جهاد الخازن
كان لي زميل في وكالة رويترز يردد القول: «دنيا فُنْيا»، وكلامه عاد إليّ وأنا أقرأ أن الصحافي المشهور باتريك سيل توفي بعد المعاناة سنوات مع مرض خبيث.
عرفت باتريك على امتداد عقود والعلاقة توثقت بعد غزو الكويت وتحريرها، وكتابة الأمير خالد بن سلطان، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات في حينه، مذكراته عن الحرب التي ساعده في إنجازها باتريك سيل.
هو من خلفية سورية نشأ وتعلم في لندن، وبقي العمر كله خبيراً منصفاً في شؤون الشرق الأوسط، خصوصاً سورية.
الحظ لم ينقذ باتريك في مرضه الأخير إلا أنه ساعدني فابنتي قالت لي أن صديقة لها تعرف ياسمين، بنت باتريك، التي قالت إن أباها يود لو يراني في مرضه الأخير. ذهبت إلى شقته التي لا تبعد كثيراً عن بيتي، صباح يوم سافرت في نهايته إلى الخليج، ووجدت الرجل الذي عرفته أنيقاً وسيماً دائم البسمة وقد هدّه المرض، ولم أستطع النظر إليه. وتبادلنا كلمات وجدت معها صعوبة في فهم ما يقول فساعدتني ممرضة تشرف على علاجه.
أعرف أن «الدنيا فُنْيا» وأننا «كلنا لها» إلا أنني تألمت كثيراً لرحيل هذا الصحافي المهني القدير.
أكمل بأخبار أخرى:
- نفتالي بنيت عضو في حكومة المتطرفين الإسرائيليين. هو من أسرة مهاجرين أميركيين إلى فلسطين المحتلة يرأس حزباً يمينياً حقيراً باسم «بيت يهودي».
إسرائيل اختراع، والصحيح فلسطين المحتلة، وبنيت هدد أخيراً بالتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ليشكو السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها محمود عباس بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد إسرائيليين.
نفتالي بنيت يرتكب جريمة حرب بوجوده في فلسطين المحتلة. هو من حكومة تقتل وتحتل وتدمر. لو كان هناك إنصاف في هذا العالم لكان بنيت وأعضاء حكومة الإرهابي بنيامين نتانياهو يقفون الآن أمام محكمة جرائم الحرب. وهم في زمان قديم كانوا سيُصلبون على أبواب المدن الفلسطينية المحتلة.
لا أتمنى حرباً أو الموت لأحد لذلك أقنع بأن تتاح لي فرصة أن أبصق على نفتالي بنيت.
- لا أجد وصفاً أفضل للمعارضة الكويتية من «إتلم المتعوس على خايب الرجا». هي تجمع الأضداد من إسلاميين إلى ليبراليين إلى قبَليين.
هناك حتماً معارضون وطنيون يريدون الخير لبلادهم، ورأيهم في طريق التقدم يختلف عن رأي أنصار الحكومة. إلا أن الغالبية العظمى من المعارضين تريد الحكم طلباً للمال كما قال أحد رموزها يوماً. وهي لو حكمت لأعادت الكويت عقوداً إلى الوراء.
يظل المعارضون أصحاب شعبية لأن الإسلامي المتشدد أو القبَلي يقدّم الولاء على الخبرة، والعشيرة على الوطن. أما الليبرالي فقد ضاع على الطريق.
وضع الكويت هو التالي:
صدام حسين راح وحدود البلد غير مهددة، وهناك أوسع مساحة حرية في العالم العربي، مع دخل نفطي عالٍ. ثم هناك الأمير الشيخ صباح الأحمد، «حكيم» الخليج كله.
الغالبية من المعارضة تكفر بنعم الله على الكويت.
- ذهبت إلى لبنان قبل شهر وكان البنك مغلقاً بسبب عيد. وذهبت الأسبوع الماضي وكان مغلقاً بسبب إضراب. اللبنانيون بين عيد وإضراب ثم يشكون «القلَّة». مع ذلك لا أشكو لأن حب الوطن غالب، والفرفور ذنبه مغفور.
"الحياة"