توقيت القاهرة المحلي 14:11:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون واذان (أبو مازن: لا تفاوض)

  مصر اليوم -

عيون واذان أبو مازن لا تفاوض

جهاد الخازن

أقول للرئيس محمود عباس: لا تفاوض. أو أقول له ما قال أمل دنقل: لا تصالح / ولو منحوك الذهب / أترى حين أفقأ عينيك / ثم أثبِّتُ جوهرتَيْن مكانهما / هل ترى / هي أشياء لا تُشترى.
أبو مازن يحاول وهو يعلم في قرارة نفسه أن لا فائدة من المحاولة مع حكومة مجرمي الحرب في إسرائيل (أهاجم دائماً حكومة أعتبرها نازية جديدة مجرمة، ولكن لا أهاجم اليهود أو الإسرائيليين، فبينهم بعض أفضل طلاب السلام في العالم).
القضية الفلسطينية فقدت بُعدَها العربي بعد 2011. مصر وسورية والعراق تواجه إرهاباً أو حروباً. ومن دون دور مصر القيادي لا أمل هناك. والناس مثلي ينتظرون فوز المشير عبدالفتاح السيسي بالرئاسة ليعود لمصر دورها القيادي. من دون هذا الدور «مفيش فايدة».
المتطرفون في حكومة إسرائيل سعداء كثيراً بالوضع العربي الحالي. العرب يقتل أحدهم الآخر ويتركون إسرائيل تقتل الفلسطينيين وتحتل وتدمر وتبني مستوطنات.
أبو مازن لا تفاوض. أرسِلْ إلى حكومة إسرائيل رسالة في سطرَيْن من دون تحية أو احترام: مشروع السلام الوحيد الذي نقبله هو خطة السلام العربية. عندما توافقون عليها اتصلوا بنا.
الخطة وضعها ولي العهد (في حينه) الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وتبنتها قمة بيروت سنة 2002 بالإجماع. عندما تقوم دولة فلسطينية في الأراضي التي احتُلت سنة 1967 عاصمتها القدس، تعترف الدول العربية والإسلامية بحق إسرائيل في الوجود.
أبو مازن نشر خطة السلام العربية في صحف غربية وإسرائيلية، وكانت النفقات هائلة، ليشرح الموقف الفلسطيني أملاً بإيجاد جمهور يؤيده. وقبل أيام قال لزوار يهود إن المحرقة النازية أفظع جريمة ارتُكِبَت في العصر الحديث. «نيويورك تايمز» ردت عليه بعنوان يقول إنه غيَّر موقفه، وعادت إلى أطروحة الدكتوراه التي كتبها قبل حوالى نصف قرن، وهذا مع العلم أنه لم ينفِ المحرقة ولكن شكك في رقم الملايين الستة من ضحايا النازية، وهو شك ردده مؤرخون في الشرق والغرب.
شخصياً لم أنفِ يوماً رقم الملايين الستة، لأن المتهم بالقتل أوروبا المسيحية وليس العرب أو المسلمين، وهذا ما سجلت دائماً.
حكومة بنيامين نتانياهو ترتكب «بالمفرّق» ضد الفلسطينيين ما ارتكبت النازية «بالجملة» ضد اليهود. وجماعة مراقبة حقوق الإنسان أصدرت بياناً قبل أيام دعت فيه إسرائيل إلى الكف عن إطلاق النار على المدنيين في قطاع غزة. غير أن لإسرائيل أنصارها، والكاتب في «نيويورك تايمز» روجر كوهن، وهو إسرائيلي الهوى مهما أنكر، قال إن «نجاح» إسرائيل قادر على الاستمرار، وإنها تستطيع تجاوز حديث العزل، أو الحملة من نوع مقاطعة وسحب استثمارات وعقوبات. وقرأت كلاماً مشابهاً في مجلة «كومنتري» الليكودية كتبه جوناثان توبين، هل هو تشابه مصادر أو خواطر؟
هذا لعب بالنار، لأنه إذا استمر الجمود فسيأتي يوم يستعمل فيه إرهابيون أسلحة دمار شامل ضد إسرائيل، أو ربما سبق ذلك انتفاضة ثالثة، ومع أن الرئيس الفلسطيني ضد العنف فإنه لا يستطيع منع الناس من مواجهة الاحتلال، وقد يختار العزلة في بيته ليترك حكومة إسرائيل تحصد ما زرَعَت.
أعود إلى أمل دنقل مخاطباً أبو مازن: كيف تنظر في يد مَنْ صافحوك / فلا تُبصر الدم في كل كف / لا تصالح / ولا تقتسم مع مَنْ قتلوك الطعام.
"الحياة"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون واذان أبو مازن لا تفاوض عيون واذان أبو مازن لا تفاوض



GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 07:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon