توقيت القاهرة المحلي 08:28:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرئاسة الأميركية بين المضحك والمبكي

  مصر اليوم -

الرئاسة الأميركية بين المضحك والمبكي

جهاد الخازن

 انتخابات الرئاسة الأميركية تجمع بين المضحك والمبكي. أضحك وأنا أسمع كلام غالبية من حوالى 30 مرشحاً جمهورياً وديموقراطياً للرئاسة، وأبكي عندما أتذكر أن واحداً منهم قد يصبح رئيساً وندفع نحن ثمن جهله.

كل المرشحين الجمهوريين يريد عودة القوات الأميركية إلى العراق واحتلاله من جديد، وكلهم تقريباً يعارض الاتفاق مع إيران على برنامجها النووي. الحاكم سكوت ووكر أعلن أنه سيلغي الاتفاق، ويعيد فرض العقوبات، والسيناتور ماركو روبيو قال أنه سيعطي آيات الله خياراً بين اقتصاد أو برنامج نووي، وأرجح أن آخرين قالوا: إيران؟ أين هي؟ أو: اتفاق؟ ما هو؟
جيب بوش وراند بول الجمهوريان ربما كانا الأفضل معرفة بالسياسة الخارجية، فالأول ابن رئيس وشقيق رئيس، وقد سمعته يتكلم في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس وجورج بوش الابن رئيساً، ولم يؤيد سياسة أخيه. أما الثاني راند بول فيعارض الحروب الخارجية مثل أبيه رون بول قبله.

بين الديموقراطيين، هيلاري كلينتون تملك أوسع معرفة في السياسة الخارجية، أولاً كزوجة رئيس وثانياً كوزيرة، وهي معتدلة بعيدة من المغامرات العسكرية، مع أنها تريد بناء قوات مسلحة قادرة على التدخل إذا دعت الحاجة.

يبقى المهرج دونالد ترامب أكثر المرشحين مدعاة لضحك العربي أو بكائه، فهو يعرف من السياسة الخارجية بمقدار ما أعرف أنا من اللغة الصينية، ولعله يعتقد أن العلاقات الخارجية معاكسة امرأة أوروبية. هو يريد بناء جدار بين المكسيك والولايات المتحدة لمنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين على بلاده. إلا أنه قبل بناء السور، يريد طرد المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة.

الخبراء يقولون أن الهدفين هذين يستحيل تنفيذهما، فالسور سيكون طوله حوالى 3200 كيلومتر، ما يذكرنا بسور الصين وجدار برلين. أما المهاجرون غير الشرعيين فهم في أساس اقتصاد ولايات أميركية كثيرة مثل كاليفورنيا التي تنتج 13 في المئة من الدخل القومي كله. في كاليفورنيا ونيفادا وتكساس ونيو جيرسي يزيد عدد العاملين من المهاجرين غير الشرعيين أضعافاً على نسبة البطالة المحلية، ما يعني أن طردهم سيؤدي إلى تدمير اقتصاد هذه الولايات.

ومع الحدود والمهاجرين يريد ترامب أن تغلق شركات صنع السيارات الأميركية مصانعها في المكسيك وتنقلها إلى الولايات المتحدة. وهذا مستحيل آخر لأن المصانع موجودة في المكسيك لرخص اليد العاملة فيها بالمقارنة بالولايات المتحدة، والشركات الأميركية ستفقد كثيراً من قدرتها على المنافسة إذا ارتفعت نفقات صنع السيارات الأميركية.

بكلام آخر، دونالد ترامب مهرج إلا أنه يظل يتمتع بأوسع تأييد بين الناخبين الجمهوريين للرئاسة. الأميركيون يقولون عن الذي يتكلم ويخطئ أنه يضع قدمه في فمه. بهذا المقياس، ترامب يضع قدميه في فمه كل يوم، وهو يصر على أنه لا يخطئ وإنما الخطأ من خصومه. وقد هاجم المرشحين لندسي غراهام وراند بول ومعهما من نجوم التلفزيون ميغين كيلي وروزي أودفيل. وكانت كيلي أحرجته بأسئلتها عن عدائه للنساء وفق تصريحات مسجلة، إلا أنه أنكر ذلك وأصر على أنه يحترم النساء، وأن العاملات منهن في مكتبه يتقاضين مرتبات تساوي مرتبات الرجال.

وأختم بالمرشحة للرئاسة عن الحزب الجمهوري كارلي فيورينا فقد نبش خصومها خطاباً لها ألقته وهي رئيسة شركة هيوليت باكارد في 26 - 9 - 2001، وأبدت فيه خوفها على الموظفين المسلمين في شركتها من ردود الفعل على الإرهاب الذي ضرب نيويورك وواشنطن قبل نحو أسبوعين. فيورينا تحدثت عن مساهمة الحضارة الإسلامية في الإرث الأميركي. وكان تخوفها في محله لأن 11 جريمة كره سجلت بعد الإرهاب، وقتِل مسلم في كاليفورنيا بعد يومين من خطابها.
ثم أخشى أن يرشح الجمهوريون مهرجاً للرئاسة بدل امرأة ناجحة صادقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئاسة الأميركية بين المضحك والمبكي الرئاسة الأميركية بين المضحك والمبكي



GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الزلزال الأمريكى

GMT 08:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الثروة الغائبة!

GMT 08:23 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

منال عوض ميخائيل!

GMT 08:21 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

بين 2019 و2024

GMT 08:19 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

صراع قوى أم صراع حضارات؟

GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon