توقيت القاهرة المحلي 23:13:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (بوتين سيء وأفضل من نتانياهو)

  مصر اليوم -

عيون وآذان بوتين سيء وأفضل من نتانياهو

بقلم : جهاد الخازن

 لولا وجود بنيامين نتانياهو لكان فلاديمير بوتين أسوأ رئيس دولة في العالم. بالمقارنة مع رئيس وزراء إسرائيل يصبح رئيس جمهورية روسيا «الأم تيريزا»، إلا أنه بالمقارنة مع قادة آخرين يصبح دكتاتوراً، ولن أقول من النازيين الجدد.

كنت أكتب مقالاً عن بوتين عندما سقط 17 فلسطينياً برصاص الاحتلال في «يوم الأرض» ومعهم مئات الجرحى فأعدت كتابة هذه المقدمة، ونتانياهو يهدد بمزيد من القتل. هو قاتل الأطفال في غزة، ومجرم حرب لا شبيه له في العالم كله اليوم. وزير دفاعه أفيغدور ليبرمان يهدد مثله بقتل مزيد من الفلسطينيين، إذا طالبوا بحقهم.

أقول عن نفسي، وأتحدى إسرائيل كلها أن تقابلني في محكمة في لندن، إن إسرائيل كلها أرض فلسطينية محتلة، وإن اليهود لا حق لهم في فلسطين اليوم أو في أي يوم سبق، فقد كان هناك يهود في بلادنا، من جزيرة العرب إلى بلاد الشام وحتى شمال أفريقيا إلا أنهم لم يحكموا يوماً.

رأيت واجباً أن أسجل رأيي في نتانياهو وليبرمان ومجرمي الحرب الآخرين في حكومة إسرائيل قبل أن أعود إلى موضوعي الأصلي وهو بوتين، والمواجهة مع بريطانيا وحلفائها.

وزارة الخارجية الروسية طلبت من بريطانيا سحب حوالى 50 ديبلوماسياً ليصبح عدد الديبلوماسيين من كل بلد في البلد الآخر متساوياً. أقول إن لبريطانيا ديبلوماسيين ولروسيا جواسيس. أعرف رئيسة الوزراء تيريزا ماي وأرى أنها سيدة فاضلة عادلة معتدلة، وأنصحها بصفتي أحمل الجنسية البريطانية أن تقطع العلاقات الدdبلوماسية مع روسيا فلاديمير بوتين، فهو رئيس عصابة لا دولة عضو في الأمم المتحدة ولها حق الفيتو في مجلس الأمن.

روسيا قتلت ألكسندر ليتفيننكو في بريطانيا وهي حاولت قتل سيرغي سكريبال وابنته يوليا بغاز سام، وحكومتها من الوقاحة أن تطلب مقابلة يوليا بعد محاولة قتلها. مرة أخرى أقول للسيدة ماي أن ترفض الطلب الروسي.

روسيا ردت على طرد الجواسيس الروس من بريطانيا بطرد 23 ديبلوماسياً بريطانياً وإغلاق القنصلية البريطانية في بطرسبورغ وإغلاق مكاتب المجلس الثقافي البريطاني.

حلفاء بريطانيا وقفوا معها وقد طرِد أكثر من 150 «ديبلوماسياً» روسياً من الولايات المتحدة ودول أخرى في الحلف الأطلسي وأيضاً حلفاء. وقد ردت روسيا بطرد ديبلوماسيين من دول عدة، أكثرها أعضاء في الاتحاد الأوروبي.

لعل بريطانيا تعيد النظر في قرارها الانسحاب من الاتحاد مع وقوف غالبية من الأعضاء معها. لم أصوّت في الاستفتاء على البقاء أو الانسحاب، إلا أنني كنت ولا أزال مع بقاء بريطانيا جزءاً من الاتحاد الأوروبي، فهذا أفضل لمواطنيها ولاقتصادها ولمستقبلها.

بوتين لا يزال ينكر تسميم الجاسوس السابق وابنته التي بدأت تتعافى، إلا أن العنصر «نوفيشوك» السام كانت روسيا أنتجته في الحرب الباردة ثم زعمت أنها دمرت كل ما عندها من عناصر سامة بعد نهاية الحرب الباردة. هذا كذب لأن سيرغي سكريبال واجه الموت بمادة سامة من المعروف أنها انتجت في روسيا، وقبله قتلت روسيا ليتفيننكو أيضاً بالسم وزوجته لا تزال تطالب بالعدالة.

ربما كنت عاملت الموضوع كله بشكل أخف لولا أن روسيا موجودة في سورية وهي وإيران تؤيدان النظام ضد المعارضة.

لست معجباً بالمعارضة السورية أبداً، إلا أنني أكره الموقف الروسي أيضاً، فالحكومة في موسكو استغلت الحرب الأهلية السورية لتبني قواعد بحرية وجوية لها في سورية، ما يعني وجودها في حوض البحر الأبيض المتوسط.

الطائرات الحربية الروسية تقتل المدنيين في سورية فهجماتها عشوائية، وقد رأينا الدمار بين المدنيين في الغوطة، وهو ما فعلت روسيا قبل أي طرف آخر في القتال الدائر منذ 2011.

رجب طيب أردوغان انتصر للفلسطينيين بعد أن قتلت إسرائيل شباناً منهم، وأنا أشكر وأؤيد موقفه، إلا أن بوتين لم يفعل لنا شيئاً سوى قتل المدنيين السوريين الذين اعتبرتهم دائماً أهلي، لذلك أؤيد قطع العلاقات مع روسيا لا مجرد طرد جواسيسها الذين يدّعون أنهم ديبلوماسيون.

     نقلاً عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان بوتين سيء وأفضل من نتانياهو عيون وآذان بوتين سيء وأفضل من نتانياهو



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon