بقلم : جهاد الخازن
كتبت عن فضائح المنتج السينمائي الأميركي هارفي واينستين، وكيف اعتدى على ممثلات وتحرش بأخريات. كان هذا قبل حوالى أسبوعين، وأجد اليوم أنني اخترت من الجَمَل «ودنه» فكل يوم هناك أخبار جديدة، وبعد انطلاق الفضيحة في الولايات المتحدة، وعزل واينستين من شركة شارك في إنشائها ومراكز في أعلى مؤسسات السينما، تحدثت أربع ممثلات بريطانيات، أو خمس، عن تحرشه بهن، ولا أستطيع الدخول في التفاصيل في جريدة عائلية لكن أقول إن الممثلة رومولا غاراي البريطانية قالت إنه استقبلها بثوب الحمام في غرفته في فندق سافوي، وأتوقف هنا أدباً.
طبعاً واينستين ليس وحده المذنب فقد انتشرت عبر مواقع الإنترنت اتهامات أو اعترافات عنوانها «أنا أيضاً» وكل واحدة تتحدث عما أصابها في عملها. كان هناك كثيرون غير واينستين إلا أنه يتقدم على الجميع ويبدو أنه قضى عقدين في الاعتداء على النساء أو التحرش بهن. هو الآن في الخامسة والستين.
هناك مثله، وأختار الممثل دستن هوفمان الفائز بأوسكار أفضل ممثل، فقد قالت الكاتبة أنا غراهام هنتر إنه تحرش بها أثناء تصوير الفيلم «موت بائع (متجول)» عام 1985، فقد ذهبت إلى غرفته لتسأله ماذا يريد على الفطور، وكان رده قبيحاً فهربت إلى الحمام حيث بكت.
بين أسوأ ما قرأت عن واينستين زعم الممثلة ليزيت أنطوني أنها ذهبت إليه في فندق أملاً بالحصول على دور في فيلم، إلا أنه اغتصبها، وهي اعترفت بما حدث لشخصين فقط، والحادث كله وقع قبل 15 سنة، إلا أنها ذهبت إلى الشرطة قبل أسبوع لتشكو.
الممثلتان المشهورتان غوينيث بالترو وأنجلينا جولي قالتا إنه تحرش بهما، وكذلك فعلت الممثلات آشلي جود، وليا سيدو وكيت بكنسيل. بل إن عارضة الأزياء «السوبر» كارا ديليفين قالت كلاماً لا أستطيع نشر شيء منه. ويبدو أن هناك حوالى 30 ممثلة أو عارضة أزياء أو طالبة تمثيل اعترفن بأن واينستين اعتدى عليهن.
أسوأ مما سبق اتهام الممثل البريطاني كيفن سبيسي بأنه حاول التحرش بولد له من العمر 14 سنة، والنتيجة أن شركة نتفلكس أعلنت أنها ستوقف إنتاج برنامجها «بيت ورق اللعب» لأن سبيسي له دور فيه.
الفضائح تجاوزت السينما إلى السياسة، ففي بريطانيا استقال السير مايكل فالون من عمله وزيراً للدفاع بعد أن اتهمته صحافية بأنه عام 2002 وضع يده على ركبتها. هو اعترف واعتذر إلا أن الضجة لم تهدأ فاستقال وخلفه غافن ويليامسون.
حزب العمال له حصته من الفضائح، وهو أوقف النائب كيلفن هوبكنز بعد أن زعمت آفا اتيمادزاده أنه أرسل إليها رسائل إلكترونية والتصق بها خلال مؤتمر سياسي. النائب المتهم الآن في السادسة والسبعين، والبنت الآن في السابعة والعشرين، وجريدة «الديلي تلغراف» نشرت بعضاً من رسائله الإلكترونية إليها.
التهم في بريطانيا تتجاوز وزيراً أو نائباً في مجلس العموم إلى عدد كبير من الوزراء السابقين والنواب، فقد زعمت عاملات في مكاتب النواب أنهن تعرضن للتحرش الجنسي أو ما هو أسوأ، والأرجح أن بعضهن يريد الذهاب إلى المحاكم. على رغم ما سبق هناك مَنْ يدافع عن النواب، وكان كاتب سابق في «الغارديان» زعم أن الصحافيات اللواتي اتهمن النواب «مفترسات» خدعن رجالاً متقدمين في السن وبشعين.
أعتقد أن أهم خبر سيكون نجاح واحدة من اللواتي زعمن أن دونالد ترامب تحرش بهن في إقناع المحاكم بقبول قضيتها. قرأت عن تهمة له رافقت جولة له مع ملكات جمال العالم أو برنامج «المتدرب» على التلفزيون. ربما كان لهذا الحديث بقية.