توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قضية فرنسية: ما ترتدي المرأة على البحر

  مصر اليوم -

قضية فرنسية ما ترتدي المرأة على البحر

جهاد الخازن

أعلى محكمة إدارية فرنسية أصدرت حكماً يمنع رؤساء بلديات فرنسيين من حظر ارتداء «بوركيني»، أو ذلك الثوب الذي يغطي الجسد كله، على شواطئ مدنهم وبلداتهم.
المحكمة قالت إن رؤساء البلديات تجاوزوا صلاحياتهم هذا الشهر بمنع ارتداء الثوب «بوركيني» في المسابح، ورأت أن العواطف والقلق والخوف بعد الهجمات الإرهابية، خصوصاً في نيس في 14 تموز (يوليو)، لا تكفي قانونياً لتبرير الحظر، فهو «يمثل اعتداءً واضحاً على الحريات الشخصية». وقالت المحكمة «إن من حق رؤساء البلديات الحد من الحريات إذا كان هناك خطر مؤكد»، وهذا غير موجود في ارتداء «بوركيني».
رؤساء البلديات يعارضون قرار المحكمة، والمشكلة بدأت مع قرار بلدية فيلنوف لوبيه على الريفيرا الفرنسية، منع ارتداء «بوركيني» على الشواطئ التابعة لها، وهي اتسعت نطاقاً عندما أصدرت بلديات أخرى قرارات مماثلة، وقرأت أن 34 بلدية اتخذت الموقف نفسه قبل أن تمنع المحكمة الإدارية القرار.
يقولون: عندما تكون في روما افعل ما يفعل أهلها. هذا القول يصلح للاستعمال خارج روما، غير أنني لا أرى أنه يشمل تعرية النساء بحكم القانون، فالثورة الفرنسية كان شعارها: حرية مساواة إخاء، وهو شعار يفاخر به الفرنسيون حتى اليوم.
لم أكن من أنصار العري يوماً، ولست اليوم، لكن أجد أن الرداء «بوركيني» خطر على المرأة التي تستعمله، فهو يمتلئ ماء وتحتاج مَنْ تختاره الى أن تكون سباحة أولمبية لتنجو من الغرق. ثم إنه يمنعها من التمتع بأشعة الشمس، وهي علّة الوجود على البحر، فبعضهن يضع أيضاً نظارات قاتمة، ما يجعله مثل «زورو»، وهو رجل ومنقب.
الثوب «بوركيني» اختراع تركي ثمنه دون مئة دولار، وكانت تركيا حتى تسعينات القرن الماضي علمانية جداً والحجاب نفسه ممنوع في المستشفيات والمحاكم ومكاتب الحكومة والجامعات. وجاء حزب العدالة والتنمية الإسلامي الى الحكم سنة 2002، وأصبح الحجاب جزءاً من السياسة الاجتماعية.
حتى إشعار آخر، يبدو أن قضية ارتداء «بوركيني» أو منعه وقف على فرنسا، ورئيس وزرائها مانويل فال انتقد «نيويورك تايمز» لانتصارها للنساء المسلمات. الجريدة مصيبة وهو مخطئ. في إنكلترا، قرأت أخباراً كثيرة تسخر من الموقف الفرنسي، كما رأيت صوراً لنساء مسلمات في مسابح برايتون ترتدي الواحدة منهن «بوركيني».
ولعل هذا الموقف هو نفسه في ألمانيا حيث الحرية الشخصية مهمة جداً، وفي الولايات المتحدة، فقد رأيت صوراً لسابحات في شرق الولايات المتحدة يرتدين من الثياب ما يغطي الجسد، لكن ليس على شكل «بوركيني» وإنما أكثره من ثياب الرياضة الطويلة.
أؤيد كل امرأة مسلمة تريد الحشمة، وربما كان الحل في أوروبا تخصيص مسابح للنساء والأطفال في ساعات محددة من النهار، حيث تستطيع كل امرأة أن ترتدي ما تفضّل من دون خدش حيائها.
أعتقد أن هناك مسابح للنساء في بعض دولنا في شمال أفريقيا، ونجاح التجربة هناك يشجّع على اتباعها في بلدان عربية أخرى.
في النهاية، كنت طالب لغة في الجامعة، و «لسان العرب» تحت مادة برق لا يضم أي إشارة الى غطاء للوجه، مع أن الفعل يملأ ثلاث صفحات منه. لكنْ هناك برقع، وهو نقاب أو حجاب تستر به المرأة وجهها. «بوركيني» تجمع البرقع مع المايوه بيكيني. هناك ألف قضية أهم منه للمرأة العربية والمسلمة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قضية فرنسية ما ترتدي المرأة على البحر قضية فرنسية ما ترتدي المرأة على البحر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon