توقيت القاهرة المحلي 02:14:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (مبادرة السلام الاميركية ستفشل)

  مصر اليوم -

عيون وآذان مبادرة السلام الاميركية ستفشل

بقلم - جهاد الخازن

الولايات المتحدة ستنشر مقترحاتها للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل خلال أيام أو أسابيع. أرى أن إدارة ترامب ستنشر مقترحات أملاها الإرهابي بنيامين نتانياهو على الرئيس دونالد ترامب، وهي بالتالي مرفوضة جملة وتفصيلاً.

السلطة الوطنية تقاطع إدارة ترامب منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بعد إعلان اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل. المقاطعة مستمرة، ولا أرى المفاوضين الفلسطينيين يجلسون مع الأميركيين أو الإسرائيليين في وقت قريب.

إسرائيل كلها فلسطين المحتلة وقد قبلنا مع القيادة الفلسطينية دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية في 22 في المئة فقط من فلسطين، لكن «رضينا بالهمّ الهم ما رضي بينا»، والهمّ هنا هو دونالد ترامب، رجل الأعمال الذي أصبح رئيس الولايات المتحدة واستطاع في سنة وشهر أن يخاصم حلفاء بلاده الأساسيين من الاتحاد الأوروبي الى كندا والمكسيك ودول أخرى.

مبعوث السلام الأميركي جاريد كوشنر هو زوج ايفانكا إبنة ترامب، والمفاوض الرئيسي معه هو جيسون غرينبلات، وهذا محامٍ سابق للرئيس. أسرة كوشنر من اليهود المتدينين وتؤيد المستوطنين بالمال، ما يلغي دور جاريد كوشنر لأنه يهودي يؤيد إسرائيل. أما المحامي فهو يمثل دونالد ترامب لا الولايات المتحدة. أيضاً كوشنر يعتقد أن الرئيس عباس يريد السلام وهو مستعد للجلوس معه. أبو مازن لا يريد الجلوس مع مندوب ترامب.

المفاوض الفلسطيني صائب عريقات قال إن الجانب الفلسطيني لن يقابل كوشنر وغرينبلات لأن إدارة ترامب تقف موقفاً لا جدل فيه وهي تؤيد إسرائيل ضد الفلسطينيين، أصحاب الأرض الوحيدين في فلسطين كلها.

المبعوثان الأميركيان زارا عواصم عربية بينها عمّان والقاهرة. الملك عبدالله الثاني تحدث باسم الفلسطينيين والعرب كلهم عندما قال إن الحل المطلوب هو دولة فلسطينية مستقلة في الأراضي المحتلة عاصمتها القدس الشرقية.

لا أدري كيف يعتقد دونالد ترامب أنه يستطيع حل مشكلة بدأت قبل 70 سنة باحتلال صهيونيين أوروبيين تؤيدهم الولايات المتحدة فلسطين وتشريد أهلها. إذا كان يعتقد أن الفلسطينيين سيقبلون التخلي عن القدس فهو يحلم أو يهذي. مع ذلك، مسؤولون أميركيون يقولون كيف سيحصل الفلسطينيون على حقوقهم بالمقاطعة. أقول إن المقاطعة أهون من قبول شروط ترامب وهي إسرائيلية كتبها له حليفه نتانياهو.

أسوأ ما في حملة إدارة ترامب لقبول عرض السلام الأميركي القادم هو محاولة استمالة دول الخليج الى الموقف الأميركي. أنا أعرف الملك سلمان منذ كان أمير الرياض وعلى امتداد أكثر من 40 سنة. أقول إن السعودية لن تقبل العرض الأميركي - الإسرائيلي مهما حاول الرئيس رجل الأعمال الذي يقيم بين واشنطن ونادي غولف له في فلوريدا.

السعودية والإمارات العربية المتحدة لهما موقف مشترك من إيران في اليمن وفي الخليج العربي، إلا أن هذا لا يعني أنهما ستقبلان التنازل عن الحرم الشريف في القدس لأن ترامب يطلب ذلك مقابل وعود بتأييد دول مجلس التعاون ضد ايران. هو عقد اتفاقاً مع كوريا الشمالية ولعله يريد اتفاقاً مماثلاً مع إيران التي تخلت عن برنامجها النووي العسكري في معاهدة وقعتها ست دول كبرى وانسحبت منها إدارة ترامب لأن المعاهدة لا تناسب إسرائيل التي تهاجمها كل يوم.

الآن أقرأ أن إدارة ترامب تحاول رشوة الفلسطينيين ببليون دولار لإعادة تعمير قطاع غزة الذي دمرته إسرائيل بسلاح أميركي ومال وبتأييد من الكونغرس الذي اشتراه لوبي إسرائيل. السلطة الوطنية لا تستطيع الخروج على إرادة الشعب الفلسطيني الذي يريد دولة مستقلة، وهو يحظى بتأييد العالم كله كما رأينا في قرار أخير للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ترامب سيفشل مع الفلسطينيين وربما سيبكي على كتف نتانياهو، فلعله يستفيق عندما يخسر الحزب الجمهوري الانتخابات النصفية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان مبادرة السلام الاميركية ستفشل عيون وآذان مبادرة السلام الاميركية ستفشل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon