توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب قسم الاميركيين والعالم حوله

  مصر اليوم -

ترامب قسم الاميركيين والعالم حوله

بقلم جهاد الخازن

الناس، في كل بلد، يحبون الفائز، ودونالد ترامب فاز بالرئاسة الأميركية والحليف والخصم نسيا، أو تناسيا، ما قالا عن المرشح الجمهوري خلال حملة الانتخابات، وأرسلوا برقيات التهنئة أو هاتفوا الرئيس المنتَخَب.

كان البرلمان البريطاني بحث خلال الحملة في منع ترامب من زيارة البلاد، ولكن بعد فوزه تحدثت رئيسة الوزراء تيريزا ماي عن العلاقة الخاصة بين البلدين وقيم الحرية والديموقراطية والعمل المشتركة. وقرأت أن عنده دعوة إلى زيارة الملكة إليزابيث في قصر وندسور.

وزيرة الدفاع الألمانية أرسولا فون در ليين قالت إن فوز ترامب «صدمة قاسية»، إلا أن الحكومة الألمانية هنأته، ثم قررت المستشارة انغيلا مركل خوض الانتخابات مرة رابعة، وهو موقف تفسيره عندي أنها تعتبر نفسها حامية الديموقراطية الغربية وترى ترامب خطراً على القيم الغربية.

ترامب ظاهرة اميركية، فهو غوغائي يخاطب أحط غرائز البشر، ولا أراه سيتغير رئيساً وإنما أنتظر قرارات تزيد الانقسام حوله داخل الولايات المتحدة وخارجها. الحلفاء لا يعتبرونه أهلاً للثقة وهو يتحدث عن أن بعضهم لا يدفع نصيبه من نفقات الدفاع المشترك. هو لا يزال يريد الانسحاب من الشراكة عبر المحيط الهادئ، إلا أنه تراجع عن المطالبة بسجن هيلاري كلينتون وعن تعذيب السجناء بالماء أو «بما هو أسوأ» كما قال يوماً. عنده آراء عن الحروب في العراق وسورية وغيرهما ولكن المهم التنفيذ لأن الحكي رخيص.
ترامب أيضاً لا يدرك أن الأميركيين انقسموا على أنفسهم، فالولايات المتحدة بلد مهاجرين، وهو ضدهم، ما يخيف الأقليات من سود وأصول إسبانية ومسلمين وغيرهم. الأميركيون البيض انتخبوا ترامب رئيساً، إلا أنهم ليسوا كل أهل البلد، بل هم غالبية بسيطة تتناقص يوماً بعد يوم.

جميعنا رأى التظاهرات التي قامت ضد ترامب بعد فوزه، وأنصار كلينتون لم يقبلوا نصحها بأن يمنحوه «فائدة الشك» وأن يصبروا عليه، وإنما رفعوا شعار «ليس رئيسي»، وتظاهروا من المحيط إلى المحيط ولا يزالون يتظاهرون. ولاحظت أن تظاهرة رفعت شعارات تنتصر للإجهاض ضمن نطاق قانون موجود منذ 40 سنة ويُعرَف باسم «رو ضد ويد».

كان الرئيس عبدالفتاح السيسي رأى دونالد ترامب وأركان حملته الانتخابية على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي القاهرة وجدت كبار المسؤولين مرتاحين لفوز ترامب فقد خاب أملهم برئاسة باراك أوباما الذي وعد ولم يفِ، وتصرف عبر ثماني سنوات بحذر في السياسة الخارجية يهبط إلى درك الجبن والتردد، وهو ما قاله لي قادة الإمارات العربية المتحدة مباشرة في اجتماع معهم في أبو ظبي قبل شهر أو أقل.

بين جبن أوباما وتهور ترامب أرى أن الشرق الأوسط مقدِم على علاقات صعبة مع الرئيس المنتَخَب. هو هدد بإعادة النظر في الاتفاق النووي مع إيران، ومرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي كان يهاجمه قبل انتخابات الثامن من هذا الشهر وبعدها، فهو يرى الولايات المتحدة عدواً قبل الاتفاق النووي وبعده. ثم هناك حربان في سورية والعراق لا أعرف إن كان ترامب سيقرر مشاركة أميركية في واحدة منهما أو الأخرى، أو الإثنتين، أو يكمل من حيث توقف أوباما. قرأت تحريضاً لترامب من ليكود أميركا على المملكة العربية السعودية، وحرب اليمن. ما أقول عن ثقة ومعرفة مباشرة إن السعودية ودول الخليج الأخرى لن تقبل أبداً بوجود إيران وحلفائها على حدود مجلس التعاون، لذلك الحرب لن تنتهي إلا باتفاق يطمئن دول الخليج، أو تستمر المواجهة سنة أو عشر سنوات.

هل نرى شيئاً جديداً لم تفكر بمثله الميديا الأميركية؟ هناك غزل بين ترامب وفلاديمير بوتين، يجعلني أسأل نفسي، هل يقتسمان العالم، فيترك لروسيا وسط أوروبا، مقابل ترك الشرق الأوسط للولايات المتحدة؟ ربما، مع أنني لا أتصور صفقة يقبل بوتين من خلالها التنازل عن الوجود الروسي في سورية. ما أعرف هو أن إسرائيل ستظل توجه السياسة الأميركية في الشرق الأوسط عبر عصابتها في الولايات المتحدة من ليكود أميركا واللوبي إياه والكونغرس الذي اشتراه اللوبي. الإسرائيليون هنأوا ترامب بالفوز وطلبوا نقل السفارة الأميركية إلى القدس. إذا فعل فهو عدو العرب والمسلمين وأهل فلسطين ما عاش وعشنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب قسم الاميركيين والعالم حوله ترامب قسم الاميركيين والعالم حوله



GMT 15:18 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 21:47 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 15:51 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:37 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 23:55 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon