بقلم - جهاد الخازن
بدأت بطولة كأس العالم في كرة القدم أمس الخميس وأكتب قبل بدء المباراة الأولى بين البلد المضيف روسيا والمملكة العربية السعودية، متمنياً أن تفوز السعودية أو مصر أو المغرب أو تونس بالبطولة، فالعرب يشاركون في بطولة الكأس من دون أن يحرزوها أو يصلوا إلى الأدوار النهائية.
الفريق السعودي حلّ ثانياً بعد اليابان في مجموعتهما، وكان فاز على اليابان في آخر مباريات المجموعة الآسيوية الثالثة. هو تأهل للبطولة سنة 1994 وشارك بعدها في دورات متتالية هي 1998 و2002 و2006، ثم غاب عن دورتين وعاد.
مصر عادت بفوزها على الكونغو 2-1 وبعد غياب 28 سنة عن البطولة، فقد كانت آخر مشاركة لها سنة 1990، وهي عائدة وقد تصدرت المجموعة الأفريقية الخامسة. كنت انتقلت إلى لندن صدفة في مطلع الحرب الأهلية في لبنان، ووجدت نفسي من أنصار فريق ليفربول مقابل ابني الذي يؤيد فريق أرسنال. فريق ليفربول يضم اللاعب المصري المبدع محمد صلاح، أو «مو» كما يسمونه تحبباً. وهو قاد الدوري الممتاز كله مسجلاً 44 هدفاً في جميع المباريات التي خاضها ليفربول في موسم 2017- 2018. لكنه أصيب في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد الشهر الماضي، وكان رأي الحكام أن ما حدث صدفة، وإن كنت لا أزال أشك أنه مدبر، لإخراج أفضل لاعب في العالم من المباراة التي فاز بها ريال مدريد 3-1.
هناك في البطولة أيضاً المغرب الذي تصدر مجموعته بعد فوزه على فريق ساحل العاج 1-صفر. المغرب يعود بعد غياب طويل فقد شارك في أربع بطولات هي 1970 و1986 و1994 و1998. أرجو أن ينتقل فريق المغرب إلى الأدوار النهائية وأتمنى له الفوز مع أنني أجد هذا صعباً وهناك البرازيل والأرجنتين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها.
تونس هي البلد العربي الرابع في كأس العالم هذه السنة، وهي تشارك للمرة الأولى بعد تصدرها المجموعة الأولى في أفريقيا برصيد 14 نقطة.
تاريخ كأس العالم يُظهر أن المشاركة العربية بدأت بمصر سنة 1934، ثم انقطعت المشاركة حتى سنة 1970، وكان هناك فريق عربي واحد في كل بطولة أو أكثر منذ ذلك التاريخ.
أكتب وأتذكر أنني حضرت الألعاب الأولمبية في ألمانيا سنة 1972 وحضرت بعدها كأس العالم في كرة القدم سنة 1974. كنت تزوجت قبل أشهر من تلك الكأس، وزوجتي الشابة بنت الجامعة لم تكن تعرف كرة القدم، وقالت إنها ستبيع تذكرتها إلى نهائي البطولة في ميونيخ بألف مارك ألماني وتشتري معطفاً من الفرو. إلا أنها أصبحت تدريجاً من هواة كرة القدم مع كل مباراة حضرناها، وهي في المباراة النهائية بين ألمانيا وهولندا هتفت أكثر مني فهي تجيد الألمانية مع الفرنسية والإنكليزية واليونانية والإيطالية، والعربية طبعاً. أهم لاعب في كأس العالم في روسيا هذه السنة هو محمد صلاح. كان بيليه أمهر لاعب كرة في القرن الماضي وعندنا الآن محمد صلاح. كم حزنت وأنا أرى بيليه يحضر اختيار الفرق للمباريات في روسيا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي وهو مقعد على عربة.
كأس العالم سنة 2022 في قطر والفرق المشاركة اختارت تحالف كندا والولايات المتحدة والمكسيك لبطولة 2026 على المغرب الذي كان المنافس الوحيد لها. إذا فاز المغرب بالبطولة هذا العام، وأنا أتمنى ذلك ثم لا أراه سيفعل، فهو سيلقم حجراً للفرق التي أهملته وفضلت التحالف الثلاثي في أميركا الشمالية. لم يستضف أي بلد عربي بطولة كأس العالم منذ بدئها وحتى قطر بعد أربع سنوات، وأرى في هذا عنصرية مكشوفة أو مقصودة، فالكأس دارت العالم كله وتجاوزت بلادنا، لذلك أشمت بقيادة الكرة العالمية التي واجهت إدانات بالفساد طاولت كبار المسؤولين.
هل يفوز بلد عربي بكأس 2018؟ لا أرى ذلك ممكناً، ولكن لعل محمد صلاح يطلع بمعجزة كروية تذكرنا بما أنجز بيليه في القرن الماضي.
نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع