توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (عذرا حضرات القراء)

  مصر اليوم -

عيون وآذان عذرا حضرات القراء

جهاد الخازن

أعتذر من كل القراء. أرجو أن يسامحوني. كل يوم أفتح عيني على قتل أو إرهاب أو تدمير أو غلاء أو بلاء في عالمنا العربي السعيد بجهله، فإذا كتبت عن المادة المتوافرة أنكّد على القارئ عيشه، وإذا أهملتها لأختار موضوعاً خفيفاً أجد مَنْ يقول لي: انت فين والحب (الحرب) فين.
عندي مقالات خفيفة في القجّة، أو الحصّالة، أستعملها إذا كنت على سفر، أو مرض، لأنها غير مرتبطة بعنصر وقت، وقد هممت في الأيام الأخيرة ولم أفعل وكدت وليتني، ففي كل صباح أقرأ عن فلسطين وليبيا ومصر واليمن وسورية والعراق وأجد أنني لا أستطيع أن أهذر والأبرياء يُقتلون.
«بَرْدون» يا حضرات القراء، كما يقولون في لبنان. اعذروني. أنا وكل كتّاب «الحياة» والصحافة الجديدة والقديمة، ننقل الأخبار ونعلّق عليها إلا أننا لا نصنعها.
في الأيام الأخيرة حاولت أن أتحايل على الوضع. إذا غضبت من بلد أو وضع أحاول أن أهزأ منه بطرفة مناسبة. وبما أنني أشد غضباً على السياسة الإسرائيلية من أن أبتسم، فقد فكرت أن أختار ما يليق بالسياسة الأميركية التي ترعى الإرهاب الإسرائيلي.
في بيروت وجدت في «السوبرماركت» أنهم يبيعون التوت الشامي. لا فاكهة في العالم ألذ منه. الأميركيون يعرفون عشرة أنواع أو عشرين مما يسمونه Berry، وبعضها لذيذ فعلاً إلا أن لا شيء بينها يرقى إلى مرتبة التوت الشامي. بالتالي نحن أذكى من الأميركيين.
أو أستطيع أن أنتقم بالتوكؤ على التاريخ فالثورة الأميركية قامت ضد الضرائب، والأميركيون انتصروا، إلا أنهم الآن يدفعون أضعاف الضرائب التي ثاروا عليها وهم في مستعمرة بريطانية. نحن أذكى منهم، لا ندفع ضرائب لأننا لا نعمل.
اعتراضاتي ليست كلها على دول، وإنما منها على أفراد، وعطفاً على ما سبق سأل رجل: هل يستطيع الإنسان العيش من دون عقل؟ قيل له: كم عمرك؟ وكان هناك الذي سأل عن قمة الغباء. والرد: كم طولك؟
وعن الغباء أيضاً سُمِع رجل يتفلسف ويقول إنه إذا كان لأسرة ولدان، فالذكي يصبح طبيباً، والغبي رجل دين. قيل له: أخوك طبيب حتماً.
وأبقى مع الأفراد فالسيدة قالت للمصوّر إن الصورة لا تشبهها أبداً. وقال المصوّر: اشكري ربك.
عكس ما سبق تلك الشابة التي كانت جميلة كالحلم فأصبت بأرق.
في بلد عربي ديموقراطي حتى الثمالة، ويخضع لحكم القانون، جاء موظف لقبض مرتبه فقال له المدير: بعد أن خصمنا الضرائب الحكومية والضرائب المحلية واشتراك الضمان الاجتماعي وصندوق التقاعد، وضمان البطالة يبقى لنا عليك هذا الشهر مئة جنيه.
وعربي من بلد لم أعد أذكر اسمه قرر السياحة في إيطاليا وسئل هل سيزور فيزوفيوس. وسأل بدوره: ما هو هذا؟ قيل له إنه بركان يقذف حمماً. قال: ما في لزوم هذا ما تفعل زوجتي في البيت كل يوم.
رداً على ما سبق قالــت امرأة إن زوجها يذكرها بالبحر. قيل لها هل السبب أنه غامض وعميق؟ قالت: لا، ولكن عــندما أراه أشعر بدوار.
عندي قصص أخرى أجمعها للقراء أملاً باستدرار بسمة، ثم أنظر حولي وأجد الخراب في كل أركان الوطن، وأقرر أن أحتفظ بها ليوم آخر. وأعود فأقول إن عليّ أن أخفف على القارئ لا أن أزيد همّه، ثم يغلبني الحذر وأقرر أنه لا يجوز أن أهاذر القارئ وهو يتوقع برميلاً متفجراً فوق رأسه، أو زيارة إرهابيين من منظمة إرهابية بيته، أو انفجاراً في الشارع وهو في طريقه إلى العمل.
لا أعرف ما هو الخيار الصحيح ولكن أعرف أن العصفور لا يغرّد في القفص بل يبكي. هذا موسم البكاء، مع الاعتذار مجدداً من القراء.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان عذرا حضرات القراء عيون وآذان عذرا حضرات القراء



GMT 21:16 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon