بقلم : جهاد الخازن
الرئيس دونالد ترامب استقبل الأمير تميم بن حمد آل ثاني وقال له إن بلاده أصبحت حليف الولايات المتحدة ضد الإرهاب، مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. في حزيران (يونيو) من السنة الماضية الرئيس الأميركي نفسه اتهم قطر بتأييد الإرهاب وتحدث تحديداً عن علاقاتها مع ايران.
هناك إرهاب في بلادنا ولكن الإرهاب الأول والأخير هو إرهاب إسرائيل ضد الفلسطينيين، والرئيس ترامب لا يتكلم عنه لأنه حليف الإرهابي بنيامين نتانياهو، ما يعني أنه يسكت عن قتل فلسطينيين يتظاهرون من دون سلاح في «يوم الأرض». الكونغرس الأميركي يؤيد إسرائيل قبل ترامب وبعده وإلى درجة أن أعتبره شريكاً لها في قتل أصحاب الأرض الوحيدين في فلسطين المحتلة، أي الأرض التي يحملون اسمها.
صحافة الحرب والشر اليهودية الأميركية تتهم باراك أوباما بممارسة سياسية أدت الى الدمار في سورية. ماذا ارتكب؟ التهمة أنه سحب القوات الأميركية من العراق، وسكت عن الربيع العربي المزعوم، وعقد الصفقة النووية مع ايران.
العصابة تزعم أن الانسحاب من العراق حوّل جيشها الى جماعة شيعية، وأن سكوته عن «الربيع» إياه جعل الإخوان المسلمين يحكمون مصر، وأن الصفقة النووية مع ايران أعادت لها أموالاً محجوزة وجعلتها أقوى. أقول إن ما يحدث في العراق لا علاقة له أبداً بأحداث سورية، وإن الإخوان المسلمين حكموا في مصر بعد أن فازوا بالانتخابات ثم ثار الشعب عليهم لسوء إدارتهم الحكم وطردهم في أقل من سنة، أما الصفقة مع ايران فلا تزال خمس دول عظمى تؤيدها ما يعني أنها جيدة، وليست كما يرى فيها أنصار إسرائيل من خطر على دولة الإرهاب والاحتلال والجريمة.
هم يقولون إن حرباً باردة جديدة بدأت في سورية. هذه الحرب بين الولايات المتحدة وروسيا، من دون حاجة الى دور سوري. الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربت مخزون سورية من السلاح الكيماوي، ولم تتدخل روسيا بأكثر من إدانة الضربة بالكلام. ربما كانت روسيا تعد رداً على الضربة وربما تابعنا التفاصيل قريباً. في غضون ذلك روسيا تملك قواعد عسكرية بحرية وجوية في سورية، أي أن لها منفذاً على البحر الأبيض المتوسط تهدد منه حلف الناتو.
كاتب من أصل مصري يكتب في أحد مواقع الشر المؤيدة لإسرائيل يتحدث عن الجزية وأن المسلمين فرضوها على اليهود والمسيحيين وهم يخرجون من جزيرة العرب ليؤسسوا أكبر مملكة في القرن السابع. الكاتب الحقير يهاجم البروفسور جون اسبوزيتو، من جامعة جورجتاون حيث درستُ، ويقول إن الجزية جعلت دافعيها في حماية الدولة الإسلامية، وهم لم يؤدوا الخدمة العسكرية مع جيوش المسلمين.
أصدق ما كتب اسبوزيتو لأنني عرفته في جورجتاون، وأرى أن مسيحياً يكتب في موقع يهودي اميركي مؤيد لإسرائيل يدين نفسه.
العصابة ترى أن فجر حكمٍ محافظ يطل على الولايات المتحدة وتؤيد الرئيس ترامب في حملته على الصحافة الكاذبة. إذا كان هناك من كذب فالرئيس الأميركي في المقدمة وهو يكتب تغريدات تصححها له الصحافة يوماً بعد يوم. هم يهاجمون السناتور إليزابيث وارن فلا أصل لها بين الهنود الحمر كما تقول، والسناتور ريتشارد بلومنتال فهو لم يكن من قدامى المحاربين. مَن لم يخدم في القوات المسلحة الأميركية هو دونالد ترامب الذي ادّعى المرض وترك زهرة شباب اميركا يموتون في فيتنام وهو يجمع المال في نيويورك وغيرها.
كاتب يهودي اميركي من أحقر مَن تابعت في السنوات الأخيرة يقول إن الميديا الأميركية تشن حرباً على حرية الصحافة. أي حرية يتكلم عنها هذا المدّعي؟ هل هي حرية أن تقتل اسرائيل أهل فلسطين بسلاح اميركي ومال؟ أو هي حرية أن يكذب بنيامين نتانياهو يوماً بعد يوم، ثم يؤيده الكونغرس الأميركي بشبه إجماع؟
أخيراً هم يهاجمون الرئيس رجب طيب أردوغان لأنه هاجم نتانياهو بعد أن قتل قناصة اسرائيل متظاهرين فلسطينيين لم يحملوا سلاحاً. عندي أسباب لانتقاد اردوغان لكن عندما يختلف اردوغان مع اسرائيل فأنا أؤيده من كل قلبي.
نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع