغيرة، بل كبيرة يتوسطها شعار ذهبي، ومحطة سي إن إن نقلت أخبار الجنازة، كأنها جنازة جون كنيدي بعد اغتياله. قررت ألا أرى من هذه المحطة بعد الآن سوى الجزء الذي تشرف عليه هالة غوراني والجزء الاقتصادي الذي يديره ريتشارد كويست.

بيريز توفي عن 93 عاماً بعد مرض قصير، وهو ليس من بلادنا فقد وُلِد في بلدة فيزينيف ببولندا سنة 1923، وانضم إلى حزب مابام اليساري سنة 1959، وهو الحزب الذي ورثه حزب العمال.

كان رئيساً للوزراء ثلاث مرات، ورئيساً للجمهورية، واسحق رابين اغتيل سنة 1995 وخلفه بيريز فخسر انتخابات الكنيست سنة 1996 أمام الإرهابي بنيامين نتانياهو بفارق نصف واحد في المئة.

كان ديفيد بن غوريون قال يوماً كيف يعقد الفلسطينيون سلاماً معنا وقد سرقنا بلادهم، وكان بيريز من نوعه، فقد بدأ صهيونياً متطرفاً وانتهى داعية سلام ونال جائزة نوبل. إلا أنني أصف عمله السياسي بكلمة واحدة هي الفشل، فكيف يخسر الانتخابات أمام متطرف حقير من اليمين الإسرائيلي الذي اغتال رابين.

نتانياهو بقي في الحكم ثلاث سنوات فضيّع فرصة السلام في الولاية الثانية لبيل كلينتون. وهو خرج من الحكم سنة 1999، ولم يبقَ للرئيس في البيت الأبيض سوى أسابيع لم تكن كافية لإخراج عملية السلام من غرفة العناية الفائقة.

رأيت الرئيس محمود عباس في الجنازة، وهو لم يعتمر القبعة اليهودية، ولكن صافح نتانياهو وزوجته في النهاية، وتبادلا كلمات لم أسمعها وابتسامات.

أسجل على نفسي أن السلام مع حكومة نتانياهو مستحيل، فهي تمثل يمين اليمين الصهيوني، وخيارها القتل وبناء الوحدات السكنية في القدس، وإكساب شرعية لمستوطنات غير شرعية في ما يسمّى «الأراضي المحتلة». أقول أن إسرائيل كلها أرض فلسطينية محتلة، فقبولي مع الفلسطينيين دولة في 22 في المئة من أرض فلسطين لا يلغي حقيقة تاريخية تناقض كل مزاعم التوراة. الأرض لنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم في وداع بيريز الفاشل العالم في وداع بيريز الفاشل



GMT 15:18 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 21:47 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 15:51 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:37 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 23:55 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon