توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (المفاوضات مع إيران: لا شيء)

  مصر اليوم -

عيون وآذان المفاوضات مع إيران لا شيء

جهاد الخازن

ثمة جولة جديدة من المفاوضات في فيينا مع إيران حول برنامجها النووي، والعرب التهوا عنها بمشاكل من صنع أيديهم وأخرى حيكت لهم، فلا هم يبدون رأياً، وإنما يهمسون. مع غياب موقف عربي مشترك وواضح، أشعر بأن المفاوضات ستنتهي إلى لا شيء، وأن أكثر ما يمكن توقعه هو الاتفاق على جولة أخرى في المستقبل. رأيي وصلت إليه على أساس معلومات متوافرة، فعشية بدء الجولة الجديدة من المفاوضات الثلثاء الماضي، تابعت التالي: - بعث 82 عضواً في مجلس الشيوخ (من أصل مئة) رسالة إلى الرئيس باراك أوباما تطالبه بالتشدد في التفاوض مع إيران، وبوضع شروط في «خطة العمل النهائية» يستحيل معها أن تنتج إيران قنبلة نووية، وهذا يعني كما يقول الأعضاء منع إيران من تخصيب اليورانيوم أو البلوتونيوم إلى درجة تقترب من الحد المطلوب لقنبلة. إذا لم يحصل هذا فالرسالة تقترح تسريع قوانين زيادة العقوبات على إيران. - في اليوم نفسه، أي الاثنين، كان موشي يعالون، وزير الدفاع الإسرائيلي، يصرح بأنه كان يجب أن تقود الولايات المتحدة الحملة على إيران، إلا أنها تفاوضها بدلاً من ذلك. وهو زاد أن إسرائيل لا تستطيع الاعتماد على الولايات المتحدة ضد إيران ويجب أن تعتمد على نفسها. - أيضاً في الوقت نفسه كان وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف يقول على تويتر: نفذنا حصتنا من الاتفاق وبقي أن ينفذ الطرف الآخر حصته. فهمت كلام ظريف على أنه يعني أن إيران تتوقع رفع بعض العقوبات، وإلغاء قرارات مقاطعة في مقابل ليونة موقفها في المفاوضات. ولعل الوزير تحدث وهو يدرك أن كل وعود الرئيس حسن روحاني باقتصاد أفضل وانفتاح على العالم لم تتحقق، فأرقام وزارة الاقتصاد والمالية الإيرانية سجلت أن الاقتصاد تراجع خمسة في المئة سنة 2013، واستمر هبوط العملة، كما استمرت العقوبات والضغوط الخارجية. ولعل المرشد آية الله علي خامنئي كان يتوقع هذا الوضع وهو يتحدث عن «اقتصاد مقاومة». أما وقد انتهى الأسبوع كما بدأ، بالحكي فقط، فأرجو أن يلاحظ القارئ أن كل ما سبق معلومات مسجلة وأكيدة، ثم أرجو أن يلاحظ معي أن رسالة أعضاء مجلس الشيوخ إلى أوباما أرسلت في اليوم نفسه الذي كان وزير الدفاع الإسرائيلي المتطرف يقول الكلام نفسه، أي حث الإدارة على التشدد ضد إيران. هذا توافق مصادر لا خواطر. رأيي «المتشدد» هو أن أحث الدول العربية للمرة الألف على بدء برامج نووية عسكرية، لا طلباً للقنبلة النووية بل لأنها الطريقة الوحيدة ليتدخل العالم ويحاول جعل الشرق الأوسط منطقة مجردة من أسلحة الدمار الشامل فنرتاح من خطر ترسانة إسرائيل النووية الموجودة ومن نوايا إيران المستقبلية. المفاوضات مع إيران كلها نيابة عن إسرائيل، فإيران لا تهدد أميركا اليوم أو بعد ألف سنة. وكنت مع بدء أزمة شبه جزيرة القرم خفت أن تحصل مقايضة، فتتقاسم الدول الست أوكرانيا وسورية، ويحصل طرف على واحدة والطرف الآخر على الثانية. اليوم أقرأ أن أزمة أوكرانيا تهدد المفاوضات مع إيران، لأن الدول الست يجب أن تكون متضامنة ضدها، إلا أن روسيا والصين أعطتاها دائماً أكثر من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. والغرب يخشى أن تنتصر روسيا لإيران الآن رداً على الموقف الغربي من ضمها شبه جزيرة القرم. الكل بيادق في لعبة شطرنج بين الدول الكبرى. نقلاً عن جريدة "الحياة"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان المفاوضات مع إيران لا شيء عيون وآذان المفاوضات مع إيران لا شيء



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon