توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(برلمان كويتي جديد لا أراه سيعمّر)

  مصر اليوم -

برلمان كويتي جديد لا أراه سيعمّر

بقلم : جهاد الخازن

أرجح أن أعود إلى الكويت قبل بدء الصيف المقبل لمتابعة انتخابات لمجلس أمة جديد، فالمجلس الذي انتخِب يوم السبت الماضي لا يبدو أنه «ابن معيشة» (كما يقول اللبنانيون عن الوليد) فهو يضم معارضين من «الإخوان المسلمين» يتسترون تحت اسم الحركة الدستورية، وآخرين كانوا قاطعوا انتخابات البرلمانَيْن السابقَيْن، ثم قرروا الاشتراك في المنافسة هذه المرة.

أرى أن كثيرين في مجلس الأمة الجديد يعملون لمصالح حزبية أو شخصية، وليس لخير الكويت، وأرى أن الديموقراطية الكويتية لن تتحمل مثل هؤلاء من أصحاب الولاء الآخر.

بعد أيام، ستكون هناك حكومة جديدة أرجح أن تضم وزراء من الحكومة المستقيلة، والجلسة الأولى للبرلمان الجديد في 11 كانون الأول (ديسمبر)، فآمل أن يعمل النواب الخمسون لمصلحة البلد، أو أن يقدموا المصلحة العامة على أي مصلحة حزبية أو شخصية مع أنني لا أتوقع ذلك. الكويت ودول الخليج الأخرى تواجه تحديات سياسية واقتصادية تحتاج إلى تقديم الوطن، والعمل للجماعة والابتعاد من الأنانية والمصالح الضيقة أو الشخصية. المعارضون في مجلس الأمة الجديد لهم 24 مقعداً من 50، إلا أن الوزراء يصبحون أعضاء ويصوتون ما يعني أن تضمن الحكومة غالبية موالية.

أقدِّم الأمل والرجاء على بعض تجارب مجالس الأمة السابقة، وأجد في البرلمان الجديد أعضاء تحدوهم المصلحة العامة، وطنيين يطلبون الخير لأهل الكويت والأمة كلها.

العمل لتخفيف الاعتماد على الدخل النفطي في الموازنة العامة فكرة طيبة، وضمانة للمستقبل، وأعرف من كبار المسؤولين الكويتيين أنها ستستمر، فأرجو أن تؤتي ثمارها.
 الكويت كانت في مقدم الدول العربية في بناء محفظة من الاستثمارات الخارجية الناجحة، وهي مع عناصر أخرى في أساس اقتصاد الكويت تكفي للسير في طريق، لا أقول أنه طريق الحرية من النفط، وإنما طريق توسيع قاعدة الاقتصاد الكويتي حتى لا يظل أسير عنصر واحد. أكتب هذا وقناعتي الشخصية أن النفط سيظل في أساس عمل الاقتصاد في كل بلد لسنوات مقبلة وعقود.

يكفي حديثاً عن المستقبل وأعود إلى تاريخ الانتخابات الكويتية بالأرقام:

مجلس الأمة الجديد هو السابع عشر منذ 1993، وقد أكملت ستة برلمانات مدتها، وحُلّت ثمانية، وأبطِل اثنان. هي سادس انتخابات في خمس دوائر انتخابية بعد أن كانت عشراً ثم 25 دائرة. وهي المرة الثالثة التي تجرى فيها الانتخابات على أساس الصوت الواحد.

عدد الناخبين بلغ 483.100 ناخب الرجال بينهم 230.430 والنساء 252.696، أو حوالى خمسة في المئة أكثر من الرجال. على أساس طائفي كان الناخبون 414.500 من السنّة، أو حوالى 86 في المئة، و68.600 من الشيعة، أو 14 في المئة. فازت امرأة واحدة هي صفاء الهاشم.

إذا لم تخنّي الذاكرة فكل برلمان في الكويت ضم معارضة عالية الصوت تعكس الممارسة الديموقراطية في البلد. مع ذلك أزعم أن هناك قدراً واضحاً من التشاؤم، أو القلق، في المجتمع الكويتي، ولعله طبع، أو تطبع بعد الاحتلال.

الكويت هي الأولى بين الدول العربية في الممارسة الديموقراطية، ثم أقرأ أن المرحلة المقبلة خطرة، أو أن الوضع العربي والخليجي ينذر بالخطر، أو أن الكويت تعيش فترة عصيبة. بل قرأت أن موجة غلاء كارثية على الأبواب وبدلات إيجار التعاونيات ورسوم الخدمات سترتفع 300 في المئة.

ما سبق دخول في الاستحالة، فالوضع في الكويت مستقر، والاقتصاد نشط ويسير في الطريق الصحيح، ثم إن الرقم 300 في المئة خرافة. هناك صباح الأحمد الصباح أميراً، وصفته الغالبة الحكمة. أعرف الشيخ صباح منذ 45 سنة، ولا أتكلم هنا عن صداقة، وإنما عن معرفة هي من عمر عملي في الصحافة، وأراه بين أفضل ثلاثة قادة عرب أو أربعة ممن عرفت منذ ستينات القرن الماضي.

أقول لأهل الكويت دعوا القلق جانباً وانعموا بحياتكم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

برلمان كويتي جديد لا أراه سيعمّر برلمان كويتي جديد لا أراه سيعمّر



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon