توقيت القاهرة المحلي 17:57:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (اردوغان سيفوز برئاسة تركيا)

  مصر اليوم -

عيون وآذان اردوغان سيفوز برئاسة تركيا

جهاد الخازن

رجب طيب أردوغان سيفوز في أول انتخاب شعبي مباشر بالرئاسة التركية في العاشر من الشهر القادم. هو عمل منذ سنوات لتحويل سلطة رئيس الوزراء إلى رئيس الجمهورية بعد أن يخلف الرئيس الحالي عبدالله غل في المنصب.

ثمة أشياء كثيرة في سياسة رئيس وزراء تركيا الحالي أعترض عليها من تأييد جماعات إسلامية متطرفة الى دوره السلبي في الشؤون الداخلية لدول عربية عدة، مثل مصر وسورية والعراق، إلى محاولته إقامة تحالف عسكري - مالي مع قطر طمعاً في قيادة غير مستحقة للمنطقة.

أردوغان في المقابل ذكي جداً وله إنجازات، فتركيا في ظل حزبه أصبحت قوة اقتصادية عظمى في الشرق الأوسط، وغالبية من الأتراك تؤيده بعد أن زاد الدخل القومي مرتين في عشر سنوات ودخل الفرد ثلاث مرات.

وكان الرئيس عبدالله غل وقّع أخيراً قانوناً لبدء مفاوضات سلام رسمية مع الأكراد بعد ثلاثة عقود من الإرهاب، والقانون للتفاوض مع حزب العمال الكردستاني برئاسة عبدالله أوجلان لا بد أن يشجّع أكراد تركيا على التصويت لأردوغان في انتخابات الرئاسة. وأقرأ أن عدد هؤلاء الأكراد يبلغ خُمس سكان تركيا إلى ربعهم.

في الوقت نفسه، يضمن أردوغان تأييد الإسلاميين في بلاده والشرق الأوسط والعالم بانتصاره للفلسطينيين تحت الاحتلال، وحملاته على إسرائيل. كلنا يذكر الهجوم الإسرائيلي على أسطول السلام المتوجه إلى قطاع غزة عام 2010، وقبله بسنة حملة أردوغان على إسرائيل والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في جلسة خلال المؤتمر السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

الآن يخوض أردوغان حملة جديدة على إسرائيل بسبب عدوانها المسلّح على قطاع غزة، وهم اتهم إسرائيل بالإرهاب، كما جاء في كلامه بالتركية وفي الترجمة العربية لكلامه (الترجمة إلى الإنكـــليزية خــــلت من كلمة إرهاب)، وقال إنه إذا واصل بنيامين نتانياهو هذه السياسة سيظل وحيداً. أردوغان قال إن اسرائيل ألقت 400 طن من المتفجرات على أشقائنا في غزة... والموافقة على الوحشية هي وحشية بحد ذاتها.

أردوغان قال لأعضاء حزبه في البرلمان إن وقف إطلاق النار لا يكفي وإنما المطلوب وقف نهائي للقصف ورفع الحصار عن قطاع غزة.

مثل هذه المواقف تُكسبه شعبية كبيرة بين الأتراك والعرب وكل المسلمين، وتعوِّض كثيراً عن أخطائه، مثل دخوله مواجهة مع مواطنين أتراك بسبب حديقة في إسطنبول قرّر تحويلها إلى مركز تجاري، أو تهم الفساد التي تلاحق بعض رموز حزبه وأسرته.

يكفيني من مواقف أردوغان المتناقضة أنها تزعج إسرائيل كثيراً، وقرأت في الإعلام الليكودي أنه يحاول خطف الإنترنت، ويضيّق الـــخناق على خـــصومه من الصحافيين، ويقدم رشوة بملايين الدولارات لـــمؤيديه، وأن تهم التآمر ضد الجنرالات زائفة. ما أجد زائفاً أو مزيّفاً أو فجوراً هو بعض التهم الإسرائيلية ضد أردوغان، لأنها لا تُرفَق بأي دليل يثبتها.

الآن تحاول جماعة إسرائيلية غير حكومية، هي مركز حقوقي، مساعدة مواطنين قبارصة رفعوا قضية أمام محكمة جرائم الحرب الدولية تتهم تركيا بارتكاب جرائم حرب في غزوها الجزيرة عام 1974. أغرب ما في خبر «جيروزالم بوست» عن الموضوع قولها إن الإتراك في شمال قبرص كانوا 50 ألفاً قبل الغزو، وهم الآن مئة ألف مع تدفق «مستوطنين» أتراك على المنطقة.

شخصياً أؤيد وحدة قبرص، ولكن، توقفت عند كلمة «مستوطن» فهي تصف كل سكان إسرائيل لا مجرد المتدينين اليهود المتطرفين في الضفة الغربية.

رجب طيب أردوغان سيفوز بالرئاسة التركية رغم أخطائه وخطاياه، فقد أنجز ما يضمن له الفوز.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان اردوغان سيفوز برئاسة تركيا عيون وآذان اردوغان سيفوز برئاسة تركيا



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon