توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(القراء بين شكوى وعتاب)

  مصر اليوم -

القراء بين شكوى وعتاب

بقلم : جهاد الخازن

كتبت عن العمر الذي ضاع على الطريق وتلقيت بريداً كثيراً، أكثره يعطف عليّ وبعضه يلومني لأنني نكأت جراحاً لم تندمل. لست عاطفياً وقد كتبت عن غربة لم أطلبها ولم أتوقعها، ثم أرى سنوات العمر تمضي وأنا مهاجر أو مهجَّر، والأصح مشرَّد.

لم أكتب مقالة، وإنما سجلت شعوراً يراودني منذ عقود. كل أحلام الوحدة ونهضة عربية جديدة تلاشت، وحل محلها الموت في سورية والعراق واليمن وليبيا وغيرها.

الناس لم يعودوا كما عرفتهم، أو عرفت عنهم.

أرجو من القارئ أن يقارن مَنْ يعرف اليوم مع قادة فكر مضوا.

النهضة العربية في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين كانت عصر سعد زغلول وأحمد عرابي وأحمد لطفي السيد وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران وإيليا أبو ماضي وأبي القاسم الشابي ومصطفى لطفي المنفلوطي ومصطفى صادق الرافعي وطه حسين ومحمد حسين هيكل وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويعقوب صروف وفارس نمر وجرجي زيدان وابنيه إميل وشكري وبشارة الخوري وسلامة موسى وأمين الريحاني وفكري أباظة ومصطفى وعلي أمين وأنيس منصور ويوسف السباعي وأمينة السعيد وميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران وزكي مبارك وإبراهيم المازني ومي زيادة وغسان تويني ونزار قباني. ومع هؤلاء عبده الحمولي ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ ونجيب الريحاني ويوسف وهبي وبيرم التونسي وليلى مراد وصباح.

أقول لكل قارئ، مؤيد أو معاتب، جئني بمثل هؤلاء اليوم.

جرجي زيدان توفي عن 53 سنة فقط وترك وراءه كتباً في تاريخ اللغة والإسلام وروايات تزيد على عشرين. هو زار فلسطين في صيف 1913، أي قبل وفاته بسنة واحدة، وكتب عن أطماع الصهيونية وشراء أراضي الفلسطينيين بمساعدة المستعمِر، ورأى مستعمرة تل أبيب، وكتب محذراً حتى توفي. ليس مثله بين مَنْ قرأت عنهم أو أعرفهم غير الشيخ يوسف الخازن الذي كتب دراسة عن الأطماع الصهيونية في فلسطين، وهو يقيم في باريس.

مرة أخرى، أقول لكل قارئ: جئني بمثل هؤلاء.

ما سبق مؤلم بقدر ما هو جميل، فأنتقل إلى دونالد ترامب، وقد تلقيت رسالة من صديق أميركي يقول إن حملاتي عليه تضرّ بالعرب المقيمين في الولايات المتحدة، خصوصاً من أصول لبنانية. أتوخى الصدق وأنا أقول إن رأيي في الرئيس المنتخَب أسوأ كثيراً مما سجلت عنه، ولكن أحاول أن أكون مهذباً. وأقدّر الولايات المتحدة كبلد رائد في مجال الحريات، ثم أستغرب أن تختار للرئاسة رجل أعمال بليونيراً ليست له أي علاقة بالسياسة الخارجية.

كتـّاب أميركيون في أهم صحف بلادهم انتقدوا ترامب بشدة وبحدة، وبكلام قصّرتُ عنه، أو اخترت أن أتجنبه حتى لا يتهمني دعاة الحرب والشر من ليكود أميركا بما فيهم. هؤلاء هم أول أنصار لترامب فهم يعتقدون أن الرئيس القادم سينتصر للإرهاب الإسرائيلي ضد الفلسطينيين والعرب جميعاً، وسينقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. إذا فعل فهو عدوي حتى يوم القيامة.

بين القراء صابر، ولا أدري إذا كان هذا اسمه أو لقباً اختاره لنفسه، وهو يقول إنني أتابع كل المواضيع وأكتب عنها، إلا لبنان. أقول له إنني مقل في الكتابة عن لبنان لأن بعض الزملاء يعرف عن الموضوع أكثر مني ويكتب. طبعاً أنا أرحب بانتخاب رئيس، وقد سرني أن يزور الرئيس ميشال عون المملكة العربية السعودية وأن يجتمع مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، فحسن العلاقة بين البلدين ضرورة لبنانية قصوى. كما أيدت زيارة الرئيس اللبناني قطر. في كل الأحوال، أعد القارئ الصابر أن أكتب عن لبنان، وإذا فعلت أن يكون عندي شيء خاص أو جديد يستحق أن أكتب عنه.

المصدر: الحياة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القراء بين شكوى وعتاب القراء بين شكوى وعتاب



GMT 06:38 2020 الخميس ,23 إبريل / نيسان

قال أحمد شوقي

GMT 01:17 2019 السبت ,31 آب / أغسطس

غياب في الخطوات

GMT 01:01 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

الشعراء النصارى العرب والإسلام - 1

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon