العالم كله لا يثق بالولايات المتحدة ويكره رئيسها دونالد ترامب، والاستثناء الوحيد هو روسيا وإسرائيل.
كان مركز بيو الذي يجري استطلاعات للرأي العام، بدأ سنة 2002 درس صورة الولايات المتحدة في الخارج، وأيضاً حكم الشعوب الأخرى على رئيسها. الاستطلاع الأخير أجري بين شباط (فبراير) الماضي وأيار (مايو) وسئل فيه بين 582 و2464 مواطناً في 37 دولة. سيكون هناك استطلاع مماثل قبل نهاية السنة.
النظرة الإيجابية إلى الولايات المتحدة هبطت من 64 في المئة قرب نهاية إدارة باراك أوباما إلى 49 في المئة الآن. الثقة بالرئيس الأميركي حول العالم هبطت كذلك وهناك 22 في المئة يعتقدون أنه سيقوم بعمل جيد، مقابل 64 في المئة أبدوا ثقتهم في أوباما.
في المقابل، سجلت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل علامات عالية والثقة فيها بلغت 74 في المئة في 31 بلداً، أو أكثر من ضعفي الثقة في ترامب. وكانت نسبة الذين لا يثقون بالرئيس فلاديمير بوتين 59 في المئة، والذين لا يثقون بالرئيس الصيني شي جينبينغ 53 في المئة.
بين مواطني الدول التي أجري الاستفتاء فيها تبين أن سمعة الولايات المتحدة ارتفعت في روسيا من 11 في المئة أيام أوباما إلى 53 في المئة مع دخول ترامب البيت الأبيض. هناك أرقام مماثلة من إسرائيل وأسبابها ليكودية معروفة. كما أن سمعة الولايات المتحدة تحسنت في نيجيريا وفيتنام.
لاحظت وأنا أتابع أرقام الاستطلاع أن أسوأ رأي في الولايات المتحدة سجلته ألمانيا حيث 62 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أبدوا عدم ثقة في الولايات المتحدة و87 في المئة أبدوا عدم ثقة في ترامب. الأرقام في كندا والمكسيك قريبة من الأرقام في ألمانيا.
أرجو من القارئ أن يقارن معي بين مواطن أوروبي لا يثق بترامب وإسرائيلي أو مواطن أفريقي يوليه ثقته. بوتين سجّل أرقاماً أفضل من ترامب في بلدان عدة وأيده 87 في المئة من المشاركين في الاستطلاع في بلاده، و79 في المئة في فيتنام، و54 في المئة في الفيليبين، و50 في المئة في اليونان، و46 في المئة في لبنان.
باختصار أرقام ترامب في ستة أشهر أسوأ من أرقام جورج بوش الابن بعد ثماني سنوات والحرب على العراق.
وجدت أن حلفاء الولايات المتحدة لا ثقة لهم في الرئيس الأميركي، ففي كندا والمكسيك وإسبانيا وفرنسا والسويد وهولندا وألمانيا وبريطانيا وأستراليا 89 في المئة من المشاركين في الاستطلاع قالوا أن ترامب متعجرف أو متكبر، و69 في المئة وصفوه بأنه خطِر.
لا سبب عندي للشك في أرقام مؤسسة بيو، فهي تتمتع بثقة عالية، وإنما أستغرب أن بوش الابن سجل تأييداً بلغ حوالى 50 في المئة خلال ولايته الأولى في كل من بريطانيا وألمانيا، وأن تأييد ترامب وهو في بدء ولايته الأولى هبط إلى 22 في المئة في بريطانيا و11 في المئة في ألمانيا.
الولايات المتحدة بلد رائد في حقوق الإنسان وهو رغم حروب في فيتنام وكوريا وغيرهما ساعد شعوب العالم كله، من أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية إلى آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية. والدستور الأميركي وتعديلاته مَثل يُحتذى في صيانة حقوق الأفراد من حرية الرأي إلى حرية الاجتماع مع قوانين تحميهم.
الآن دخلنا عصر دونالد ترامب ولعله يهتدي، أو يرعوي، فلا يحارب كوريا الشمالية أو ينكر ارتفاع حرارة الطقس وهناك تقرير كتبه علماء أميركيون يؤكد ذلك. أرجو أن نرى مع الأميركيين أياماً أفضل.