توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذكريات وسياسة بين البحرين ولبنان

  مصر اليوم -

ذكريات وسياسة بين البحرين ولبنان

بقلم جهاد الخازن

أكتب ذكريات ممزوجة بالسياسة معتمداً على ذاكرتي التي لم تخذلني بعد، فأنا في البحرين، وكل ما أرى يوقظ ذكرى قديمة. المنامة والجفير والمناطق المجاورة ورشة عمار ما يعني استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والإنسانية.

عملتُ ذات صيف في البحرين وأنا أودع المراهقة، وقد قُبِلتُ في الجامعة، وكان خالي يرأس شركة لآل القصيبي ومنهم غازي وعادل. وعدت إلى بيروت بثمن سيارة فولكسفاغن، بعد أن أفهمني خالي أن البنات كبرن ولن يركبن ورائي على فيسبا.

كان الحاكم هو الشيخ سلمان بن حمد، ورأيته غير مرة في سيارة كرايزلر قديمة كان يفضلها لأن التهوئة فيها أفضل من السيارات الأوروبية.

الشيخ عيسى بن سلمان كان صديقاً شخصياً، وبما يتجاوز العلاقة بين رئيس دولة وصحافي أو كاتب، فلا أنسى كيف وقف على الطريق العام يسأل ركاب السيارات إن رأوا حادث سير بعد أن تأخرت في الوصول إليه لأن السائق أخذني إلى الديوان بدل بيته. كان الزميل حسن اللقيس يقف إلى جانب الشيخ عيسى.

لا أذكر من تلك الأيام أي خلاف ديني مسيحي - مسلم في لبنان، أو سنّي - شيعي في البحرين، فأهل البحرين صوتوا بما يشبه الإجماع على الاستقلال، وكان ذلك قبل سنوات من صعود آيات الله إلى الحكم في إيران. في تلك الأيام كنت أصطاد في جنوب لبنان، وفي بلدة القصر قرب الهرمل، وهما منطقتان شيعيتان، فلا أذكر سوى أنني تعرفت إلى حسن دندش، كبير «الطفّار» في زمانه، أي الهاربين من العدالة.

الملك الحسن الثاني قال لي في بوزنيقة أن الطوائف الإسلامية سبع هي المذاهب السنيّة الأربعة والشيعة الجعفرية الاثنا عشرية، والزيديون في اليمن (وهم نصف شيعة ونصف سنّة) والإباضية. الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قال لي الكلام نفسه. وبعد بضع سنوات عُقِد أكبر مؤتمر إسلامي تابعته على الإطلاق في الأردن بدعوة من جمعية آل البيت، وكانت الطوائف ثمانياً بزيادة الظاهرية.

ربما أنتقد الطموحات الفارسية بغطاء ديني لآيات الله في قم، إلا أن هذا الانتقاد لا يشمل الشيعة جميعاً، وقد زرت البحرين سنة 2011 فور أن سمعت عن التجمعات في ميدان اللؤلؤ، واعتقدت مع ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد أن المشكلة ستحل خلال أيام. زرت ميدان اللؤلؤ مرتين في ليلتين متتاليتين، وسمعت بأذني الهتاف «يسقط النظام» فكان أن أسقط النظام المعارضة السقوط الذي لا قيام بعده، ولم يكن معتدياً لأن المعتدي هو البادئ.

زيارة البحرين ناقصة إذا لم أرَ الملك حمد بن عيسى، ومع أنني بقيت يومين فقط في المنامة فقد كان حظي طيباً ورأيت نائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، ووزير الإعلام الأخ علي بن محمد الرميحي، والأخت سميرة رجب وزيرة الإعلام السابقة التي كنت رأيتها قبل أسبوع في القاهرة وأصدقاء آخرين.

أزور البحرين فأذكر الشيخ عيسى، وكان الصديق وزير الإعلام حينذاك نبيل الحمر اتصل بي في لندن وقال أن الأمير سأل عني. قد كنت وعدته بأن أزوره. طلبتُ مهلة أسبوع وتوفي الشيخ عيسى من دون أن أراه مرة أخيرة ولا تزال الغصّة في قلبي. (خالاتي قلن لي يوماً أن أتصل بجدتي في بيروت. رأيت الوقت متأخراً وأنا في لندن وقلت أتصل بها في اليوم التالي إلا أنها توفيت عن مئة عام كاملة، ولا تزال الغصّة في قلبي لأنني لم أحدثها).

لن أتهم قيادات المعارضة في البحرين بأنها خائنة، وإنما أقول أنها تقدّم الولاء الديني على مصلحة الشيعة في البحرين، فيدفع مواطنون أبرياء مخدوعون ثمن طموحات فارسية أو شخصية.

كان الحل في البحرين سنة 2011 في متناول اليد، إلا أنني أخطأت في تقدير حجم أطماع قيادات المعارضة. وكان الحل في سورية بعد أحداث درعا في متناول اليد أيضاً، وراهنت على أن المشاكل ستنتهي في أسبوع وقد أكملنا خمس سنوات من الموت والدمار والحل الصعب أصبح مستحيلاً.

أسجل على نفسي أنني أخطأت، إلا أن الخطأ لا يُقاس بخطايا قيادة معارضة في بلد ونظام قمعي في بلد آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكريات وسياسة بين البحرين ولبنان ذكريات وسياسة بين البحرين ولبنان



GMT 15:18 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 21:47 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 15:51 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:37 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 23:55 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon