توقيت القاهرة المحلي 23:14:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (قتل فلسطيني «كل ساعة»)

  مصر اليوم -

عيون وآذان قتل فلسطيني «كل ساعة»

جهاد الخازن

هناك صفحة على «فايسبوك» تدعو إلى قتل «إرهابي» فلسطيني كل ساعة حتى يعود ثلاثة أولاد إسرائيليين اختفوا في الضفة. كل فلسطيني مناضل من أجل الحرية، وكل إسرائيلي إرهابي محترف أو محتَمَل حتى تقوم دولة فلسطين.
الإرهابي بنيامين نتانياهو اتهم حماس بخطف الأولاد الثلاثة. سياسة الإرهاب والاحتلال والقتل والتدمير مسؤولة عن خطفهم قبل الخاطفين، سواء كانوا من حماس أو أي فصيل فلسطيني آخر. لولا الاحتلال والاستيطان والجرائم المرافقة لما خُطِفَ أحد.
نتانياهو اتهم حماس فور انتشار خبر اختفاء الأولاد الثلاثة وكرر التهمة. لم أدرس الصحافة في الجامعة وإنما العلوم السياسية ثم الأدب، إلا أنني عملت في وكالة الأنباء العربية في بيروت (رويترز بعد 1969) وتدربت في لندن وبيروت، وعملت العمر كله في الصحافة فليس لي عمل آخر من أي نوع.
ما تعلمتُ من أساطين الصحافة الإنكليز أن المتهم في جناية يُشار إليه بعبارة «المتَّهم المزعوم» حتى يُحاكم فإذا دين يصبح «المجرم»، وإذا انتهت المحكمة ببراءته يُضاف إلى اسمه لقب «السيد» وتسقط عبارة «المتَّهَم المزعوم». إذا استأنف الادعاء القضية تعود الصحافة إلى استعمال عبارة «المتهم المزعوم» حتى صدور حكم نهائي فإما «السيد» أو «المجرم».
نتانياهو اتهم حماس من دون بيِّنة فهو يقيس كل الناس على مقياس نفسه في الجريمة. شخصياً، أدين خطف الأولاد الثلاثة كما أدين قتل الأولاد الفلسطينيين برصاص الاحتلال، وهو ما حدث مع ضحيتين من هؤلاء أخيراً. إلا أن نتانياهو يرأس حكومة تقتل ويريد من الضحايا أن يرشّوا جنود الاحتلال بماء الزهر كأن الجميع في حفلة زفاف.
الحكومة الإسرائيلية الحالية جريمة بحق إسرائيل واليهود حول العالم، كما أنها جريمة بحق الفلسطينيين، أصحاب الأرض الوحيدين. وإن كنت قبلت مع السلطة الوطنية دولة مستقلة للفلسطينيين في 22 في المئة من أرضهم التاريخية، فان القبول لمجرد حفظ الأرواح ولا يلغي أن فلسطين من البحر إلى النهر، وأن كل اليهود الخزر الأشكناز، وهم ليسوا يهوداً في الأصل، احتلوا فلسطين للفرار من عنصرية الغرب ضدهم، وساعدهم الغرب بعد المحرقة النازية حتى لا يذكّره وجودهم في أوروبا بقتل ستة ملايين يهودي في أفران الغاز النازية.
في الحكم في إسرائيل اليوم هناك مجرمون من نوع النازيين، وإن كان النازيون قتلوا اليهود بالجملة فان حكومات إسرائيل برئاسة نتانياهو وكل رؤساء الوزارة المجرمين قبله من نوع ارييل شارون، قتلوا الفلسطينيين بالمفرّق لعدم وجود أعداد كافية، ولدور الميديا في مراقبة الأحداث كما لم يكن موجوداً في ثلاثينات أو أربعينات القرن الماضي.
اليوم حكومة نتانياهو تعتقل الفلسطينيين على الشبهة وتهدد بطردهم، مع أن من المستحيل أن يكون لعشرات منهم دور في خطف الأولاد الإسرائيليين الثلاثة، وإنما هي فرصة أخرى أمام نتانياهو لسجن الفلسطينيين أو طردهم من بلادهم، فلعله كان يصلي للشيطان أن يُخطَف أولاد أو يُقتَلوا ليجد العذر في اضطهاد مزيد من الفلسطينيين.
حكومة الجريمة لا تخدع أحداً، فلوبي إسرائيل قد يستطيع شراء أعضاء فاسدين في مجلسي الكونغرس الأميركي إلا أنه لا يستطيع أن يشتري المشترعين في كل بلد. أهم من ذلك أنه لا يستطيع أن يشتري الكنائس، ومَثل واحد يكفي فقد تزامنت الحملة على الفلسطينيين مع قراءتي أن الكنيسة المنهجية الأميركية (من كنائس البروتستانت) انضمت إلى حملة مقاطعة إسرائيل بعد تردد طويل، وقررت مقاطعة شركة بريطانية تزود سجون إسرائيل بمعدات.
حكومة إسرائيل مجبولة بالإرهاب، مثل صفحة فايسبوك التي تدعو إلى قتل الفلسطينيين، وهي آخر مَنْ يتهم الناس بما فيها وبما تمارس كل يوم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان قتل فلسطيني «كل ساعة» عيون وآذان قتل فلسطيني «كل ساعة»



GMT 21:16 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon