توقيت القاهرة المحلي 05:19:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المحرقة النازية قبل 72 سنة

  مصر اليوم -

المحرقة النازية قبل 72 سنة

بقلم : جهاد الخازن

المحرقة النازية (هولوكوست) لليهود انتهت سنة 1945 بهزيمة النازيين في الحرب العالمية الثانية، والأمم المتحدة سنة 2001 جعلت 27 كانون الثاني (يناير) من كل سنة «الذكرى الدولية للهولوكوست»، ومنذ الأسبوع الماضي وأنا أجمع من الميديا الغربية مادة عن المحرقة وذكراها.

لست من نوع المؤرخ البريطاني التحريفي ديفيد إرفنغ الذي ينكر المحرقة وله أتباع وأنصار، فأنا أرى أن المحرقة حصلت، وإن كنت لا أعرف رقم الضحايا فإنني أقبل الرقم المتّفق عليه في الغرب، وهو ستة ملايين.

سجلت ما سبق لأكمل وأقول أن المحرقة توقفت قبل 72 سنة، فلو كان السجين اليهودي في أوشفيتز أو أي معتقل آخر كان عمره 20 سنة، لكان اليوم في الثانية والتسعين، ومع ذلك أجد أعداد الناجين من المحرقة تزداد كل سنة، وكأن يهود العالم كلهم مروا بها. هذا النوع من المبالغة هو من صنع تجار المحرقة، وليس «مؤامرة صهيونية» أخرى، فهي حدثت ودفع اليهود في البداية ثمنها، ثم دفع الثمن الفلسطينيون لأن الغرب، خصوصاً الولايات المتحدة منذ فرانكلن ديلانو روزفلت، أيّد انتقال اليهود إلى فلسطين وتشريد أهلها.

قرأت على هامش ذكرى المحرقة تصريحاً لرئيس المؤتمر اليهودي الأوروبي موشي كانتور، يقول أن «جرائم الكره» تعادل «أحلك أيام الثلاثينات»، ويبدي القلق من صعود أحزاب أقصى اليمين والنازيين الجدد.

لن اقول أن هذا الكلام كذب وإنما أزعم أنه ينطوي على مبالغة كبيرة، فلا شيء اليوم يعادل ثلاثينات القرن الماضي، والمحرقة لن تعود إطلاقاً بغض النظر عن صعود اليمين المتطرف أو سقوطه. ثم إن كانتور وكل مَنْ تحدث عن ازدياد الكره في ذكرى المحرقة لم يقلْ أن السبب الأول والأخير هو جرائم حكومة إسرائيل، فهي أيضاً إرهابية نازية جديدة يمينية متطرفة، ضد الفلسطينيين في بلادهم.

أنصفت اليهود في السطور السابقة وأكمل بإنصاف الفلسطينيين فما يُسمّى الآن إسرائيل هو فلسطين المحتلة من البحر إلى النهر، ومضى وقت مع إسحق رابين، وربما شيمون بيريز، زادت فيه الآمال بدولتين هما إسرائيل وفلسطين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام. غير أن اليمين الإسرائيلي قتل رابين، وكان بيريز فاشلاً مزمناً وعشنا لنرى الإرهابي بنيامين نتانياهو في الحكم. حكومة إسرائيل الحالية لا تمثل كل الإسرائيليين، أو اليهود حول العالم، فبين هؤلاء معتدلون طلاب سلام من إسرائيل وحتى الولايات المتحدة، مروراً بأوروبا، ويمكن عقد سلام معهم في يوم وليلة.

في ذكرى المحرقة، كان هناك تركيز على استمرار كره اليهود في هذا البلد أو ذاك، وأصر على أن سبب الكره، إن وُجِد، هو حكومة إسرائيل وممارساتها النازية ضد الفلسطينيين قبل أي سبب آخر.

أقيم في لندن وقرأت في جريدة «الغارديان» التي أحترمها كثيراً أن أكثر من ربع الناجين من المحرقة الذين يقميون في بريطانيا، تعرضوا للإساءة بسبب دينهم أو أصلهم. والنسبة ترتفع إلى 38 في المئة لأقارب الناجين من المحرقة.

من أين جاءت هذه الأرقام؟ هي صدرت عن أمانة يوم الهولوكوست الدولي بعد استفتاء يقول أيضاً أن 72 في المئة من الناجين شعروا بأنهم موضع ترحيب حيث حلّـوا في بريطانيا.

لم أنكر المحرقة يوماً ولا أنكر حدوثها اليوم، ولكن أقول أن جميع الأخبار عن ذكراها التي قرأتها وكانت صادرة عن جماعات يهودية في هذا البلد أو ذاك لم تشر إلى جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين. عندما يكون في كل جامعة أميركية طلاب يؤيدون الفلسطينيين ويدافعون عن حقوقهم لا تستطيع حكومة نتانياهو أن تفعل سوى أن تطلب من ليكود أميركا مهاجمة الطلاب واتهامهم باللاساميّة. هم ليسوا لا ساميين وإنما مستقبل الولايات المتحدة رغم أنف الكونغرس العميل.

أخيراً، تاريخ الاحتفال السنوي يعود إلى دخول الجيش الروسي معسكر أوشفيتز في بولندا حيث قُتِل 1.1 مليون إنسان غالبيتهم من اليهود، ولكن مع كثيرين من جنسيات أوروبية، بل من الغجر، فيُذكر اليهود ويُنسى الآخرون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحرقة النازية قبل 72 سنة المحرقة النازية قبل 72 سنة



GMT 12:32 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

الرجل الذي زرع الكوفية

GMT 03:35 2024 السبت ,03 شباط / فبراير

غزة: الأمور بخواتيمها!

GMT 03:56 2023 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غزة وحروب الاستقلال

GMT 03:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كثير من الضوء قليل من الرؤية

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon