توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سرقوا الأرض والآن الفلافل والزعتر

  مصر اليوم -

سرقوا الأرض والآن الفلافل والزعتر

جهاد الخازن

 بعد التبولة والكنافة أقرأ أن الفلافل والكبّة والليموناضة وعصير الرمّان والطحينة والزعتر إسرائيلية.

لا يكفي أنهم سرقوا الأرض وقتلوا أهلها أو شردوهم، فهناك حرب أخرى لسرقة أطعمة لا أزعم أنها فلسطينية فقط، وإنما هي عربية أقدَم من إسرائيل وخرافات التوراة كلها.

هذا موضوع أعود اليه عقداً بعد عقد، وكنت أيام الدراسة في جامعة جورجتاون أتردد على مقهى في مبنى ووترغيت المشهور، قرب شقتي المجاورة، وفوجئت يوماً بأن التبولة كتب عليها «سلطة إسرائيلية». كانت بلا توابل أو حامض أو زيت مع برغل خشن... يعني لا يكفي أنهم سرقوها، بل اعتدوا عليها مطبخياً.

بعد ذلك رأيت في برنامج تلفزيوني أميركي الثوب المطرز الفلسطيني يوصَف بأنه من التراث الإسرائيلي، كأن مهاجرة اشكنازية طرزته. وقد ادّعوا يوماً أن بعض أشهر الأطعمة الشامية، من نوع الحمص والباذنجان المتبل، إسرائيلي ما يبرر حرباً أخرى.

اليوم أعود الى الموضوع بعد أن وجدت في سوبرماركت قرب البيت من مجموعة «ويتروز» العالمية نشرة دعائية من 32 صفحة عنوانها «مذاق إسرائيل» وتضم الأطعمة التي بدأت بها.

الفلافل، أو الطعمية، جزء من العرب والعروبة والانتماء، فكيف أصبح المستوطنون يدّعون اختراعها؟ هل هناك مصري أو شامي لم يأكل ساندويش فلافل صغيراً كبيراً؟ سجلت مرة أنني عندما زرت حلب أول مرة لاحظت أن الطحينة (أو الطراطور باللهجة المحلية) بيضاء، وسألت البائع فقال: لبَن حبَّاب، لبن.

في البيت كنا «نمارس» الليموناضة، ثم أقرأ في الدعاية لإسرائيل أن اسمها «ليمونانا» مع شرح أن ليمون كلمة عبرية... يعني أضعنا الليمون الحامض بعد الأرض ومَنْ عليها.

أسوأ من ذلك الزعتر، فهو جزء من الفطور في أي بيت سوري أو أردني أو لبناني أو فلسطيني. والزميلة العزيزة فاتنة تأتيني به من الضفة الغربية لأنه هناك «أطعَم» من غيره. أما عصير الرمّان فكنا نعرفه في البيت، أو في الشارع. ولا أنسى بائع عصير الرمان عند مدخل سوق الحميدية في دمشق. كذلك لا أنسى «الحلوى» فهي أيضاً ضمن تراث إسرائيل مع أن الأصل تركي حتماً والمطبخ العربي نقل عنهم.

أقول ما يقول الفلسطينيون: أخدوا حيفا ما حكيناش. أخدوا يافا ما حكيناش. ياخدوا الزعتر؟ والله لندبحهم.

وكلمة جد، حربي ضد اسرائيل وقف على المقاطعة، ناساً وبضائع. وكنت بعد بدء عملية السلام في التسعينات معها وأشجع أبو عمّار على المضي فيها، وقررت يوماً أن أنهي مقاطعتي لمتاجر «ماركس اند سبنسر» البريطانية لأن السلام قادم. هو إنتكس وعدت الى المقاطعة، والآن قررت أن أضم مجموعة «ويتروز» الى المقاطعة بعدما ارتكبوا بحق الكبّة والفلافل والزعتر وغيرها.

لست وحدي، فقد قرأت بضع عشرة رسالة الكترونية تقاطع أو تنتقد. مثلاً:

- غيل: آخر مرة كنت في المنطقة كان الاسرائيليون مضيافين. أطعموني غازاً مسيلاً للدموع وماء ملوثاً. لا «ويتروز» بعد اليوم.

- روي: لا شيء «أطعَم» من فلافل مع جرعة عنصرية.

- لوسي: «ويتروز» إخجلوا من أنفسكم. هناك خيارات أفضل من اختياراتكم العنصرية.

- تيري: مخيب للآمال جداً. أوقفوا هذا الرياء.

أقول العالم كله ضاق بإسرائيل، وأطالب بحرب سلاحها الملاعق والشوَك إذا لم يعترف الغزاة بسرقة الفلافل والزعتر والكبّة و...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سرقوا الأرض والآن الفلافل والزعتر سرقوا الأرض والآن الفلافل والزعتر



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon