توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(أحمق وزير خارجية بريطاني)

  مصر اليوم -

أحمق وزير خارجية بريطاني

بقلم : جهاد الخازن

وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون قال في مؤتمر في روما قبل نحو أسبوع إن المملكة العربية السعودية وإيران ودولاً أخرى تخوض حروب الآخرين، أو حروباً بالوكالة. وقال إن غياب قيادة قوية في الشرق الأوسط يعني أن القادة هناك يستعملون الدين لخدمة أغراضهم السياسية.

جونسون زار البحرين والمملكة العربية السعودية بعد ذلك فماذا قال؟ في البحرين قال إن «أي أزمة في الخليج هي أزمة في بريطانيا». في الرياض قال: «لدينا صداقة جيدة جداً ووثيقة مع المملكة العربية السعودية وهذا يعني الصراحة في الحديث عن أمور كثيرة».

جونسون وحلفاؤه من الحزب المحافظ قالوا إن الصحافة شوّهت كلامه مع أن الكلام مسجل ولا مجال للتلاعب بكلماته أو معناها.

لم أكن يوماً معجباً بجونسون وهو صحافي، وانخفض إعجابي به وهو سياسي، من عضو برلمان إلى رئيس بلدية لندن ثم عضو برلمان من جديد، وبين قادة الحملة للخروج من الاتحاد الأوروبي.

ما أعرف عنه هو أن والده ستانلي جونسون من أصول تركية فجدّه لوالده كان صحافياً اسمه علي كمال، أما أمه شارلوت جونسون فجدها أميركي اسمه الياس ايفري لوي ويتحدر من يهود روس.

ما سبق يعني، في كتابي الخاص، أن السياسة البريطانية كانت أفضل لو أن سلالة بوريس جونسون بقيت في تركيا أو روسيا، حيث الكذب يمارس أكثر من الصدق.
الحكومة البريطانية رفضت كلام جونسون عن السعودية، خصوصاً أنه جاء بعد أن كانت رئيسة الوزراء تيريزا ماي ضيفة الشرف في قمة دول مجلس التعاون في البحرين، وتحدثت هناك مع الملك سلمان بن عبدالعزيز.

أنصار جونسون من المحافظين طلبوا منه ألا يتراجع عن أي شيء قاله وأن يثير موضوع حقوق الإنسان في السعودية. لماذا لا يثير وزير الخارجية السعودي السيد عادل الجبير معه حقوق الإنسان العربي فالحرب الأميركية على العراق سنة 2003 التي شاركت فيها بريطانيا قتلت حوالى مليون عربي ومسلم، وثبت قطعاً أن أسبابها زُوِّرَت عمداً وساعد منشقون عراقيون خونة إدارة جورج بوش الابن على اختراع أسباب ملفقة للحرب.

أعتقد أن قتل مليون إنسان، حتى لو كانوا عرباً، أهم من قضية رجل أو اثنين في السعودية أو البحرين أو أي بلد في الخليج أو خارجه. ثم إن توني بلير الذي خاض الحرب ضد العراق بحماسة إلى جانب بوش الابن، لم يُحاكم أبداً وإنما يطمح إلى العودة للعب دور جديد في السياسة البريطانية. أذكّر قارئ هذه السطور بأن بلير اكتسب لقب «كلب بوش المدلل» بعد الحرب على العراق.

ربما زدت أن بريطانيا ليست مثلاً يُحتذى في حقوق الإنسان، فهناك اليوم قضية تعصف بحكومة المحافظين هي التخلي عن المسنين العجزة وتركهم من دون عناية طبية أو رعاية. عنوان تحقيق في «التايمز» اليمينية كالمحافظين يلخّص الموضوع بوضوح فقد كان «كيف دفن المحافظون العناية الصحية في بريطانيا».

أرجو أن يلاحظ القارئ أنني لا أدافع عن السعودية وإنما أتهم جونسون والسياسيين من نوعه بنقل ما فيهم إلى الآخرين. ثم أدّعي الموضوعية وأقول إن خطاب جونسون في مجلس العموم مساء الثلثاء كان جيداً.

في حرب اليمن تدافع السعودية ودول الخليج الأخرى عن نفسها، فهي لا تريد وجود إيران على حدودها عبر الحوثيين. والعراقيون لا يزالون يدفعون ثمن حروب بوش-بلير حتى اليوم، وسيظلون يدفعون الثمن غداً وبعد غد.

السيدة تيريزا ماي قد تكون ضمّت جونسون إلى حكومتها لتسهيل الخروج من الاتحاد الأوروبي. هي سيدة طيبة السمعة وأنا أؤيدها، فأتمنى لو تطرد جونسون من حكومتها لأنه يضرها ولا يفيد سوى نفسه.

المصدر: صحيفة الحياة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحمق وزير خارجية بريطاني أحمق وزير خارجية بريطاني



GMT 03:06 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

ريشى سوناك وإخوته

GMT 03:12 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 01:22 2023 الأحد ,11 حزيران / يونيو

نكستان كبريان لترمب وجونسون... ولكن!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon