توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تجربة العمر: صحة ولا حاجة إلى الناس

  مصر اليوم -

تجربة العمر صحة ولا حاجة إلى الناس

جهاد الخازن


تجربة العمر هي صحة، وأهميتها لا تحتاج إلى شرح، واستقلال، وهذه بمعنى عدم الحاجة إلى طلب شيء من الآخرين.
كنت أحدث طلاباً عرباً بعد جلسة عمل، وهم طلبوا مني أن أحكي لهم قصصاً من تجربتي الصحافية، غير أن الحديث انتقل من موضوع إلى آخر، وانتهيت بإعطائهم حكمتي المنزلية في الحياة الدنيا.
حكيت لهم كيف شكَوت إلى أخي الأصغر يوماً من أنني أتلقى طلبات للمساعدة وأحاول وأنجح مرة وأفشل عشر مرات. أخي قال: ألف مرة يحتاج إليك الناس ولا مرة تحتاج أنت إلى أحد. استغربت أن يبدي مثل هذا الرأي أخ لم يشتهر في أوساط العائلة بالحكمة. قلت للطلاب أن يطلب إنسان مساعدة غيره عمل خير، ولكن أن يطلب لنفسه تسوّل.
كنت أراجع عمل النهار في المساء وأحاسب نفسي ووجدت أنني قصّرت مع الطلاب فقد كانت هناك نقاط أخرى تستحق التوقف عندها مثل عنصر الحظ في النجاح والاستقلال عن الآخرين، إلا أن الحظ ليس في يد أحد منا مع أنني وجدته التفسير الوحيد لنجاح بعض الناس.
ثمة عنصر آخر أمهد له بقصة فبعد المدرسة الثانوية في لندن، أختارت ابنتي أن تتوقف عن الدراسة سنة لكسب خبرة عملية، وهذا تقليد متّبَع في إنكلترا، قبل دخول الجامعة. بعد نهاية السنة ذهبت البنت إلى جامعة كامبردج، ووقفت أمام رئيسة قسم قبول الطلاب، وملف دراستها وسنة الخبرة أمام أعضاء اللجنة. قالت رئيسة اللجنة لها إنها لاحظت أنها في السنة الماضية عملت في بي بي سي و «الغارديان» في لندن، وفي «الهيرالد تريبيون» في باريس («نيويورك تايمز» الآن)، وسألت البنت كيف استطاعت تحقيق كل هذا؟ ردت البنت أن أباها صحافي وله اتصالات، وقد ساعدها على توفير ما تريد من عمل.
رئيسة لجنة القبول، وهي أكاديمية في واحدة من أهم جامعات العالم، قالت لابنتي: عظيم، ليكن هذا درساً لك. إذا كانت عندك وساطة (واسطة بالعاميّة) فاستعمليها.
الوساطة غير الوقوف على أبواب الناس للسؤال، فالاستقلال الذي بدأت به يعني عدم الحاجة إلى السؤال، لأن سؤال الناس هو إما عن حاجة، أو فقر أخلاق ونفوس. الوساطة تعني أن يستغل الإنسان ما هو متوافر له من دون الهبوط إلى درك التسوّل.
إذا تخرّج شاب أو شابة في الجامعة قد يستعمل نفوذ أب أو عمّ أو خال في البحث عن وظيفة تليق بمؤهلاته الدراسية. أو قد يطلب مساعدة أساتذته في الانتقال إلى جامعة كبرى في الخارج لإكمال دراسته. هو قد يطلب من رئيسه في العمل أن يؤمن له الانتقال إلى فرع للشركة في الخارج يضمن له مرتباً أكبر وفرص تقدم أوسع. أو قد يطلب من ثري تمويل تعليم طالب ذكي يفتقر إلى القدرة المالية، وهكذا.
حاولت أن أكون دقيقاً في جمع المعلومات عن الوساطة وشرح الفرق بينها وبين التسوّل المرذول. وعدت إلى «لسان العرب» وأضعت وقتي في الفرق بين وَسَط ووَسْط ولم أجد سوى كلمتي التوسيط والتوسط بمعنى آخر. وجدت الوساطة في قواميس أخرى على الإنترنت بمعنى واسطة أو شفاعة كما أريد.
أرجّح أن أعود إلى الطلاب في جامعتهم خلال أشهر، فلا ألغي حكمتي المنزلية عن الصحة والاستقلال، أو الحظ الذي أجده من نوع هيولى، وهي كلمة تعلمناها في صف الفلسفة وتعني الأصل أو المادة، وهي واحدة في جميع الأشــياء، في الجماد والنبات والحيوان. أقول إذا توافر للإنسان حظ فهو يكفي ويزيد.
غير أن الحظ ليس في متناول اليد فأزيد للطلاب الوساطة التي رحّبت بها أكاديمية بريطانية لا أملك «المواصفات» لمعارضتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربة العمر صحة ولا حاجة إلى الناس تجربة العمر صحة ولا حاجة إلى الناس



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon