قلت غير مرة وأقول اليوم إن الإمارات العربية المتحدة نموذج يُحتذى في السير بالمواطن إلى غد أفضل. كنت في الإمارات لحضور المؤتمر السنوي لمؤسسة الفكر العربي عندما طلب الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء وحاكم دبي، إعداد قانون للمساواة بين الجنسين في الأجور والرواتب.
الشيخ محمد قال إن الإمارات أدركت منذ نشأتها أهمية النساء ودعائم التوازن بين الجنسين، وكانت سبّاقة بإشراك المرأة في مسيرة التنمية، وقد كفل دستور الدولة حقوقاً وواجبات متكافئة بين الجنسين. القانون الجديد سيضمن المساواة بين الجنسين.
الشيخة فاطمة قالت إن القانون الجديد سيشجع المرأة على التفاني في العمل، وأختنا منى المري قالت إن القانون يحقق التوازن ويجعل الشركات أكثر كفاءة وابتكاراً، وسارة الأميري قالت إن القانون يطلق العنان لقدرات المرأة، والشيخة هند القاسمي قالت إن تمكين المرأة هدف استراتيجي للدولة.
لعل الشيخ محمد جمع كل ما سبق في قوله إن أولويات الحكومة المواطن ثم المواطن ثم المواطن.
كنت في دبي ورئيس جورجيا جورجي مارغفيلا شفيلي يزور الامارات ويقول إنها بلد عامر آمن. هو بحث مع الشيخ محمد آفاق التعاون بين البلدين، وكانت هناك اتفاقات تفيد شعبي البلدين. وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد اجتمع مع رئيس وزراء سانت كيتس ونيفيس تيموثي هاريس وبحثا في قضايا المنطقة وسبل التعاون بين البلدين. الشيخ عبدالله كان يخرج من اجتماع إلى آخَر مع ضيوف بلاده.
في الوقت ذاته كان الشيخ محمد بن زايد يعود من زيارة ناجحة لمصر بحث فيها مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة وكيف يمكن تعزيز أسس الاستقرار فيها. العلاقات بين مصر والإمارات وثيقة، والرئيس السيسي والأخ محمد بحثا في تعزيزها في مختلف المجالات السياسية والتنموية والاقتصادية والاستثمارية. الشيخ محمد قال إن التطورات المتسارعة في المنطقة تستدعي مزيداً من التنسيق بين الدول العربية لمواجهة التحديات.
قبل زيارة مصر كان الشيخ محمد شهد في أبوظبي قيام التمرين العسكري «حماة الوطن2» بمشاركة المجندين وقوات الاحتياط ووحدات من القوات المسلحة في منطقة الظفرة. هو قال إن «عيال زايد» صمام الأمان وزاد أن رؤية مجندي الخدمة الوطنية تعزز الثقة بالمحافظة على مكتسبات الوطن وحاضره ومستقبله.
بين القضايا الأخرى التي تابعتها وأنا في دبي أياماً قليلة:
- الشيخ محمد بن راشد استقبل مدير مكتب التحقيق الفدرالي الأميركي وبحثا في سبل التصدي للقرصنة الإلكترونية.
- مجلس الوزراء اعتمد تشكيل مجلس إدارة «الوطني للإعلام» وأشاد بقدرة الإعلام الإماراتي على مواكبة نهضة البلاد وإنجازاتها وقيمها مع نشر الخير والتسامح. ومرة أخرى أرى صورة أختنا منى المري بين الأعضاء.
- في غضون ذلك أكد وزير التسامح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن الإمارات تقدم نموذجاً رائداً للتعايش والمحبة والسلام يمثل ضرورة أساسية لتقدم المجتمع والعالم. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية امتدحت المنهجية الوسطية في الإمارات والعمل على ترسيخ التسامح الديني والثقافي والاعتدال والتعايش السلمي بين مختلف الأديان.
- في الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أصدر قانوناً يجعل سن التقاعد للذكور من مواطني حكومة الشارقة 60 عاماً وللإناث 55 عاماً. ونصّ القانون على ألا يقل المرتب التقاعدي عن 17.500 درهم شهرياً.
- على مستوى ألطف يذكرني بدراستي الجامعية قرأت في نشرة «أفق» الشهرية مقالاً عنوانه: محمد بن راشد وخالد الفيصل أنموذجاً: في الإبداعية المتجاوزة للشعر النبطي. المقال أعادني إلى أيامي في الماجستير مع الأستاذ إحسان عباس رحمه الله.
أخيراً، قتِل رجل أعمال أميركي في فندق وشرطة دبي اعتقلت القاتل خلال أربع ساعات من الجريمة. هذا إنجاز آخر.
نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع