توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب لا يصلح للرئاسة الاميركية

  مصر اليوم -

ترامب لا يصلح للرئاسة الاميركية

جهاد الخازن

كنت أقيم في واشنطن ورونالد ريغان مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة ثم الفائز بالرئاسة، واليوم مرشح الحزب هو دونالد ترامب. ما يجمع بين الرجليْن الجهل بالســـياسة، ومـا يفرق بينهما خفة الدم، وريغان كان يسـخر أحياناً من نفـــسه، وقد قال إنه أمر بإيقاظه إذا وقعت مشكلة عالمية ولو كان يرأس اجتماعاً وزارياً. ترامب غاضب على مدار الساعة ولا يقول كلاماً إلا ويعتذر عنه أو يسحبه، أو يتهم الميديا بتحريفه.
اختلف مع والدي ضابط أميركي قـُتـِل في العراق ورفض تأييد بول ريان لرئاسة الكونغرس ثم أيّده تحت الضغط. هاجم قاضياً ينظر في قضيتًيْن ضد جامعة أسسها. يفضل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على حلفاء بلاده التقليديين في أوروبا. لا يعرف أي نساء يضمهنّ إلى إدارته إذا نجح، وعندما تكرر سؤاله عن الموضوع اقترح ابنته ايفانكا. تحدث عن احتمال اغتيال هيلاري كلينتون على يد أحد أنصار حمل السلاح الذي يضمنه التعديل الثاني للدستور. أيضاً كذب وهو يقول إن كلينتون مسؤولة عن إعدام عالم إيراني في بلاده. وهو أكمل بخطاب عن مكافحة الإرهاب يفصِّل تطرفه أكثر مما يقدم مشروعاً جدياً صالحاً للتنفيذ في مقاومة الإرهاب.
يقولون بالإنكليزية إن الذي يخطئ يضع قدمه في فمه، ترامب لا يفتح فمه إلا ليغير من قدم إلى الأخرى في فمه.
استطلاعات الرأي العام مجتمعة تقول إنه أصبح متأخراً عن كلينتون بحوالى عشر نقاط، تزيد أو تنقص حسب الولاية، فهو حتماً سيخسر كاليفورنيا ونيويورك، أكثر الولايات كثافة سكانية، وهو متخلف عن كلينتون في بنسلفانيا وميشيغان، كما أنها تتقدم عليه بفارق 17 في المئة في ولاية نيوهامبشير.
أمامي قائمة تضم عشرات الأسماء من أبرز أركان الحزب الجمهوري الذين أعلنوا أنهم سيؤيدون هيلاري كلينتون للرئاسة. القارئ العربي لا يعرف كثيرين من هؤلاء الناس لأن شهرتهم محلية، فلا أقول سوى إنني أتابع الانتخابات الأميركية منذ عقود ولم يحدث إطلاقاً أن هجر قادة الحزب الجمهوري (أو الديموقراطي) مرشح الحزب للرئاسة كما يفعلون الآن مع ترامب.
قرأت مقالاً في «نيويورك تايمز» يقترح أن يسعى السناتور مايك بينس الذي اختاره ترامب لمنصب نائب الرئيس إلى إقناع ترامب بالانسحاب من المنافسة على الرئاسة. المرشح لمنصب نائب الرئيس مع كلينتون هو السناتور توم كاين وقد قال إنه لا يصدق كيف لمـَّح دونالد ترامب إلى اغتيال كلينتون بسبب موقفها من حمل السلاح.
قرأت افتتاحية تتهم أركان الحزب الجمهوري بالجبن لأنهم لا يتصدّون لترامب ولا يرفضون مواقفه السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، وهذا موقف باراك أوباما الذي دعا زعماء الجمهوريين إلى سحب تأييدهم ترامب. أيضاً قرأت مقالاً يقول كاتبه إن اتهام ترامب بالجنون «إهانة» للمصابين بأمراض عقلية.
وكان ترامب أعلن برنامجه لإحياء الاقتصاد الأميركي فانقضّت عليه المــــيديا وقالت إنه اعتنق أسوأ مواقف للجمهوريين وتخلى عن أفضل مواقف، وإن برنامجــه يتجــاهل الأميركيين الذين يدّعي أنه يتكلم باسمهم ويحتاجون إلى المساعدة. باختصار كان الرأي الغالب أن ترامب خسر المواجهة الاقتصادية أيضاً.
هل أتكلم عن جهل ترامب بالسياسة الخارجية؟ الميديا الأميركية نفسها تقول إن ترامب يفتقر إلى خبراء ينصحونه في السياسة الخارجية. سجلت أنه اختار لنصحه في السياسة إزاء إسرائيل اليهودي الأميركي جاسون غرينبلات الذي لا يعرف من الشرق الأوسط شيئاً سوى إسرائيل.
اعتقدتُ يوماً أنه لن يأتي رئيس أميركي أسوأ من ريغان. ترامب أسوأ إلا أنه لن يفوز بالرئاسة الأميركية، فهو خطر على الولايات المتحدة نفسها وعلى العالم كله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب لا يصلح للرئاسة الاميركية ترامب لا يصلح للرئاسة الاميركية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon