توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (حسني مبارك كما عرفته)

  مصر اليوم -

عيون وآذان حسني مبارك كما عرفته

بقلم : جهاد الخازن

قضت محكمة النقض ببراءة الرئيس الأسبق حسني مبارك من تهمة الأمر بقتل المتظاهرين في ميدان التحرير في كانون الثاني (يناير) 2011. الحكم نهائي ولو أنه قضى بسجن حسني مبارك يوماً واحداً لفقدت ثقتي بالقضاء في مصر وكل بلد عربي.

عرفت الرئيس مبارك على امتداد ربع قرن من رئاسته مصر، وأجريت له مقابلات عدة، في قصر المنتزه وقصر رأس التين ورئاسة الجمهورية واستراحة برج العرب. رأيي فيه عن معرفة مباشرة هو أنه مصري وطني وعربي وطني.

أقول من منطلق هذه المعرفة إن أقصى ما يمكن أن يقول حسني مبارك عن المتظاهرين لوزير الداخلية حبيب العادلي وقادة الأمن: طلـّعوا العِيال دول من ميدان التحرير. لو سمعته بأذنيّ يقول: اقتلوا المتظاهرين، لما صدقت أذنيّ، فهو قضى 30 سنة وعمله حماية مصر من مغامرات عسكرية أو غيرها. قال لي غير مرة: العرب مش عايزين يحاربوا. عايزني أغامر بمستقبل مصر وأضحي بشباب مصر، وهم قاعدين. أنا مش حاعمل كده. لا أرى أن رأيه هذا كان بعيداً من الصواب.

الرئيس مبارك اتهمه الإخوان المسلمون بإصدار الأمر بقتل المتظاهرين. هم إرهابيون يقتلون الناس ويعتقدون أن الآخرين من نوعهم. التهمة للرئيس صدرت عن الاخوان واستمرت بعد رحيلهم عن الحكم، فهم في سنة واحدة أسقطوا كل الأقنعة التي كانوا يختبئون وراءها، وكانوا بعد أن فازوا بغالبية في مجلس النواب قالوا إنهم لن يرشحوا أحداً منهم للرئاسة ثم رشحوا إثنين، وانتهوا بمحاولة السيطرة على القضاء، أي السيطرة على أجهزة الحكم الثلاثة، التشريعية والتنفيذية والقضائية.

الرئيس مبارك لم يزُرْ إسرائيل سوى مرة واحدة عندما اغتيل اسحق رابين، ما سهّل وصول اليمين الإسرائيلي الإرهابي الى الحكم، وزيارته دامت ساعات، فكان الإسرائيليون يأتون إليه في شرم الشيخ ورأيه فيهم: ولاد... اليهود دول.

مساعده الأمني الأول كان صديقي اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات، وهو عرض عليّ يوماً في مكتبه خريطة للأنفاق بين العريش وقطاع غزة. قال إنهم يعرفون مَنْ يملك كل نفق في العريش، ومَنْ يملكه في غزة، وزاد لي أن أرخص بضاعة تنقلها الأنفاق هي أنواع الأطعمة، ثم الأجهزة من كومبيوتر وغيره، وأغلى شيء السلاح.

اللواء عمر سليمان ابتسم وهو ينظر اليّ ويقول: نحن ما شفناش حاجة. أؤيد حماس ضد إسرائيل، ولكن أدين تعاملها مع مصر، فهي تنظيم إسلامي خلفيته في الإخوان المسلمين، وأرى أن حماس قدّمت الولاء للإخوان على الولاء للوطن ودفع الفلسطينيون في قطاع غزة الثمن ولا يزالون يدفعون. الرئيس الأسبق كان يرى مصر «أم الدنيا» وإذا سألته سؤالاً صعباً يقول: أنا أحكيك بالجملة وأنت تحكيني بالقطاعي (المفرّق بلغة عرب الشمال)، أو يقول: إنت فاكر نفسك مين!

قال لي يوماً بعد احتلال الكويت وتحريرها ومحاصرة العراق أنه أرسل الى صدام حسين رسالة تقول إنه إذا لجأ الى مصر فسيعيش مكرّماً وفي أمن، وسترفض مصر أي طلب خارجي لمحاكمته. صدام حسين لم يرد واحتل الأميركيون العراق بعد ذلك، لأسباب زوِّرَت عمداً، ودمروا بلاد الرافدين وسلموا ما بقي منها الى النفوذ الإيراني حتى اليوم. أترك الماضي لأهله وأنتظر أن أرى الرئيس الأسبق حسني مبارك في يوم قريب لا لمقابلة صحافية وإنما لمجرد الاطمئنان عليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان حسني مبارك كما عرفته عيون وآذان حسني مبارك كما عرفته



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon