توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (أوكرانيا حرب أو لا حرب)

  مصر اليوم -

عيون وآذان أوكرانيا حرب أو لا حرب

جهاد الخازن

حاولت على امتداد نهاية الأسبوع أن أقرأ كل مادة متوافرة عن أوكرانيا لفهم ما استغلق عليّ من الوضع هناك، وانتهيت أكثر حيرة مما بدأت وأنا أسأل نفسي هل هناك حرب غير معلنة في أوكرانيا أو مجرد سلام مهدد من كل جانب؟ ما أعرف يقيناً هو أن الوضع اليوم في أوكرانيا أسوأ كثيراً مما كان عندما ثار غرب البلاد على الرئيس فكتور يانوكوفيتش، ففرّ في شباط (فبراير) إلى شرق البلاد حيث هناك نسبة كبيرة من السكان من أصل روسي. الفساد بقي أو زاد وكثيرون من رموز إدارة يانوكوفيتش اتهموا بالفساد وبعضهم دين وسجن، وهذا الفساد هو سمة الحكم الانتقالي المؤيد للغرب في كييف الآن. ما زاد هو الصعوبات التي يواجهها المواطن الأوكراني، فمع رفع روسيا أسعار الغاز ومطالبتها كييف بدفع المتأخرات من ثمن الغاز، زاد سعر الغاز على المواطن 63 في المئة، وحكومة كييف تقول إنها ستصرف من العمل 24 ألف موظف حكومي و80 ألف رجل أمن. الدول الغربية وصندوق النقد الدولي تعهدت بتقديم قروض لأوكرانيا بمبلغ 23 بليون دولار، غير أن هناك شروطاً تقشفية في المقابل، ما يعني زيادة الأعباء على المواطن وهو يعاني أصلاً. في مثل هذه الأوضاع هل يمكن إجراء انتخابات رئاسية موعدها 25 من الشهر المقبل؟ وماذا يقدم المرشح من وعود إلى الناخب الذي لا يصدق ما يسمع وإنما ينظر حوله ويرى أنه ينتقل من خراب إلى خراب أكبر منه. الرئيس فلاديمير بوتين متهم في الميديا الأميركية، خصوصاً اليمينية التي لا تزال تسعى إلى فرض قيادة أميركية على العالم، بأنه يسعى إلى إحياء امبراطورية روسية ترِث النظام السوفياتي. ونائب الرئيس جو بايدن ذهب إلى كييف لطمأنة الحكم الانتقالي أن الدعم الأميركي موجود ويشمل انتخابات الرئاسة المقبلة. الرئيس بوتين هو الذي بدأ الاتصال بالرئيس باراك أوباما قرب نهاية الشهر الماضي، وكان هذا لا يزال في الرياض، للبحث في مخرج من الأزمة الأوكرانية. وقرأت أن إدارة أوباما قررت أن تعامل بوتين على أساس عودة الحرب الباردة. الرئيسان اتفقا على أن يجتمع وزيرا الخارجية جون كيري وسيرغي لافروف، والاتصالات انتهت باتفاق في جنيف الأسبوع الماضي بين روسيا وأميركا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا. الاتفاق معقول ولكن يبقى التنفيذ، وهو دائماً صعب، وربما كان أصعب في الأزمة الأوكرانية تحديداً، فقد كان رد «الثوار» في شرق أوكرانيا أنهم لا يأخذون تعليمات من واشنطن أو موسكو، واستمروا في احتلال مبان حكومية في دونيتسك وغيرها، وتحدي حكومة كييف التي انتهت محاولة سابقة لها لإخماد التمرد إلى فشل ذريع إذ خسرت القوات المهاجِمة دباباتها التي استولى عليها المتمردون. ما هو الحل؟ أعتذر عن عدم قدرتي أن أقترح حلاً لم يفكر فيه أبرز العقول الاستراتيجية في الشرق والغرب، فأقول إن الحل الممكن الوحيد هو: لا غالب ولا مغلوب. طبعاً اليمين الأميركي المتطرف لن يقبل حلاً سلمياً، وإنما هو يريد من الإدارة أن ترسل قوات، وقد أرسلت فعلاً بعض القوات إلى بولندا، وأن تشدد العقوبات على روسيا، فإذا لم تفلح تنتقل منها إلى مواجهة عسكرية. أستطيع أن أقول بقسط كبير من الثقة إن هذا لن يحدث، فلا زعيم عاقلاً يحارب خصماً في حديقته الخلفية، وأوكرانيا هي تلك الحديقة الخلفية لروسيا، فهذه على الباب، وأميركا على بعد ألوف الكيلومترات، ثم أن الرئيس أوباما ليس محارباً، وهو لن يترك الرئاسة في الشهر الأول من سنة 2017 حتى يكون قد أخرج بلاده من كل الحروب الخاسرة التي دخلتها إدارة بوش الابن. وأزيد أن دول أوروبا الغربية تعتمد بشكل أساسي على استيراد الغاز من روسيا لتشغيل صناعتها، وألمانيا تحديداً يستحيل أن تستغني عن الطاقة من روسيا. في مثل هذا الوضع الحل المنطقي هو لا غالب ولا مغلوب، ولكن لو كان المنطق اتبِع لما وصلت أوكرانيا إلى وضع لا نعرف هل هو حرب أو شيء آخر. "الحياة"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان أوكرانيا حرب أو لا حرب عيون وآذان أوكرانيا حرب أو لا حرب



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon