الرئيس دونالد ترامب أنكر أي علاقة مع ممثلة الإباحة ستورمي دانيالز (اسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد). إلا أن العلاقة ثبتت بعد أن دفع لها عبر محاميه مايكل كوهن 130 ألف دولار عشية انتخابات الرئاسة سنة 2016 لتكتم العلاقة الجنسية بينهما.
رودي جولياني، رئيس بلدية نيويورك السابق، انضم أخيراً إلى فريق محامي ترامب وهو قال في مقابلة مع فوكس نيوز إن ترامب دفع لمحاميه كوهن ما دفع لدانيالز وكان من مجموع 460 ألفاً إلى 470 ألفاً من حساب أسرة ترامب. جولياني زاد أن الرئيس كان يعرف ما سيقول محاميه لتلفزيون فوكس نيوز. ثم صرّح جولياني بعد المقابلة أن السبب الأساسي لدفع المبلغ كان «حماية أسرة الرئيس.»
جولياني أصر على أن ما دفع للممثلة لم يكن من مال حملة الانتخابات، وبالتالي لم يخالف الرئيس القادم القانون المعروف عن مخالفة تمويل الحملات الانتخابية. القانون يحدّ من حجم ما يقدم أفراد أو مؤسسات إلى حملة انتخابية وأيضاً هناك مواد قانونية تحكم كشف التبرعات الانتخابية.
إذا كان الدفع للممثلة دانيالز هدفه منعها من الإضرار بالحملة الانتخابية لدونالد ترامب فما حدث هو أن كوهن قدم قرضاً إلى الحملة بالدفع إلى الممثلة. غير أن 130 ألف دولار تزيد كثيراً على ما يسمح للأفراد بالتبرع لحملة انتخابية، ورد المبلغ يعني انتهاك قوانين تحكم الحملات الانتخابية.
المرشح في انتخابات رئاسية أو غيرها له حق أن يقدم من ماله أي مبلغ لتمويل الحملة، وجولياني ربما كان يقول إن دفع ترامب المبلغ لدانيالز شرعي لأنه من مال المرشح وليس من التبرعات لحملته. مع ذلك ترامب قد يُسأل لماذا تفاصيل دفعاته إلى الحملة التي أعلنت في حزيران (يونيو) 2017 لم تضم أي إشارة إلى دين على الحملة للمحامي كوهن.
الدفع لكوهن الذي دفع لدانيالز كان يجب أن يعلن للجنة الانتخابات الفدرالية والصمت عنه قد يُعتبر انتهاكاً للقانون.
قبل شهر فقط سُئل الرئيس ترامب عن الدفع للممثلة الإباحية فأنكر أي معرفة بالموضوع، وطلب من السائل «أن يوجه سؤاله إلى المستر كوهن.» غير أن ترامب قال على التلفزيون قبل أيام إن كوهن كان يمثله في الدفع ضمن «الصفقة المجنونة» لستورمي دانيالز إلا أنه لم يدخل في التفاصيل.
المحامي مايكل افيناتي الذي يمثل ستورمي دانيالز قال إن الشعب الأميركي يجب أن يثور إزاء تعليقات ترامب، وأضاف «تكهنّا قبل أشهر أننا سنثبت أن الشعب الأميركي كُذِب عليه في موضوع دفع 130 ألف دولار (للممثلة) وأن المستر ترامب كان يعرف عن الموضوع».
الأميركيون والقارئ وأنا سنعرف الحقيقة ربما بعد أن يحكم القضاء الأميركي في قضية رفعتها دانيالز على الرئيس الأميركي، لأنه كتب تغريدة مهينة ضدها. هي قالت إن رجلاً في مرآب سيارات في لاس فيغاس هددها إذا لم توقف ترديد مزاعمها في العلاقة مع دونالد ترامب. الرئيس رد على كلام دانيالز في تغريدة له بالقول إن كلامها «كذب بالكامل».
محامي الممثلة قال إن «المستر ترامب استغل متابعة ملايين الأميركيين وغيرهم كلامه ليهاجم الآنسة كليفورد ويسيء إليها.» المحامي قال إن التغريدة مهينة لأنها تتهم كليفورد «بارتكاب جريمة كبيرة» لأنها تحدثت عن رجل في مرآب السيارات لم يوجد كما زعم ترامب في تغريدة له.
دانيالز تحدثت عن علاقة جنسية لها مع الرئيس بدأت سنة 2006، وترامب أنكر في البداية أي علاقة أو حتى معرفة بالممثلة ستورمي دانيالز، إلا أنه وقع في مطب دفع محاميه كوهن للممثلة الإباحية حتى تسكت وأصبح الآن يعترف بنصف الحقيقة عن العلاقة أو أقل.
المهم الآن، أن ترامب اعترف ثم أنكر ثم اعترف بأنه دفع 130 ألف دولار لدانيالز، وهو يواجه تحقيقاً آخر أمام المحقق الخاص روبرت مولر عن تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة سنة 2016. القضاء الأميركي مستقل والحقيقة ستظهر.
جهاد الخازن
نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع