توقيت القاهرة المحلي 23:14:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (أخطاء في فهم الإسلام)

  مصر اليوم -

عيون وآذان أخطاء في فهم الإسلام

جهاد الخازن

المؤرخ والروائي البريطاني توم هولاند كتب مقالاً لجريدة «صنداي تايمز» البريطانية عنوانه «إمبراطورية السيف الأبدية» وتحته: الصور الفظيعة التي نشرها تنظيم «داعش» على مواقع الميديا الاجتماعية وصدمت العالم، إلا أنها لمرتكبي الجرائم دليل فتوحات مُورست عبر ألوف السنوات في الشرق الأوسط ويُبيحها (أو يُقرّها) القرآن.
كنت سأتجاوز الموضوع لولا آخر كلمتين في الفقرة السابقة، والجريدة الناشرة نافذة ورصينة والكاتب مؤرخ ثقة في ميدان اختصاصه.
القرآن الكريم لا يُقر القتل، والمؤرخ هولاند ذكّرني عبر مقاله كله بشعرٍ لأبي نواس الذي قال: فقلْ لمن يدّعي في العلم فلسفة/ حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء. وبعده: لا تحظر العفو إن كنت امرأً حرجاً/ فإنّ حظرَكَه في الدين إزراء.
وهكذا وجدت أن توم هولاند المؤرخ الخبير، خصوصاً في الإمبراطورية الفارسية، لا يعرف ما يعرف شاعر ماجن. المؤرخ يشير إلى مغني «راب» من منطقة ميدافيل في لندن انضم إلى الإرهابيين من «داعش» بعد أن بث صورة له وفي يده رأس رجل من ضحايا الإرهاب. البريطاني الذي تحوَّل من مغنٍّ إلى ارهابي اسمه عبدالماجد (أو المجيد) عبدالباري (وشهرته أبو كلاشنيكوف) وبعد أن يسجل هولاند اسمه كاملاً يعود إليه وهو يعتقد أن اسم أسرته باري، مع أن الاسم هذا من أسماء الله الحسنى، وعبدالباري كلمة واحدة. يبدو أن الكاتب لا يعرف أن «الباري» مرادف اسم الجلالة الله بالعربية، فيجعل اسم أسرة الإرهابي من أسماء الله تعالى.
المقال يشير مرة بعد مرة إلى الدولة الآشورية وفصل الرؤوس عن الأجساد لإرهاب الخصوم، إلا أن هذه الدولة قامت بين القرنين التاسع والسابع قبل الميلاد، أي سبق تأسيسها الدولة الإسلامية بخمسة عشر قرناً، وإرهابيو «داعش» لا يفهمون القرآن الكريم، وأشك كثيراً في أنهم سمعوا بملوك الآشوريين وتمثلوا بهم.
الإسلام دين سلام، والنبي محمد قاتل بعض العشائر اليهودية في المدينة بعد أن تآمرت عليه، إلا أنه لم يقاتل كل اليهود وكانت بين أزواجه يهوديات، وحتماً القرآن الكريم يرفع عيسى وأمه مريم إلى مرتبة لا توجد إطلاقاً في العهد الجديد، أو كتاب النصارى.
أيضاً أُدين كل مَنْ يختار من القرآن نصف آية، وعلى طريقة «ويل للمصلين» أو «لا تقربوا الصلاة...» لا أعتقد أن توم هولاند من هؤلاء، إلا أنه عندما يستند إلى آية يجب أن يقولها كاملة.
القرآن الكريم يقول:
- فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلّوا سبيلهم إن الله غفور رحيم ( التوبة 5).
وهكذا فالآية تتحدث عن المشركين لا أهل الكتاب من يهود ونصارى، وتنتهي بتخلية سبيلهم إذا تابوا وتذكّر المؤمنين بأن الله غفور رحيم.
الآية التالية في السورة نفسها تقول: وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون (التوبة 6). هذه آية لا تحتاج إلى شرح. وأكمل من القرآن الكريم:
- وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين (البقرة 190).
- واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين (البقرة 191).
الآيتان أوضح من أن تحتاجا إلى شرح، فالله يقول للمؤمنين لا تعتدوا ويحضّهم على قتال الذين بدأوا بقتالهم، ويحذر من الفتنة.
أخيراً، يتحدث توم هولاند عن سيفٍ لرسول الله اسمه «ذو الفقار». هذا السيف غنمه رسول الله في معركة بدر وأعطاه في معركة أحد لعلي بن أبي طالب الذي دافع عن رسول الله، ومشركو قريش يحاولون الوصول إليه. ونسمع منذ ذلك الحين «لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذوالفقار»، وهو حديث إسناده ضعيف.
هناك أعداء يريدون تصوير المسلمين جميعاً كأنهم إرهابيون. وحتى العالم المنصف يخطئ أحياناً ويدفع المسلمون كلهم الثمن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان أخطاء في فهم الإسلام عيون وآذان أخطاء في فهم الإسلام



GMT 21:16 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon