أكمل اليوم مع السياسة الخارجية للرئيس دونالد ترامب وقضايا يعالجها بالخطأ بعد الخطأ. الرئيس ترامب له، أو عليه، التالي:
- هو قال سنة 2008 إن الولايات المتحدة تواجه حول العالم أنظمة فاسدة ومنها روسيا والصين. هو انسحب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية وتبعته روسيا التي قالت إنها ستطور منظومة جديدة من الصواريخ العابرة القارات.
- هو زعم أنه قبل سنة تعهد القضاء على «داعش»، وقد نجح في تنفيذ ما وعد به فـ«داعش» خسر ما يقرب من مئة في المئة من الأرض التي كان يسيطر عليها في العراق وسورية.
- في أفغانستان قال إن القوات الاميركية تحارب الى جانب قوات أفغانستان وزاد ان الحلفاء هناك لا يقولون متى تنتهي المواجهة.
- ترامب أيضاً فاخر بنقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس، وقال إن مجلس الشيوخ أيد بالإجماع نقل السفارة. إدارة ترامب أوقفت أخيراً كل المساعدات للفلسطينيين، وقيادة هؤلاء رفضت استقبال مبعوث اميركي فجرى الاتصال عن طريق الانترنت. ما سبق معروف فأزيد عليه اليوم إن معاهدة وقف الأسلحة النووية في خطر الانهيار. هذا الاتفاق وقع سنة 1987، إلا أن إدارة ترامب تقول الآن إن الروس خانوا نصّ الاتفاق وروحه، وعملوا على انتاج أسلحة يحظرها الاتفاق. روسيا اتهمت الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق وردت بانسحاب مماثل. في سبعينات القرن الماضي روسيا كشفت صاروخها إس إس - 20 وهو قادر على أن يصيب أي أهداف في اوروبا. الولايات المتحدة ردت بوضع صواريخ كروز وبيرشنغ في دول اوروبية عدة. الاتفاق النووي كان مفيداً إلا أن خروج الولايات المتحدة وروسيا منه يهدد بعودة الحرب الباردة.
في الأخبار الأخرى سؤال يتردد باستمرار هو هل سيعلن الرئيس ترامب طوارئ وطنية ليحصل على المال اللازم لبناء جدار مع المكسيك يمنع طلاب الهجرة الى الولايات المتحدة من دخولها.
الجمهوريون في مجلس الشيوخ يشعرون أن الرئيس وضعهم في مأزق فبعضهم لا يريد الجدار، ورئيس الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السناتور ميتش ماكونيل حذر الرئيس ترامب في جلسة خاصة من المضي في جهوده للحصول على تمويل لبناء الجدار.
الرئيس ترامب قال أخيراً إن إعلان طوارئ وطنية ممكن، إلا أن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تستطيع أن تطلع بخطة لوقف طموحات ترامب لبناء الجدار. هي تستطيع أن تطلب من مجلس الشيوخ التصويت على طلب ترامب، وإذا فعلت فالأرجح أن بعض الأعضاء الجمهوريين لا يريد أن يسير مع ترامب في بناء الجدار وقد يصوتون ضد بنائه.
هذا الأسبوع تم التوصل الى مشروع اتفاق لتخصيص 1.375 بليون دولار لتمويل حاجز على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وهذا المبلغ أقل مما كان معروضاً قبل سنة، ليجري التصويت عليه في مجلسي الكونغرس على أمل أن يوقعه ترامب تفادياً لإستئناف الإغلاق الجزئي للحكومة منتصف هذه الليلة.
ما سبق ليس كل شيء فمدعون عامون فدراليون طلبوا من لجنة تنصيب دونالد ترامب أن تسلم المدّعين وثائق عن التنصيب وعن الذين تبرعوا لحملة ترامب وعن نشاط أنصاره من المتبرعين.
المدعون يريدون وثائق عن المتبرعين لترامب وعن ضيوف حفلة تنصيب الرئيس والتذاكر لحضور الحفلة والصور مع الرئيس. كان التحقيق في البداية عن علاقة دونالد ترامب مع روسيا، وعن تدخل روسيا في انتخابات 2016. إلا أنه الآن زاد على هذا كثيراً، فهو يتجاوز تحقيق المحقق الخاص روبرت مولر ليشمل أعمال ترامب وحملته الانتخابية وتنصيبه ورئاسته حتى الآن.
هل يستطيع دونالد ترامب أن ينجو من التحقيق ونتائجه؟ يبدو ذلك صعباً وربما ازداد صعوبة مع كل طلب جديد للمحققين.
نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع