قالت ولادة بنت المستكفي:
أنا والله أصلح للمعالي / وأمشي مشيتي وأتيه تيها
وأمكن عاشقي من صحن خدي / وأعطي قبلتي من يشتهيها
وقالت لإبن زيدون:
ودع الصبر محب ودعك / ذائع من سره ما أستودعك
يقرع السن على أن لم يكن / زاد في تلك الخطى إذ شيّعك
يا أخا البدر سناء وسنى / حفظ الله زمانا أطلعك
إن يطل بعدك ليلي فلكم / بت أشكو قصر الليل معك
وقالت:
أحبتنا إني بلغت مؤملي / وساعدني دَهري وواصلني حبي
وجاء يهنيني البشير بقربه / فأعطيته نفسي وزدت له قلبي
وعندما شعرت أن إبن زيدون تأمل جمال جاريتها قالت:
لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا / لم تهوَ جاريتي ولم تتخير
وتركت غصنا مثمرا بجماله / وجنحت للغصن الذي لم يثمر
ولقد علمت بأنني بدر السما / لكن دهيت لشقوتي بالمشتري
وقالت ولادة:
ألا هل لنا بعد هذا التفرق / سبيل فيشكو كل صبّ بما لقي
وقد كنت أوقات التزاور في الشتا / أبيت على جمر من الشوق محرق
فكيف وقد أمسيت في حال قطعة / لقد عجّل المقدور ما كنت أتقي
سقى الله أرضا قد غدت لك منزلا / بكل سكوب هاطل الوبل مغدق
وقالت لإبن زيدون يوماً:
ترقب إذا جنّ الظلام زيارتي / فإني رأيت الليل أكتم للسر
وبي منك ما لو كان بالشمس لم تلح / وبالبدر لم يطلع وبالنجم لم يسر
وكتبت على ثوب لها:
إن إبن زيدون على فضله / يغتابني ظلما ولا ذنب لي
يلحظني شزرا إذا جئته / كأنني جئت لأخصي علي
وقالت تهجو الأصبحي:
يا أصبحي اهنأ فكم نعمة / جاءتك من ذي العرش ربّ المنن
قد نلت باست ابنك ما لم ينل / بفرج بوران أبوها الحسن
وهناك نزهون الغرناطية ولها رداً على المخزومي:
قل للوضيع مقالا / يتلى الى حين يحشر
جازيت شعرا بشعر / إني لعمري أشعر
إن كنتُ في الخلق أنثى / فإن شعري مذكر
وهجت نزهون الأعمى المخزومي وقالت:
إن كان ما قلت حقا / من نقض عهد كريم
فصار ذكري ذميما / يعزى الى كل لومِ
وصرت أقبح شيء / في صورة المخزومي
وقالت أيضاً:
وذي شقوة لما رآني رأى له / تمنيه أن يصلى معي جاحم الضرب
فقلت له كلها هنيئا فإنما / خلقت الى لبس المطارف والشرب
وقالت:
لله در الليالي ما أحيسنها / وما أحيسن منها ليلة الأحد
أبصرت شمس الضحى في ساعدي قمر / بل ريم خازمة في ساعدي أسد
وهناك أيضاً حفصة بنت الحاج الركونية. هي قالت:
يا سيد الناس يا من / يؤمل الناس رفده
أمن علي بطرسٍ / يكون للدهر عدّه
تخطّ يمناك فيه / الحمد لله وحده
وقالت في مدحها أبي جعفر وقد تعلق بجارية سوداء:
يا أظرف الناس قبل حال / أوقعه وسطه القدر
عشقت سوداء مثل ليل / بدائع الحسن قد ستر
بالله قل لي وأنت أدرى / بكل من هام في الصور
من الذي هام في جنان / لا نور فيها ولا زهر
هي أحبت أبا جعفر حباً عنيفاً وقالت:
أغار عليك من عيني رقيبي / ومنك ومن زمانك والمكان
ولو إني خبأتك في عيوني / الى يوم القيامة ما كفاني
وعندما قتل أبو جعفر قالت:
هددوني من أجل لبس الحداد / لحبيب لي أردوه بالحداد
رحم الله من يجود بدمع / أو ينوح على قتيل الأعادي
وسقته بمثل جود يديه / حيث أضحى من البلاد الغوادي
وقالت أيضاً:
سلام يفتح في زهره الكمام / وينطق ورق الغصون
فلا تحسبوا البعد ينسيكمُ / فذلك والله ما لا يكون
قد يهمك أيضا :
من شعراء الأندلس - ١