توقيت القاهرة المحلي 15:37:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مخيم اليرموك: نكبة جديدة

  مصر اليوم -

مخيم اليرموك نكبة جديدة

جهاد الخازن

 ماذا يحدث في مخيم اليرموك؟ طلقت الأمة طلاقاً بائناً وأيدني القراء. وكل يوم تعطيني هذه الأمة سبباً جديداً للطلاق فأسأل نفسي لماذا تأخرت حتى اليوم.

معركة اليرموك سنة 15 هجرية أو 636 ميلادية إحدى أعظم معارك التاريخ، وهي أجلت البيزنطيين عن بلاد الشام، ومأساة مخيم اليرموك الآن إحدى أفظع مآسي التاريخ العربي الحديث، لا طعام أو ماء أو دواء، وأرى ذبح اثنين من الفلسطينيين على الإنترنت، فهناك مَنْ يفاخر بذبحهم.

النابغة الذبياني قال:

محلتهم بيت الإله ودينهم / قويم فما يرجون إلا العواقب

رقاق النعال طيّب حجزاتهم / يحيون بالريحان يوم السباسب

النابغة كان يمدح ملوك الغساسنة الذين حكموا المنطقة من الجولان، وهو يشير إلى بيت الإله، أي القدس، وإلى رائحة الملوك الطيبة، وإلى بنات يرشونهم بالريحان في يوم أحد الشعانين الذي يوافق هذه الأيام عند الأقباط.

هو في قصيدة ثانية رثى بها النعمان بن الحارث الغساني قال:

بكى حارث الجولان من فقد ربه / وحوران منه موحش متفائل

اليوم نبكي أمة اختارت الفناء طريقاً لها، وتركت الإرهاب يستشري من العراق وسورية إلى ليبيا واليمن وغيرها، ولم تفعل غير فرك الأيدي. والكلمتان الأخيرتان تذكراني بشيء قاله لي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع ثم ولي العهد السعودي، رحمه الله. هو قال: الحزم أبو العزم أبو الظفرات، والترك أبو الفرك أبو الحسرات. وكنت أعتقد أن هذا مَثل سعودي، ثم قرأت أنه من كلام الملك عبدالعزيز آل سعود.

توصَف معركة اليرموك بأنها أعظم معارك التاريخ، وأرى انتصار خالد بن الوليد في حروب الردّة أهم، لأنه لو خسر لما بقي هناك إسلام. والملك عبدالعزيز بنى دولة صمدت حتى وصلنا اليوم إلى «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين في اليمن.

ماذا عندنا في دمشق؟ هي أقدم مدينة في العالم ومخيم اليرموك بدأ ضاحية لها وأصبح جزءاً منها مع اتساع العمران، وزرته مرة بعد مرة لمقابلة قيادات من المنظمات الفلسطينية فيه، وهو اليوم دمِّر على رأس أهله.

كل مَنْ يستطيع النجاة من المخيم رحل عنه وبقي 18 ألف بائس، بينهم 3500 طفل، وإرهابيو داعش الذين يعملون في الناس قتلاً. أهلنا في سورية أصبحوا بين فكي رصاص داعش وبراميل النظام.

الإرهابيون يقومون بمهمة إسرائيل، وهم يقتلون الذين لم تجد حكومة إرهابية إسرائيلية عذراً أو ذريعة لقتلهم. داعش والنصرة والحوثيون إرهابيون أعداء الإسلام والمسلمين، فلم يبقَ عندي ما آمل أو أرجو سوى أن أراهم يُهزَمون ويُعاقَبون.

ليس الأمر مخيم اليرموك وحده، فملايين السوريين، حوالى نصف السكان، شرِّدوا داخل بلدهم أو حوله، وبعضهم قضى في البحر وهو يحاول الهرب إلى أوروبا. حتى هوزيه موجيكا، رئيس أوروغواي السابق، شكا من اللاجئين السوريين في بلاده، وقال إنهم لا يعرفون العمل في الزراعة. كيف وصلوا إلى أميركا اللاتينية؟ كيف لا يعمل سوري في الزراعة وبلاده سهل وماء؟ هل ما يحدث للسوريين والفلسطينيين من أشراط الساعة التي حدثونا عنها؟

كان الغساسنة يحكمون القدس من الجولان، والآن الإسرائيليون في القدس والجولان، والسوري يبحث عن وطن بديل بعد أن كان في جنة الله على أرضه، والفلسطيني ينتظر الموت إما برصاص إسرائيلي في قطاع غزة، أو برصاص الإرهابيين في مخيم اليرموك.

مضى يوم وأنا حَدث جاهل رفعت فيه الرأس لأنني عربي. اليوم أخفضه وأعتذر من أبنائي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخيم اليرموك نكبة جديدة مخيم اليرموك نكبة جديدة



GMT 15:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 15:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 08:16 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 08:14 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 08:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 08:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 08:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

GMT 08:07 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon