توقيت القاهرة المحلي 18:22:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (الاهتمام بالبحرين ليس بريئاً)

  مصر اليوم -

عيون وآذان الاهتمام بالبحرين ليس بريئاً

جهاد الخازن

البحرين تتعرض هذه الأيام لحملة جديدة في الميديا الغربية، خصوصاً الأميركية، بعد اعتقال المعارضة مريم الخواجة في المطار ثم تجريدها من جنسيتها.
الحملة على البحرين هذا الشهر ذكرتني بحملة مماثلة في تموز (يوليو) الماضي بعد طرد مساعد وزير الخارجية الأميركي توم مالنوفسكي من البحرين لاجتماعه مع قادة جماعة الوفاق، وهم آيات الله ودرسوا في قم.
لا أستطيع في عجالة صحافية سوى الاختصار، وأختار مثلاً مجلس التحرير في «واشنطن بوست» الذي يضم صحافيين مهنيين وبعض غلاة المتطرفين الليكوديين الذين أيّدوا كل حرب على العرب والمسلمين، فأذكر فضيحة إيران - كونترا.
مريم الخواجة اعتُقِلت في 30/8 ومجلس التحرير طلع علينا في 4/9 بافتتاحية عنوانها: اعتقال البحرين معارِضة يتطلب احتجاجاً حازماً من واشنطن. العنوان تحريضي والافتتاحية اتهمت دولاً ذات خلافات أمنية مع الولايات المتحدة بأنها قمعت معارضين مدنيين يؤيّدون الغرب وأهانوا كبار مبعوثي وزراة الخارجية، وبين أبرز هذه الدول البحرين.
أقول إن الذي كتب الافتتاحية كاذب أو حمار، فالمعارضة في البحرين، كما تمثلها الوفاق، تتبع ايران وتسعى الى إقامة نظام ولاية الفقيه. وأنصارها في مجلس التحرير يريدون قاعدة ايرانية على حدود السعودية والإمارات لينشغل العرب والمسلمون بعضهم ببعض ولينسوا مصر أو فلسطين.
الحملة الحالية لا تختلف بشيء عن حملة تموز الماضي عندما نشر مجلس تحرير الجريدة افتتاحية عنوانها: يجب أن تأخذ الولايات المتحدة موقفاً أقوى إزاء البحرين بعد طرد مسؤول (أميركي) كبير. هذه الافتتاحية عطفت على مصر وسجن ثلاثة صحافيين وقالت إن «الدكتاتوريين» العرب يتحدّون أميركا ويهينونها.
المعارضة في البحرين لها مطالب محقة والإصلاحات مطلوبة، ولكن أسأل مَنْ أعطى الولايات المتحدة سلطة التدخل في شؤون أي دولة في الخارج، عربية أو غيرها؟ لماذا لا تمارس الإدارة الأميركية الديموقراطية في فيرغسون قبل أن تنتصر لها في بلادنا؟
في افتتاحية «واشنطن بوست» الأخيرة هناك إشارة إلى أن «بيت الحرية» أعطى مريم الخواجة جائزة الحرية. بيت الحرية هذا يضم ناساً محترمين ويضم أيضاً بعض غلاة الليكوديين أعداء العرب والمسلمين الذين لا يزالون يحلمون بحلف أميركي- إيراني ضدنا. وكان مجلس التحرير انتقد البحرين في افتتاحيتين في 19/9/2013 و16/11/2013 وعطف على دول عربية أخرى. وموقفه كما يقول المثل اللبناني: مش رمّانة قلوب ملانة. البحرين بلد صغير، والاهتمام المفرط به ليس مهنياً أو بريئاً.
بعض الحقائق:
- مريم الخواجة عمرها 27 سنة ولم تعرف البحرين إلا وهي في الرابعة عشرة بعد أن أقامت مع أهلها في الدنمارك وتحمل جنسيتها. وهي عادت وتعرف أنها ستُعتَقَل بسبب حملات شخصية كاذبة على كبار المسؤولين في «بلدها».
- أبوها عبدالهادي الخواجة أضرب عن الطعام أول مرة بعد أن تابع العالم إضراب المعتقلين الفلسطينيين في سجون إسرائيل عن الطعام. وهو أكل عندما جاع، وأضرب عن الطعام مرة ثانية في 26 من الشهر الماضي.
- البحرين بلد من دون موارد طبيعية. مع ذلك هو بلد مزدهر لأن الحكم فيه جعله مركزاً مصرفياً عالمياً وفتحه للسياحة الخليجية. وكنت أجمع مادة هذا المقال عندما قرأت أن بنك الاستثمار العربي الكبير انفستكورب، ومقره البحرين، باع مجموعة ميديا مالية أميركية (سبق أن اشترى تيفاني وغوتشي وساكس فيفث أفنيو).
- أيضاً قرأت في «واشنطن بوست» نفسها مقالاً عنوانه «مملكة في الخليج الفارسي ومفاجأة احتضان اليهود». سفيرة البحرين السابقة في واشنطن هدى نونو يهودية، والسفيرة في لندن الصديقة الكريمة أليس سمعان مسيحية.
أقول لعصابة الحرب والشر موتوا بغيظكم، فالبحرين أفضل منكم جميعاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان الاهتمام بالبحرين ليس بريئاً عيون وآذان الاهتمام بالبحرين ليس بريئاً



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon