توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (كرة القدم تركل السياسة)

  مصر اليوم -

عيون وآذان كرة القدم تركل السياسة

جهاد الخازن

يقال إن فريق كرة القدم الذي يلعب مباراة على أرضه وسط مشجعيه يستفيد بما يعادل هدفاً إضافياً ضدّ الفريق الزائر، وبطولة العالم في كرة القدم تفتتح اليوم بمباراة بين فريقي البرازيل وكرواتيا، ولن أتكهّن بنتيجة المباراة، إلا أن مقدمتي هذه تفترض أن البرازيل ستفوز ففريقها أقوى حتّى لو لم يكن يلعب على أرضه.
الجزائر أرسلت الفريق العربي الوحيد في بطولة 2014 وأتمنى أن يفوز من دون أن أتوقّع ذلك. فالفائز سيكون واحداً من الفرق الأقوى مثل البرازيل والأرجنتين وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وإنكلترا. وسمعت أن أسامه بن لادن أصدر بياناً قال فيه إن العرب لن يفوزوا بالكأس أبداً. وقال أنصاره إن هذا دليل على أنه لا يزال حياً، إلا أن الاستخبارات الأميركية قالت إن بيان بن لادن صحيح على مدى الستين سنة الماضية.
لو بنيت توقعاتي على دروس الماضي لقلت إن الفائز هذه السنة سيكون فريقاً من أميركا الجنوبية، فقد نظمت بطولة العالم في كرة القدم أربع مرّات في تلك القارة، وكان الفائز كلّ مرّة من أميركا الجنوبيّة. ما أستطيع أن أجزم به الآن هو أن الفائز سيكون فريقاً واحداً مع خيبة أمل 31 فريقاً آخر وأنصار الخاسرين من 31 دولة حول العالم.
لعبت كرة القدم في المدرسة الثانوية وشهدت بطولة العالم في ألمانيا 1974 وفرنسا 1998، لذلك فأنا أتكلّم عن بعض الخبرة ولكن أتجاوزها لأسجل ملاحظة يستطيع القارئ أن يرفضها هي أن من المستحيل أن لاعباً واحداً يمكن أن يضمن فوز فريق. بيليه لم يفعل. الفوز يأتي نتيجة لعب جماعي ومهارات كثيرة وليس عن طريق سوبر-لاعب.
الأرجنتين عندها ليونيل ميسي، وكان أفضل لاعب في العالم إلا أنه تراجع هذه السنة.
والبرتغال تفاخر برونالدو الذي يفاخر بنفسه فهو مغرور إلا أنه لاعب عظيم وغروره مبرر.
اثنان من أفضل اللاعبين العالميين هما لويس سواريز ودانيال ستاردج من فريق ليفربول وكلاهما يمثل بلده الآن، الأول مع فريق أورغواي التي فازت بأول بطولة سنة 1930، والثاني مع فريق إنكلترا التي فازت بالبطولة سنة 1966 ويضم فريقها أيضاً مهاجماً بارزاً هو وين روني.
لا أعتقد أن الثنائي ستاردج وروني يكفي لفوز إنكلترا بالبطولة. كذلك ديدييه دروغبا لن يحمل الكأس لساحل العاج، وماريو بالوتللي لن يضمن الفوز لإيطاليا، وداني الفيز لن يستطيع ذلك مع البرازيل.
إنكلترا التي اخترعت كرة القدم ليست من الفرق المرجّحة للفوز، ومباراتها الأولى في منايوس، عاصمة الأمازون قرب حدود بيرو، ستكون ضدّ إيطاليا التي تعتبر دائماً بين أقوى فرق البطولة. وقرأت: ما الفرق بين فريق إنكلترا وكيس شاي؟ الجواب: كيس الشاي يبقى في الكأس مدة أطول.
زرت منايوس مرّة على هامش كرنفال ريو، وقضيت أياماً في أدغال الأمازون، ورأيت أنهاراً تلتقي قرب منايوس لتشكل نهر الأمازون العظيم. غير أن الذكرى الباقية عندي هي عن حيوان صغير في حجم الضبّ يسمونه بالبرتغاليّة «الحيوان الكسول» لأنه يقضي نهاره معلقاً بغصن شجرة، ولا يتحرك طوال النهار إلا ليأكل. هذا الحيوان أذكى من كلّ البشر الذين يعملون وقد نسوا المثل «تركض ركض الوحوش، غير رزقك ما تحوش».
الفريق الفائز سيحوّش 35 مليون دولار، وكلّ فريق يخرج من الدورة الأولى سينال خمسة ملايين دولار، وبين الرقمين هناك 8 و9 و14 و20 و22 و25، وكلها ملايين الدولارات للفرق الخاسرة.
درست العلوم السياسية والأدب، وتخرجت لأحمل لقب صحافي أو «سي حافي» باللهجة المصرية، وأدركت ولات ساعة مندم أن العالم يفضل كرة القدم على السياسة، وأنني أكسب قروشاً وأن الذين يفكّرون بأقدامهم يجنون الملايين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان كرة القدم تركل السياسة عيون وآذان كرة القدم تركل السياسة



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon