توقيت القاهرة المحلي 19:35:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فوز ترامب بين مفاجأة وكارثة - 1

  مصر اليوم -

فوز ترامب بين مفاجأة وكارثة  1

بقلم جهاد الخازن

دونالد ترامب فاز برئاسة الولايات المتحدة. عَجَبي، كما يقولون في مصر. سأترحم على صدام حسين ومعمر القذافي بعد فوز ترامب. الآباء المؤسسون الذين بنوا الولايات المتحدة سعوا لديموقراطية أثينية ورومانية، فكان الرؤساء الأميركيون الأوائل أوصياء على نظام من الشعب وللشعب، وبنوا دولة عظمى.

ترامب ذكرني يوماً بالغوغائي كليون الذي أفرزته الديموقراطية الأثينية، وقرر قتل الناس. أرسطوطاليس وصف كليون بأنه كان يصرخ ويهدد وهو يخاطب الناس، ويستعمل كلاماً بذيئاً، بل إن لباسه لم يكن لائقاً، في حين أن منافسيه تحدثوا بتهذيب وارتدوا ثياباً مناسبة.

بدأت الألفية الثالثة وترامب ديموقراطي، إلا أنه في سنة 2015 أعلن نفسه جمهورياً، غير أنه بقي صاحب كازينوات قمار يتحرش بالنساء، ما لا يجعله «رجل أسرة» كما يريد الأميركيون في رئيسهم.

ماذا عرفنا عن (الرئيس) ترامب وهو ينافس هيلاري كلينتون على الرئاسة؟ أكتفي ببعض ما قال:
هو دعا إلى خفض الضرائب على الأثرياء والشركات، وإلغاء قوانين تعيق رجال الأعمال، وقوانين أخرى تحمي المستهلك أو البيئة، كما رفض زيادة الحد الأقصى للأجور، وقال أنه سيطلب من الكونغرس إلغاء اتفاقات تجارية قائمة مع دول أخرى. ما سبق يعني أن يزيد العجز الفيديرالي إلى مستوى يصعب علاجه.

كان يتحدث في يوم وينكر أو «يصحح» في اليوم التالي. هو قال أن المكسيكيين يمارسون الاغتصاب (وهذا من رجل سُجِّل عليه تفاخره بالتحرش بالنساء)، وأعلن أنه سيمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وقال أن حلفاء بلاده في الناتو «حرامية» لا يدفعون حصتهم في الدفاع المشترك. قال أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستحق الثناء، وأن السيناتور جون ماكين خاسر. بقي سنوات يقول أن باراك أوباما ليس أميركياً، ثم تراجع أمام أدلة قاطعة على ولادته في هاواي. ترامب يريد بناء حائط بين الولايات المتحدة والمكسيك يدفع ثمنه المكسيكيون، وهو وعد، أو أوعد، بالعودة إلى تعذيب المعتقلين بالماء أو «ما هو أسوأ».

الحزب الجمهوري انقسم على نفسه إزاء ترامب، وجريدة «نيويورك تايمز» نشرت أسماء 110 شخصيات جمهورية بارزة عارضت ترشيح ترامب، بينها 70 خبيراً اقتصادياً. كانت هناك أيضاً رسالة منشورة في آذار (مارس) لأكثر من مئة عضو جمهوري بارز تعارض ترشيح ترامب، ومثلها رسالة أخرى نشِرَت في آب (أغسطس).

بعض الخبراء يقول أن الحزب الجمهوري قد لا يستطيع ترميم صفوفه بعد ترامب، مع أن لقبه «الحزب العظيم القديم». هو حزب أبراهام لنكولن ودوايت آيزنهاور. إلا أنه في السنوات الستين الأخيرة حزب الممثل الفاشل رونالد ريغان، وحزب جورج بوش الابن أيضاً، وهذا فاز بالرئاسة سنة ألفين بقرار من المحكمة العليا وخمسة قضاة معه وأربعة ضده. منافسه آل غور نال عدداً أعلى من أصوات الناخبين، ونتيجة الانتخابات زوِّرَت ليفوز بوش الابن في فلوريدا، فكان أن ألوف الشباب الأميركيين قُتِلوا في حروب أسبابها ملفقة عمداً، ومعهم حوالى مليون عربي ومسلم. ترامب أصبح رئيساً وربما يقود الولايات المتحدة إلى حرب عالمية ثالثة، حذر منها معلقون أميركيون كثيرون.

لن أخوض مقارنة بين ترامب وكلينتون لأن في هذا إهانة لها، ما أقول هو أن حزب الشاي سرق الحزب الجمهوري من أركانه الكبار، وأن ترامب سرق الحزب الجمهوري من حزب الشاي.

انتصار ترامب خسارة للديموقراطية الأميركية وللسلام في العالم كله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوز ترامب بين مفاجأة وكارثة  1 فوز ترامب بين مفاجأة وكارثة  1



GMT 15:18 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 21:47 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 15:51 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:37 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 23:55 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon