توقيت القاهرة المحلي 23:14:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (كرة القدم تركل السياسة)

  مصر اليوم -

عيون وآذان كرة القدم تركل السياسة

جهاد الخازن

يقال إن فريق كرة القدم الذي يلعب مباراة على أرضه وسط مشجعيه يستفيد بما يعادل هدفاً إضافياً ضدّ الفريق الزائر، وبطولة العالم في كرة القدم تفتتح اليوم بمباراة بين فريقي البرازيل وكرواتيا، ولن أتكهّن بنتيجة المباراة، إلا أن مقدمتي هذه تفترض أن البرازيل ستفوز ففريقها أقوى حتّى لو لم يكن يلعب على أرضه.
الجزائر أرسلت الفريق العربي الوحيد في بطولة 2014 وأتمنى أن يفوز من دون أن أتوقّع ذلك. فالفائز سيكون واحداً من الفرق الأقوى مثل البرازيل والأرجنتين وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وإنكلترا. وسمعت أن أسامه بن لادن أصدر بياناً قال فيه إن العرب لن يفوزوا بالكأس أبداً. وقال أنصاره إن هذا دليل على أنه لا يزال حياً، إلا أن الاستخبارات الأميركية قالت إن بيان بن لادن صحيح على مدى الستين سنة الماضية.
لو بنيت توقعاتي على دروس الماضي لقلت إن الفائز هذه السنة سيكون فريقاً من أميركا الجنوبية، فقد نظمت بطولة العالم في كرة القدم أربع مرّات في تلك القارة، وكان الفائز كلّ مرّة من أميركا الجنوبيّة. ما أستطيع أن أجزم به الآن هو أن الفائز سيكون فريقاً واحداً مع خيبة أمل 31 فريقاً آخر وأنصار الخاسرين من 31 دولة حول العالم.
لعبت كرة القدم في المدرسة الثانوية وشهدت بطولة العالم في ألمانيا 1974 وفرنسا 1998، لذلك فأنا أتكلّم عن بعض الخبرة ولكن أتجاوزها لأسجل ملاحظة يستطيع القارئ أن يرفضها هي أن من المستحيل أن لاعباً واحداً يمكن أن يضمن فوز فريق. بيليه لم يفعل. الفوز يأتي نتيجة لعب جماعي ومهارات كثيرة وليس عن طريق سوبر-لاعب.
الأرجنتين عندها ليونيل ميسي، وكان أفضل لاعب في العالم إلا أنه تراجع هذه السنة.
والبرتغال تفاخر برونالدو الذي يفاخر بنفسه فهو مغرور إلا أنه لاعب عظيم وغروره مبرر.
اثنان من أفضل اللاعبين العالميين هما لويس سواريز ودانيال ستاردج من فريق ليفربول وكلاهما يمثل بلده الآن، الأول مع فريق أورغواي التي فازت بأول بطولة سنة 1930، والثاني مع فريق إنكلترا التي فازت بالبطولة سنة 1966 ويضم فريقها أيضاً مهاجماً بارزاً هو وين روني.
لا أعتقد أن الثنائي ستاردج وروني يكفي لفوز إنكلترا بالبطولة. كذلك ديدييه دروغبا لن يحمل الكأس لساحل العاج، وماريو بالوتللي لن يضمن الفوز لإيطاليا، وداني الفيز لن يستطيع ذلك مع البرازيل.
إنكلترا التي اخترعت كرة القدم ليست من الفرق المرجّحة للفوز، ومباراتها الأولى في منايوس، عاصمة الأمازون قرب حدود بيرو، ستكون ضدّ إيطاليا التي تعتبر دائماً بين أقوى فرق البطولة. وقرأت: ما الفرق بين فريق إنكلترا وكيس شاي؟ الجواب: كيس الشاي يبقى في الكأس مدة أطول.
زرت منايوس مرّة على هامش كرنفال ريو، وقضيت أياماً في أدغال الأمازون، ورأيت أنهاراً تلتقي قرب منايوس لتشكل نهر الأمازون العظيم. غير أن الذكرى الباقية عندي هي عن حيوان صغير في حجم الضبّ يسمونه بالبرتغاليّة «الحيوان الكسول» لأنه يقضي نهاره معلقاً بغصن شجرة، ولا يتحرك طوال النهار إلا ليأكل. هذا الحيوان أذكى من كلّ البشر الذين يعملون وقد نسوا المثل «تركض ركض الوحوش، غير رزقك ما تحوش».
الفريق الفائز سيحوّش 35 مليون دولار، وكلّ فريق يخرج من الدورة الأولى سينال خمسة ملايين دولار، وبين الرقمين هناك 8 و9 و14 و20 و22 و25، وكلها ملايين الدولارات للفرق الخاسرة.
درست العلوم السياسية والأدب، وتخرجت لأحمل لقب صحافي أو «سي حافي» باللهجة المصرية، وأدركت ولات ساعة مندم أن العالم يفضل كرة القدم على السياسة، وأنني أكسب قروشاً وأن الذين يفكّرون بأقدامهم يجنون الملايين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان كرة القدم تركل السياسة عيون وآذان كرة القدم تركل السياسة



GMT 21:16 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon