توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأسماء بين جميل وقبيح

  مصر اليوم -

الأسماء بين جميل وقبيح

بقلم : جهاد الخازن

قبل تسع سنوات أو نحوها، كان لي مقال عنوانه «تفاءلوا بالكنى فإنها شبهة». العنوان هذا من حديث نبوي متفق عليه ومثله: إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فحسّنوا أسماءكم.

مقالي القديم كان عن الحرب في العراق والاسم بوش، فهذه الكلمة عند عرب الشمال تعني لا شيء. وقد عاد إليّ المقال القديم وأنا أرى مرة أخرى في البحرين سائق سيارة اسمه زعَل، وعند عرب الشمال يفضّل بعض الأسماء القبيحة لأنها تحمي من «العين».

في «رسالة الغفران» لأبي العلاء المعري قصة ظريفة عن الأسماء وأنقلها إلى القراء اليوم، وهي:

حكي عن امرأة من العرب قالت لأخرى: سمّاني أبي غاضية وإنما تلك نار ذات غضى، فالحمد لربي على ما قضى، وتزوجت من بني جمرة رجلاً أحرق وما أمرق، أي لم يكثر مرقه. وكان اسمه تَوْربا، وإنما ذلك تراب، فشمتت بي الأتراب. وكان أبوه يدعى جندلة فعضضت عنده بالجندل (الصخر) وما شممت رائحة مندل (العود الطيب الرائحة) وكان اسم أمه سوارة، فلم تزل تساورني في الخصام، ولا تنفعني بعصام.

قالت الأخرى: لكن سماني أبي صافية، فصفوت من كل قذى، وجُنِّبت مواقع الأذى، وزوجني من بني سعد بن بكر، فبكّر علي السعد، وأُنجِز لي الوعد. واسم زوجي محاسن جُزي الصالحة، فقد حاسن وما لاسن، واسم أبيه وقاف، رعاه الله فقد وقف عليه خيره، وأكثر نديّ ميَره، واسم أمه راضية، رضيت أخلاقي ولم تجنح الى طلاقي.

موضوع الأسماء يحتاج الى حذر، فحرف أو حركة تغير المعنى، وأبو تمام قال:

هي الحَمام فإن كسرت عيافه/ من حائهن فإنهن حِمام

والحمامة يقال لها حمامة سلام، أما الحِمام فهو الموت.

أبقى مع موضوع الأسماء وأنتقل الى قصة من التاريخ، فقد كان لهارون الرشيد أخت اسمها عباسة. وقرأت أنها تزوجت جعفر البرمكي وأنه قتل بسببها ثم كانت نكبة البرامكة. الأرجح أن هذه القصة غير صحيحة. ما هو صحيح قصة «العباسة» لجرجي زيدان ومسرحية «العباسة» للشاعر المصري عزيز أباظة.

الصحيح أيضاً أن العباسة بنت المهدي بن المنصور من بني العباس، أخت هارون الرشيد، وكانت شاعرة تجيد الغناء.

أبو نواس، على ما يبدو، صدّق قصة زواج العباسة من جعفر البرمكي، وهو يقول عنها في شعر هاذر لصديقه الخليفة الأمين:

ألا قل لأمين الله/ وابن السادة الساسة

إذا ما حانث سرك/ أن تفقده راسه

فلا تقتله بالسيف/ وزوّجه بعباسة

عباسة كان لها زوج واحد، مات عنها ولم تتزوج غيره فقد تحاشاها الرجال بسبب شعر أبي نواس. هي لم تختر لنفسها اسم عباسة، وإنما اختاره لها والدها. أقول إن بسمة أو باسمة أفضل وأقرب الى سمعتها الطيبة.

المصدر : صحيفة الحياة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسماء بين جميل وقبيح الأسماء بين جميل وقبيح



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon